هل تستعيد الأكاديمية شرفها؟! قراءة في أوسكار 2019 | أمجد جمال | دقائق.نت

هل تستعيد الأكاديمية شرفها؟! قراءة في أوسكار 2019 | أمجد جمال | دقائق.نت

29 Jan 2019

أمجد جمال

ناقد فني

رابط مختصر
للمشاركة لـ فيسبوك
حجم الخط

على مدار 90 سنة، كان الفوز بجائزة الأوسكار شرف لأي فيلم. الآن تثار التساؤلات حول حاجة الأكاديمية نفسها للتشريف أو استعادة المصداقية!

التقييم التلفزيوني لحفل توزيع جوائز الأوسكار في 2018 هبط بنسبة 19% عن حفل 2017؛ ما يعني الهبوط 39% منذ حفل 2014.

نسب المشاهدة بين الشباب (18-49 عامًا) انخفضت 24% منذ حفل 2017، و47% منذ 2014.

وكلما قلت التقييمات تضاءلت نسب تسويق الحدث تلفزيونيًا.

فرصة تصحيح الأوضاع

تراجع الأرقام يتزامن مع تغير طبيعة الأفلام التي باتت تستهوي الأكاديمية في السنوات الأخيرة، خاصة جائزة أفضل فيلم (Best Film)، بعدما اعتادت قديمًا تحقيق التوازن بين حدٍ أدنى من المستوى الفني، وجماهيرية الفيلم المتوّج.

الجائزة التي فازت بها سابقًا أفلام “ذهب مع الريح” و”صوت الموسيقى” و”الراقص مع الذئاب” و”تايتانيك” و”الأب الروحي”، صارت تُمنح الآن، وبشكل منتظم، لأفلام لم تكن على الخريطة الجماهيرية مثل “سبوتلايت” و”موونلايت”، و”شكل الماء”، و”12 سنة عبدًا” وغيرها.

الفرصة قائمة للتصحيح هذا العام، بعدما ضمت الترشيحات أفلامًا تتمتع بجماهيرية ضخمة، وقد يكون تتويجها مصلحة مزدوجة للطرفين، لكن هل تملك تلك الأفلام بالفعل فرص جادة بالفوز لدى المصوتين؟


Black Panther

Black Panther – الفيلم الأعلى تحقيقًا للإيرادات داخل الولايات المتحدة في 2018 – خطف المانشيتات الرئيسية منذ أيام بدخوله سباق أفضل فيلم؛ باعتباره أول فيلم في تاريخ نوعية الأبطال الخارقين يصل للمنافسة على الجائزة السينمائية الأرفع، لكنه لا يبدو قريبًا من الفوز.

تناولنا في مقال سابق أبعاد هذا الترشيح سياسيًا، ولعل حضورة في القائمة النهائية أدى الغرض بالفعل، وأحدث الضجة الإعلامية المنتظرة، وأثبت ما كان مطلوبًا إثباته، خاصة بترشح أفلام أخرى تمثل الأقلية الأفرو-أمريكية، فلم يعد لمزيد من المجاملات جدوى.

الغريب أن الفيلم اقتحم فئات أخرى غير متوقعة، منها الموسيقى التصويرية، والتوليف الصوتي والمزج الصوتي. ولهذا تفسيران؛ الأول أن الاكاديمية أحبت الفيلم فعلًا، ولعله يقتنص الجائزة، والثاني، ستشعر الأكاديمية أنها أدت ما عليها، وكانت كريمة أكثر مما ينبغي مع الفيلم، وأنه حان وقت إغلاق حنفية الكرم.

الترشيح لجائزة الموسيقى التصويرية التي ذهبت لبلاك بانثر ربما كانت على حساب فيلم First Man؛ الذي فاز في تلك الفئة منذ أسابيع بجائزتي النقاد والجولدن جلوب، وتسلمها الموسيقار جاستن هيروتز في المرتين، ليصبح تجاهله في ترشيحات الأوسكار من أبرز الغرائب. الفيلم على أي حال نجح في حصد أربعة ترشيحات مستحقة في الفئات التقنية، واستبعاده من فئة أفضل فيلم ومخرج كان منطقيًا.


Bohemian Rhapsody

فيلم آخر يتمتع بقاعدة جماهيرية ضخمة هو Bohemian Rhapsody، يترشح في عدة فئات أبرزها أفضل فيلم وممثل ومونتاج.

فرص الفيلم كانت قوية بالفعل لحصد عدد من جوائز الأوسكار، لكن فوزه “المستحق فنيًا” بجائزة الجولدن جلوب الكبرى أفضل فيلم دراما، وأفضل ممثل لرامي مالك، أثار جدلًا وسخطًا كبيرًا على مواقع السينما والتواصل الاجتماعي، وأدى لتجدد الاتهامات لمخرجه المستبعد بريان سينجر بممارسة الجنس مع قُصّر.

الموجة صارت أعلى من أن يجابهها الفيلم، وقد تحرمه من المنافسة على كافة الفئات المُرشح لها. نعم، بما فيها الفئة الأكثر استحقاقًا “أفضل ممثل”، قد يخسرها مالك بسهولة أمام “كريستيان بيل” عن دوره في فيلم Vice، خاصة بعد انتصار الأخير على رامي في جوائز النقاد التي مُنحت بعد أسبوع واحد من الجولدن جلوب والسخط الذي تبعه.


