في تاريخ البشرية شخصيات كتُبت أسماؤهم بأقلام الدم. التقديرات كانت جزافية في العصور السابقة. دونها أنصار الدمويين فخرًا، أو أعداؤهم ذما، لكن التسجيل الدقيق بدأ قبل 130 عامًا، ليمنحنا قائمة الأكثر سفكًا للدماء في التاريخ الحديث.
في دقائق.. نستعرض قائمة السبعة الكبار.
قائمة السبعة الأكثر دموية تنتهي بـ بول بوت قائد الحركة الشيوعية في كمبوديا في أواخر سبعينيات القرن العشرين، الذي قتلت محاولته لـ "تطهير" البلاد ما بين 1.7 إلى 2.5 مليون شخص.
أخرج سكان المدن إلى المزارع للقيام بأعمال المزارعين، ولم يطعمهم جيدًا، وقلص الرعاية الطبية، وأعدم كثيرين منهم، وكانت النتيجة مقتل نحو خمس- وفي بعض التقديرات ربع- سكان كمبوديا.
وعد شعبه بأنهم سيحصلون على حريتهم بعد تنفيذ أوامره، لكن الجوع والزحار والملاريا وأمراض أخرى كانت أسبق إليهم.
وزير الحربية في الدولة العثمانية إسماعيل أنور باشا يحتل المركز السادس بـ 2.5 مليون شخص.
قاد عملية التطهير العرقي ضد الأرمن على الأراضي العثمانية، فقتل منهم 1.5 مليون شخص، ثم هاجم اليونانيين والأعراق الأخرى الذين اعتبرهم ليسوا أتراكًا، واستغل 300 ألف عربي للدفاع عن إسطنبول، وأسفرت معركة غاليوبي التي خاضها عن مقتل ربع مليون شخص.
تسبب بمقتل آلاف الأشخاص أثناء تثبيت حكومة الاتحاد والترقي، ثم هزمت قواته في القوقاز، وخسرت 32 ألف قتيل و10 ألاف جريح و7 ألاف أسير، بالإضافة إلى 15 ألف قتيل نتيجة الأمراض والأوبئة.
قتل أنور باشا في بخارى خلال الحروب ضد الحكومة البلشفية في وسط آسيا عام 1922.
الخامس على القائمة هو الياباني هيديكي توجو، الذي تولى رئاسة حكومة اليابان خلال فترة الحرب العالمية الثانية، وتسبب في مقتل 5 ملايين شخص.
وصف توجو بأنه واحد من أكثر الجنرالات عدوانية في تكتيكاته خلال القرن العشرين بأكمله.
كان مسؤولًا عن الهجوم على نانكين ثم عاصمة الصين، وما تبعه من نهب وحشي ومشاهد مروعة للاغتصاب والاستعباد والإخضاع والقتل والتشويه، لدرجة أن الجنود اليابانيين شوهدوا يفتحون بطون النساء الحوامل ويطعنون الأجنة بالرماح.
تسبب توجو في انضمام الولايات المتحدة إلى الحرب بعد هجومه على بيرل هاربر، وكانت نهايته على يد البحرية الأمريكية التي حكمت عليه بالإعدام بعد استسلامه في 1948.
الرابع في قائمة الزعماء الأكثر سفكًا للدماء كان ليوبولد الثانى. تولى عرش بلجيكا بين عامي 1865 و1909.
خدع ليوبولد زعماء قبائل الكونغو، واشترى منهم أراضيهم لللأبد، وطالبهم بتوفير العمالة المطلوبة لاستغلال المواد الخام.. كل ذلك مقابل قطعة ملابس في الشهر.
تسبب سياسات ليوبولد في مقتل 15 مليون أفريقي، عبر آلة القتل والقمع والابتزاز المنهجي والاغتصاب والإعدام التي أطلقها في البلد الأفريقي بلا هوادة.
وصف عهده بأنه عهد شرعنة السادية في القتل والتعذيب، وارتكبت تحت رايته الكثير من الجرائم ضد الإنسانية.
الديكتاتور الأشهر في التاريخ الحديث لا يتصدر القائمة، لكنه يحمل سجلًا دمويًا حافلًا.
بدأ مجازره بقتل 6 ملايين يهودي في الأراضي التي غزاها، وأشعل العالم في الحرب العالمية الثانية، متسببًا في مقتل 17 مليون شخص، بخلاف ملايين المتضررين والمنفيين خلال الحرب، فضلًا عن ضحايا مصانع الموت الذين أجبروا على العمل في نظام أشبه بالسخرة.
تصل بعض التقديرات بضحايا هتلر إلى 40 مليونًا، بينهم 15 مليون سوفيتي، و6 ملايين ألماني، و6 ملايين يهودي، بجانب من قتلوا بالمجاعات ونقص الطعام والخدمات الطبية في الدول التي غزاها.
رئيس الاتحاد السوفيتي الأسبق، وأول أمين للحزب الشيوعي عام 1922، والذي أصبح زعيمًا للاتحاد بعد وفاة لينين في 1924.
رقم الـ 23 مليونًا ليس دقيقًا بما يكفي. بدأ بمجاعة خلقتها السياسات السوفيتية، قادت إلى مجازر في أوكرانيا حصدت أرواح ما بين 2.6 إلى 10 ملايين ضحية.
أطلق بعدها ستالين مبادرة دموية جديدة بعنوان "التطهير الكبير" في الثلاثينيات، قتل خلالها ملايين أخرى. و
في الحرب العالمية الثانية، قتل الحلفاء 23.9 مليون قتيل، كان له النصيب الأكبر منها.
تصل بعض التقديرات بضحايا هذه المجازر، بالإضافة إلى أحكام الإعدام التي نفذها ستالين يوميًا ضد معارضيه، إلى تورطه في مقتل 60 مليون شخص في مجمل أعماله.
ترأس ماو تسي تونغ جمهورية الصين الشعبية والحزب الشيوعي الصيني منذ إنشائه وحتى عام 1967، وتسبب في مقتل الملايين ضمن جهود الصين للحصول على قنبلة ذرية؛ فمنع ملايين الأطنان من الحبوب عن شعبه وأرسلها للاتحاد السوفيتي مقابل معدات عسكرية.
طبق النموذج المعتاد في المجتمعات الديكتاتورية. فرض الرقابة العامة والاجتماعية، وخفض الحريات بأنواعها، وتميز بجنون العظمة والمزاج المتقلب.
دشن عام 1966 الثورة الثقافية لترسيخ حكم الشيوعية، لكنها لم تكن سوى محاولة للتخلص من جميع معارضيه ومنافسيه في الحزب الشيوعي، واستمرت حوالي سبع سنوات قتل خلالها ما يقارب المليون صيني.
وفي إحدى نوبات ماوتسي قاد حملة للقضاء على ما أسماهم الآفات الأربع "العصافير، الناموس، الذُّباب والفئران" حيث بدأت الحكومة في اصطياد الحشرات والفئران وقتل الطيور وانتشر بسبب ذلك الجراد في الصين، مما تسبب في مجاعة راح ضحيتها 20 مليون صيني.