كان اللواء حسين سلامي، قائد الحرس الثوري، ينظر إلى قائد كبير في الحرس الثوري وهو يتحدث بلهجة قوية..
"حان الوقت لإشهار سيوفنا وتلقينهم درسًا".
بحث الاجتماع مهاجمة أهداف مهمة، بما في ذلك القواعد العسكرية الأمريكية في المنطقة، لكنهم وجدوا أن تكلفة الاستهداف ستكون باهظة، وربما تجر إلى مواجهة مباشرة ورد أمريكي مدمر.
المرشد الأعلى علي خامنئي وافق على فكرة توجيه ضربة، لكن بشروط صارمة، أهمها تجنب ضرب أي مدنيين أو أمريكيين.
من بين الأهداف المحتملة التي نوقشت في البداية ميناء بحري في السعودية ومطار وقواعد عسكرية أمريكية.
لكن الأفكار استبعدت في نهاية المطاف بسبب المخاوف من حدوث إصابات جماعية قد تثير انتقامًا شرسًا من جانب الولايات المتحدة وتشجع إسرائيل، مما قد يدفع إلى الحرب.
عوضًا عن ذلك، استقر كبار المسؤولين العسكريين الإيرانيين على مقترح بديل وأقل تكلفة.. استهداف المنشآت النفطية السعودية.
التفاصيل نوقشت بدقة في 5 اجتماعات على الأقل، عقدت في مكان آمن داخل مجمع طهران الجنوبي.
خامنئي استضاف وحضر أحدها في مقر إقامته داخل نفس المجمع. قبل الخروج بالنتيجة النهائية في أوائل سبتمبر.
من بين الحاضرين الآخرين في بعض تلك الاجتماعات، كان كبير مستشاري خامنئي العسكريين، يحيى رحيم صفوي، ونائب قاسم سليماني، قائد فيلق القدس الذي يرأس العمليات العسكرية السرية والأجنبية للحرس الثوري.
بالنهاية استقر الإيرانيون بشبه إجماع على ضرب أرامكو.
السعودية هي المنافس الإقليمي الرئيسي لإيران، وعملاق البترول الذي يعد إنتاجه حاسمًا للاقتصاد العالمي.
وهي شريك أمني مهم للولايات المتحدة. ولكن علاقتها متوترة مع المشرعين الأمريكيين. وبالتالي، لن يكون هناك دعم كبير في الكونغرس للتدخل العسكري لمساعدة السعوديين بعد الهجوم.
العملية ستظهر قوة إيران العميقة وقدراتها العسكرية، ستتصدر عناوين الصحف الكبرى، وتؤلم السعودية اقتصاديًا، وتحتفظ بهدف العملية الرئيسي بإرسال رسالة قوية إلى واشنطن.
موقع الإطلاق كان قاعدة الأهواز الجوية جنوب غرب إيران، بحسب رواية مصدر شرق أوسطي، أطلعته دولة تحقق في الهجوم على التفاصيل، وثلاثة مسؤولين أمريكيين، ومسؤول مخابرات غربي ومصدر غربي في الشرق الأوسط.
لكن، بدلاً من التحليق عبر الخليج إلى السعودية مباشرة، اتخذت الصواريخ والطائرات بدون طيار مسارات دائرية، فطار بعضها فوق العراق والكويت، في محاولة لإخفاء تورط إيران.
الهجوم استمر 17 دقيقة.. استخدمت فيه 18 طائرة دون طيار وثلاثة صواريخ.. اندلعت الحرائق في مصنع خريص النفطي وفي منشأة بقيق لتجهيز النفط، الأكبر في العالم.
السناتور الأمريكية مارثا مكسالي، وهي من المحاربين القدامى في القوات الجوية، بعدما أطلعها مسؤولون أمريكيون وسعوديون على تفاصيل، وزارت منشأة أبقيق بنفسها بعد أيام من الهجوم، علقت:
"الجناة كانوا يعرفون المكان الذي كان عليهم ضربه بدقة لإحداث أكبر ضرر ممكن. كان لديهم فهم متطور لعمليات المنشأة وكأنها منشأتهم الخاصة، وليس بمجرد الاعتماد على صور الأقمار الصناعية".
وبينما اجتمع مسؤولو أرامكو في غرفة الطوارئ بمقر الشركة، كان قادة الحرس الثوري يطلعون المرشد الأعلى علي خامنئي على العملية الناجحة.
صور حرائق أرامكو بثت في جميع أنحاء العالم. سوق الأسهم السعودي تباطأ. ارتفعت أسعار النفط العالمية فورًا بـ 20٪.
طهران باتت ليلة سعيدة بعد هجوم أرامكو.. آلمت السعودية، واسمعي يا واشنطن.
هل تهتم أمريكا – فعلا – لاعتداء إيران على منشآت نفطية في السعودية | س/ج في دقائق
هجوم أرامكو | ترامب يمنح السعودية مفاتيح حرب إيران | س/ج في دقائق
كيف قرأ الإعلام العالمي الهجوم على أرامكو السعودية؟ | الحكاية في دقائق