إردوغان في متاهته .. لعب مع القوى العظمى ليفوز بسوريا .. ربما يخسر تركيا| س/ج في دقائق

إردوغان في متاهته .. لعب مع القوى العظمى ليفوز بسوريا .. ربما يخسر تركيا| س/ج في دقائق

23 Feb 2020
تركيا
رابط مختصر
للمشاركة لـ فيسبوك
حجم الخط

* الهزيمة في إدلب قد تخلع إردوغان من زعامته لـ “الأمة التركية” لأنها لن تتقبل الهزيمة.

* إردوغان يحاول العودة لحضن الناتو.. لكن هل هو مستعد لتقديم التنازلات المطلوبة؟

* بوتين لم يعد يحتاج لنفوذ أكثر مما حصل عليه في سوريا، لذلك يتجه نحو القضاء على متمردي إردوغان.

* مصير المنطقة بات معلقًا في قرار ترامب.. هل يأمن مجددًا لإردوغان أم يتركه يواجه مصيره؟

* يطرح مليك كيلان الكاتب والمحلل بمجلة فوربس الأمريكية عدة أسئلة تحتاج الإدارة الأمريكية للإجابة عنها قبل دعم إردوغان: هل يمكن الوثوق بإردوغان بعد حصوله على المساعدة؟ وما هي حسابات دونالد ترامب؟ هل هو مستعد لإزعاج بوتين بدعم أردوغان؟ هل يهتم بأي اعتبارات جغرافية استراتيجية؟ هل سيستمع إلى المزيد من المستشارين المدربين؟ قرار ترامب سيؤثر على موازين القوى في المنطقة لسنوات. ناهيك عن مصير الملايين الذين يواجهون الكارثة.

س/ج في دقائق


كيف ستؤثر تطورات إدلب على الداخل التركي؟

خلال سنوات انحدار الدولة العثمانية، ترى فوربس، احتفظ الباب العالي بالنفوذ العالمي من خلال مخادعة القوى العظمى- روسيا وفرنسا وبريطانيا وآخرين – وضربهم ببعضهم البعض.

في سعيه لتكرار المشهد، اعتقد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أن بإمكانه تبني تكتيكات مماثلة عن طريق خلط التحالفات. لكنها لم تصلح معه.. المشهد في إدلب – سوريا يندرج تحت هذا التصنيف، وتطوراته أوصلت أردوغان لأضيق نقطة منذ وصل السلطة.

الأتراك لن يتسامحوا مع الهزيمة.. خصوصًا إن جلبت الكرد إلى حدودهم

وضعت التطورات في إدلب – شمال سوريا الرئيس التركي رجب طيب إردوغان في زاوية ضيقة، ربما الأضيق منذ أن وصوله السلطة لأول مرة منذ 17 عامًا، بحسب تحليل فوربس.

الحملة العسكرية التي شنها الجيش السوري – بدعم روسيا – لا تؤثر على المشهد الداخلي في سوريا فحسب، بل تدفع ما يزيد عن مليون لاجئ للتحرك  شمالًا باتجاه الحدود التركية. الحدود مغلقة. لكن  السيطرة على مليون لاجئ جائع ويائس قد تكون صعبة. وانضمامهم إلى 3 ملايين لاجئ سوري داخل تركيا – التي تعاني بالفعل من أزمات داخلية – سيثير استياء المواطنين الأتراك، بما يهدد بإحباط قبضة أردوغان على السلطة.

في محاولة لتعطيل الهجوم العسكري الساعي لاستعادة إدلب أرسل أردوغان قوات من الجيش التركي – مدعومين بالدبابات والمدفعية والعربات المدرعة وصواريخ طويلة المدى إلى سوريا. لكن دعمهم جويًا صعب في غياب التأمين الجوي الذي تعيقه القوة الجوية الروسية المساندة للرئيس السوري بشار الأسد.

تحليل فوربس يقول إن أمة ذات تاريخ عسكري طويل مثل تركيا قد تتحمل سقوط قتلى بساحة المعركة وتستوعب اللاجئين، وتتقبل فرض قيود على الحريات إلى حد ما، لكنها لن تتسامح مع الهزيمة.

