كاليمانتان هو الجزء الإندونيسي من جزيرة بورنيو، التي تتشاركها مع ماليزيا وبروناي، وهي أكثر مركزية – مقارنة بالعاصمة الحالية جاكرتا – في أرخبيل إندونيسيا الذي يضم 17,000 جزيرة.
ويدودو قال إن الحكومة أجرت دراسات متعمقة على مدار ثلاث سنوات، خصلت إلى أن العاصمة الجديدة ستبنى في منطقة غابات تمتد على الحدود بين منطقتي كوتاي كاتانيجارا وشمال بيناجام باسير في إقليم شرق كاليمانتان.
وتبعد العاصمة الجديدة عن جاكرتا أكثر من ألف كيلومتر، وتصل مساحتها التقديرية إلى 40,000 هكتار (400 كيلومتر مربع).
قال الرئيس جوكو ويدودو إن الحكومة ستعد مشروع قانون لعرضه على مجلس النواب.
وإذا وافق مجلس النواب على مشروع القانون، سيبدأ بناء العاصمة الجديدة في 2020 .
وتتوقع حكومة إندونيسيا البدء في نقل بعض مقراتها إلى العاصمة الجديدة بحلول 2024.
ستمول الدولة 19% فقط من مصروفات تأسيس العاصمة الجديدة، على أن تمول الباقي من الشراكات بين القطاعين العام والخاص والاستثمارات الخاصة.
الرقم يشمل مصروفات تأسيس المقرات الحكومية الجديدة والمنازل المطلوبة لتسكين لحوالي 1.5 مليون موظف مدني سينتقلون إلى العاصمة الجديدة.
وستظل جاكرتا مركز إندونيسيا المالي والتجاري. ويُعتقد أن غالبية سكان جاكرتا البالغ عددهم نحو 10 ملايين نسمة سيبقون في العاصمة الحالية.
مساحة كاليمانتان تصل أربعة أضعاف تقريبًا، لكنها تساهم حاليًا بأقل من عُشر إجمالي الإنتاج المحلي في إندونيسيا.
ووصف ويدودو موقع العاصمة الجديدة بالاستراتيجي للغاية؛ إذ يقع في وسط إندونيسيا وبالقرب من المناطق الحضرية.
وتكافح جاكرتا أيضًا تحت عبء بيئي ضخم؛ إذ تدهورت جودة الهواء في المدينة خلال الأشهر القليلة الماضية، مسجلة ظروفًا أسوأ في يونيو/ حزيران مقارنة بالمدن الموصومة بالتلوث عالميًا مثل دلهي وبكين، ما دفع مجموعة من النشطاء ودعاة حماية البيئة إلى مقاضاة الحكومة.
عاصمة إندونيسيا الحالية معرضة أيضا للغرق؛ إذ تنخفض مناطق شمال جاكرتا – بما في ذلك السور البحري المصمم لحمايتها بنحو 25 سم في السنة – بسبب الانخساف.
ولا تصل جاكارتا كميات كافية من المياه الصالحة للشرب، لذلك يعتمد سكانها إلى حد كبير على الآبار التي تستخرج المياه من طبقات المياه الجوفية الضحلة، مما يؤدي إلى انهيار الأرض فوقها.
المشكلة تفاقمت بسبب الزيادة المتسارعة في بناء الأبراج السكنية الجديدة ومراكز التسوق وحتى المكاتب الحكومية، وزيادة خطر حدوث فيضانات كارثية.
وتقول الحكومة إن المدينة الجديدة سيتم بناؤها على أراضي الدولة بالقرب من المراكز الحضرية الحالية في باليكبابان وساماريندا، ووعدت أن يكون الأثر البيئي إيجابيًا.
ونقلت صحيفة ساوث تشاينا مورنينج بوست عن وزير التخطيط بامبانج برودجونيجورو قوله إن الحكومة لن تعتدي على الغابة المحمية بالفعل، لكنها ستعيد تأهيلها.
لكن المخاوف قائمة من أن الخطة والعدد المتزايد من الناس الذين سينتقلون للعيش في الجزيرة ستعرضها لآثار بيئية خطيرة، بما في ذلك الغابات المطيرة.
وقال دعاة حماية البيئة إن عملية إعادة التوطين يجب معالجتها بعناية كي لا تؤدي إلى ترك منطقة متضررة بيئيًا ، فقط لإنشاء منطقة أخرى.
بالتزامن، تؤسس مصر عاصمة إدارية جديدة بتكلفة تصل إلى 45 مليار دولار، بهدف تخفيف الازدحام في القاهرة خلال الأربعين سنة المقبلة.
كوريا الجنوبية كذلك بدأت تأسيس مدينة سيجونغ في 2007 كعاصمة للبلاد بدلًا من سيول، وتضم حاليًا نحو 60% من الإدارات الحكومية.
الأمر نفسه ينطق على ميانمار التي نقلت عاصمتها من يانغون إلى نايبيداو في 2005، وأستراليا حين أسسست كانبيرا كعاصمة رسمية في أواخر عشرينيات القرن الماضي، كحل وسط بين سيدني وملبورن المتنافستين.
وحلت برازيليا محل ريو دي جانيرو كعاصمة للبرازيل في 1960، وأستانا محل ألماتي كعاصمة كازاخستان في 1997، وياموسوكرو محل أبيدجان كعاصمة لكوت ديفوار في 1983.
س/ج في دقائق: التجربة السنغافورية.. دعك من الأوهام هذا ما حدث على أرض الواقع
ساندي سبرينجز.. قصة مدينة خصخصت نفسها
هل الأمازون تنتج ٢٠٪ من أكسجين الأرض أم صفرا ٪ | س/ج في دقائق