هل خلود الفن معيار لجودته؟ خمس ثغرات لهذه النظرية | أمجد جمال | دقائق.نت

10 مشاهد صنعت أمجاد هوليوود عام 2018


A Star Is Born

“مولد نجمة A Star Is Born” ثالث الأفلام الجماهيرية المرشحة للجائزة الكبرى، والذي كان قبل شهرين فقط المرشح الأقوى للجائزة. الآن أسهمه في تناقص، بعد خسارته الجولدن جلوب وجوائز النقاد. صحيح أنه نال ثمانية ترشيحات أوسكارية، لكنه صدم الجميع بخسارته الترشيح في فئة أفضل مخرج لبرادلي كوبر.

ترشيح كوبر لم يكن متوقعًا فحسب، بل لم يكن للمكسيكي ألفونسو كوارون منافس غير كوبر، والآن أصبحت الجائزة شبه محسومة لكوارون، ومن النادر أن تذهب جائزة أفضل فيلم إلى فيلم لم يترشح في جائزة الإخراج، لكن ليس مستحيلًا، فعلها فيلم Argo منذ ست سنوات. “مولد نجمة” لا يضمن الفوز إلا بجائزة أفضل أغنية.


Roma

ألفونسو كوارون الأعلى حظوظًا، وربما حسم بالفعل فئة الإخراج بفيلمه Roma، الذي حصد عشرة ترشيحات إجمالية، ليكون الأعلى مناصفة مع فيلم The Favourite، وضمن جائزة أفضل فيلم غير ناطق بالإنجليزية، المرشح لها الفيلم اللبناني “كفرناحوم”.

لكن بعض الترشيحات بدت مبالغة في تقدير الفيلم بصورة وصلت للفجاجة، منها فئة أفضل ممثلة مساعدة وممثلة رئيسية، اللذان حرما “نيكول كيدمان” من ترشيح أكثر استحقاقًا عن دورها في فيلم Destroyer، وكذلك Emily Blunt من ترشيح عن دورها المساعد في فيلم A Quiet Place.

هناك ما يهدد فرص روما بالفوز بجائزة أفضل فيلم، وهو عدم ترشحه في فئة المونتاج. من الثابت في الثقافة العامة لمحبي السينما أن المونتاج هو ترمومتر الإيقاع، كلما كان جيدًا كلما كان الفيلم أقل مللًا، ويبدو أن الأكاديمية لم تر في روما فيلمًا ممتعًا، سريع الإيقاع، يسير المشاهدة، بقدر ما رأوه إنجازا تقنيا وحرفيا.

في السنوات الثلاثين الأخيرة لم يفز مرشح بجائزة أفضل فيلم ما لم يترشح على الأقل لجائزة المونتاج، باستثناء مرة واحدة، فهل يكسر روما القاعدة ثانية؟ بنسبة كبيرة قد يفعلها وستكون مفارقة باعثة على كثير من التساؤلات الثقافية!


Green Book

الفيلم الجماهيري الرابع في القائمة هو Green Book بخمسة ترشيحات، بينها أفضل فيلم، ويحكي عن جولة فنية لعازف البيانو ذي البشرة السمراء “دون شيرلي” مع سائقه الأبيض في شتى أرجاء أمريكا، وفي زمن ملوث بالعنصرية ضد الملونين.

بعد فوزه بثلاث جوائز جولدن جلوب (فيلم كوميدي، سيناريو، ممثل مساعد)، ظهرت حملة مماثلة ضد الفيلم على مواقع التواصل الاجتماعي، مستغلة تصريحات أدلت بها أسرة “دون شيرلي” تتهم الفيلم بتبييض الحقيقة، ثم ظهرت تغريدة قديمة لكاتب الفيلم (نيك فاليلونجا) يظهر فيها الكراهية ضد المسلمين في سياق دعمه لحملة المرشح وقتها دونالد ترامب.

ما سبق يضعف فرص الفيلم في الجائزة الكبرى، بعد أن كان المنافس الأقوى لروما بديناميته ومرحه وقصته الإنسانية العذبة.


If Beale Street Could Talk

هناك حالة استغراب من استبعاد فيلم If Beale Street Could Talk من فئة أفضل فيلم، بعد ترشحه لها في الجولدن جلوب ونقابة المنتجين وجوائز النقاد.

كان ترشيحه في الأوسكار ليجعله رابع الأفلام المرشحة التي تتخذ من الملونين أبطالًا أو موضوعًا، لكن الأكاديمية اكتفت بترشيح الفيلم في ثلاث فئات فقط؛ هي الممثلة المساعدة “ريجينا كينج”، والموسيقى، والسيناريو المقتبس.

الفيلم من إخراج “باري جينكنز” صاحب فيلم “موونلايت” الذي فاز بأوسكار أفضل فيلم في 2017، يوم فضيحة تبديل الأظرف الشهيرة.

لا يوجد تفسير لاستبعاد فيلمه الأحدث من ترشيحات هذا العام سوى أنها عقدة ذنب عمرها عامين بعد تفضيل فيلمه السابق على حساب فيلم La La Land، وأن فرصة التكفير عن هذا الذنب حانت. فهل نرى ليلة 24 فبراير تكفيرًا عن بقية الذنوب؟


ملف| أوسكار 2019 في دقائق


رابط مختصر
للمشاركة لـ فيسبوك

التعليقات (0)

يجب عليك .. تسجيل الدخول أو التسجيل لتتمكن من التعليق.

تعليقات الفيسبوك