تلك الهزيمة ستتجاوز حدود سوريا. انهيار العناصر المحلية الداعمة من المتمردين السنة الذين تدعمهم أنقرة في سوريا سيطلق يد الكرد على طول حدود تركيا الجنوبية، وبالتالي توفير الدعم لأقرانهم  داخل تركيا، مما سيكون ضربة كبيرة لتركيا.

دليل موجز لشرح ما يحدث في إدلبالأسد يحاصر إردوغان.. ويصدر المشكلة إلى حدوده** بعد استعادة النيرب، يتركز هجوم الجيش…

Posted by ‎دقائق‎ on Monday, February 24, 2020

تركيا تعاني اقتصاديًا.. مواطنو سوريا وليبيا وشرق المتوسط سيدفعون الثمن.. كيف؟| س/ج في دقائق


لماذا مال إردوغان للمعسكر الروسي في الفترة الماضية؟

شهوة أردوغان تجاه الدفاعات الجوية الروسية الصنع مستمدة على الأرجح من عدم ثقته في جيشه. الجيش الذي قطع رؤوسه بمحاكم مسيسة ثم جعله يتورط بسوريا.

البحرية التركية لا يمكن أن تمسه داخليا، لكن القوة الجوية شكلت مشكلة خطيرة. يحصل ضباطها على التعليم والتدريب من الغرب، ويميلون إلى اعتناق القيم الديمقراطية الغربية.

الصواريخ الروسية لمواجهة الطيران التركي

خلال محاولة الانقلاب عام 2016، حشد أردوغان أنصاره ضد الدبابات والجنود، لكنه لم يستطع احتواء الطائرات الشبحية في سلاحه الجوي، وعرف أن الغرب لم يكن حليفه في طريق الاستبداد، وبالتالي شعر أنه ربما يحتاج إلى صواريخ روسية للدفاع ضد طائرات الناتو الصنع التي يقودها طيارون متمردون.

شراء إردوغان نظام الصواريخ S-400 من موسكو، يستوجب أن يكون المدربون والمراقبون الروس المناهضون للناتو داخل القوات الجوية التركية. وهذا يعني أيضًا أن موسكو ستتعلم كيفية إسقاط الطائرات الحربية التركية، وكذلك طائرات الناتو. لذلك أوقفت واشنطن التعاون العسكري مع أنقرة.

إردوغان يخسر سوريا لحساب بوتين.. الآن يغازل الغرب بورقة جورجيا | س/ج في دقائق


الناتو الحليف القديم.. هل ينقذ إردوغان من الهزيمة؟

إردوغان طلب من الناتو يائسًا أنظمة الدفاع الجوي “باتريوت” للحماية من الضربات الجوية الروسية. لكنه خسر دعم الحلف مسبقًا بشراء بطاريات الصواريخ الروسية من طراز S-400، ضمن مخططه لخداع الجانبين، بحسب تحليل فوربس.

ليس الطلب الأول، ففي 2015 عندما أسقطت قواته الجوية قاذفة مقاتلة روسية من طراز SU-24 أثناء تحليقها في المجال الجوي التركي لمهاجمة المتمردين المناهضين للأسد من القبائل التركمانية المسلحة التي تدعمها أنقرة، توسل أردوغان لحلف الناتو من أجل صواريخ باتريوت. ولم يحصل عليها لأن الناتو والولايات المتحدة لم يرغبا في تعزيز أردوغان في مواجهة روسيا بشأن نزاع يتجاوز اختصاص الناتو.

مطلوب تنازلات هائلة لإصلاح العلاقة مع الناتو

من غير المرجح أن يحصل أردوغان على الباترويت الآن إلا إذا قدم تنازلات هائلة. مثل إعادة صواريخ موسكو من طراز S-400، وإيقاف خط أنابيب الغاز الروسي.

تقول فوربس إن الهدف النهائي هو رحيل إردوغان عن السلطة، فلذلك يتم التخلص منه على جميع الجبهات. والرئيس الأمريكي دونالد ترامب، يساعده على الاندفاع لذلك.

ترددت أنباء غير مؤكدة، نقلاً عن جهات اتصال تركية، عن إنزال بطاريات باتريوت بقاعدة إنجرليك الجوية التابعة للناتو بتركيا.

إذا كان الأمر كذلك، فقد يكون تلويحًا أوليًا. لكنها لن تتحرك إلى أي مكان إلا بعد مفاوضات مكثفة. فمن غير المرجح أن يطلق الجنود الأمريكيون النار في المعركة ضد الروس، وكذلك سوف يستغرق تدريب الأتراك بعض الوقت.

لكن ترامب، في الماضي، اتخذ التلويح بالأسلحة المناهضة لموسكو في أوكرانيا مع احتفاظه بمفتاح الإطلاق الأخير. ويشير التاريخ إلى أن أردوغان سيرفض ذلك..

معضلة الشريك المخالف.. هل بات الناتو رهينة عند إردوغان؟ | س/ج في دقائق


خلط أردوغان الأوراق وضل الطريق.. هل من منقذ؟

الغرب الذي يهوى إردوغان كثيرا أن يضايقه، ما زال بحاجة إلى التمسك بجناح الناتو الشرقي لعزل أوروبا عن فوضى الشرق الأوسط. ولذلك يهتم الأوروبيون إلى حد ما بما يحدث لتركيا.

أما الروس فلا يهتمون لذلك. بالنسبة لهم، فتركيا الموالية لموسكو عظيمة، وتركيا المزعزعة للاستقرار جيدة، ويفضلون ألا تشكل تهديدًا في سوريا، وألا تضم مزيدًا من قوات الناتو.

عرض الناتو قد يكون الفرصة الأخيرة

لا ينهي بوتن صراعًا مشتعلًا طالما أنه قادر على كسب نفوذ جديد. حتى الآن، ليس لدى الكرملين أي سبب للتعامل بلطف مع متمردي إردوغان. لذا فإن خيار روسيا هو محاربتهم وقطع الدعم عنهم. إردوغان لم يكتشف نوايا بوتين إلا الآن.

حلف الناتو في وضع يسمح له بتقديم عرض نهائي: “اتركه بهدوء أو نتركك للدب الروسي”.

هناك حسبة واحدة فقط قد تغير السيناريو: إذا كانت الولايات المتحدة تريد أن تدخل روسيا وسوريا وإيران في نزاع مستمر بورقة أنقرة. وقتها ستحصل تركيا على الدفاع الجوي باتريوت، وجزء كبير من سوريا مخصص لإسقاط الأسد.

يطرح مليك كيلان الكاتب والمحلل بمجلة فوربس الأمريكية عدة أسئلة تحتاج الإدارة الأمريكية للإجابة عنها قبل دعم إردوغان: هل يمكن الوثوق بإردوغان بعد حصوله على المساعدة؟ وما هي حسابات دونالد ترامب؟ هل هو مستعد لإزعاج بوتين بدعم أردوغان؟ هل يهتم بأي اعتبارات جغرافية استراتيجية؟ هل سيستمع إلى المزيد من المستشارين المدربين؟ قرار ترامب سيؤثر على موازين القوى في المنطقة لسنوات. ناهيك عن مصير الملايين الذين يواجهون الكارثة.

ثنائية ترامب – إردوغان خارج سياق التوتر بين أنقرة وواشنطن.. هل تغير المسار؟ | س/ج في دقائق


رجب فوق صفيح ساخن .. يطارد خيط دخان | خالد البري

إردوغان يقع في فلاديمير أعماله .. وبوتين استدرجه إلى موقف حرج في سوريا| س/ج في دقائق


رابط مختصر
للمشاركة لـ فيسبوك

التعليقات (0)

يجب عليك .. تسجيل الدخول أو التسجيل لتتمكن من التعليق.

تعليقات الفيسبوك