* نجاح المرشح بيت بوتيجيج في تخطي منافسه بيرني ساندرز بولاية أيوا مثل انقلابًا على نتاج استطلاعات الرأي.
* جو بادين، أكثر من المتضررين من تصاعد أسهم بوتيجج. لكن دخول مايك بلومبرج قد يغير الترتيب.
* اختلافات معسكري الوسط واليسار في حزب الديمقراط تبرز الانقسام الحزبي.
* حزب الديمقراط يحتاج إلى نبي لا مرشح رئاسي، بتوصيف وول ستريت جورنال. مطلوب منه التخطيط لتغيير البنية الفكرية والمعيشية للأمريكان بمنطق الوصاية على المجتمع.
س/ ج في دقائق
لماذا مثلت نتائج ولاية أيوا انقلابًا داخل بيت الديمقراط؟
نجاح بيت بوتيجيج في تخطي بيرني ساندرز والآخرين في ولاية أيوا ضمن سباق الديمقراط التمهيدي لاختيار مرشح لمنافسة دونالد ترامب في الانتخابات الرئاسية 2020 خلق حالة صدمة في أوساط الحزب.
جو بايدن تحديدًا كان الأكثر تضررًا كون بوتيجيج أتى إليه من ملعب الوسط الذي كان يراهن عليه، لذا تخلى عن حذره، وهاجم بوتيجيج مباشرة.
بايدن يرى في بوتيجيج انعدام الخبرة؛ لم يكن إلا عمدة سابقا لمدينة لا يقطنها أكثر من 100 ألف شخص. “كان يتفاوض لتزيين جسور ساوث بيند حين كان بايدن يتفاوض مع القوى العالمية الكبرى حول ملف إيران النووي”، بوصف حملة بايدن نفسها.
بالنسبة للسياسي المحلي الشاب المثلي جنسيا، كان الفوز بمعظم المندوبين بمثابة انقلاب، يرى البعض أنه أنفق مبالغ كبيرة في الولاية – أكثر من أي مرشح آخر رفيع المستوى باستثناء بيرني ساندرز- لتقليل هذا الإنجاز، لكن التمكن من جمع مثل هذه المبالغ يعد إنجازًا مثيرًا للإعجاب في حد ذاته، والتحدث عن ولاية أيوا التي لا بد من الفوز بها أمر جيد للغاية، بحسب وول ستريت جورنال.
صحيح أن أيوا ولاية صغيرة محدودة المندوبين؛ أي أن أثرها المباشر على حسم سباق الديمقراط التمهيدي محدود، لكنها تاريخيًا – خصوصًا في السباقات الأخيرة – كانت المفتاح المهم لخطف بطاقة الترشح.
ومنذ فوزه في ولاية ايوا، ارتفعت فرص بوتيجيج في استطلاعات الرأي. حتى أنه قلل حصة بيرني ساندرز في ولايات شبه مضمونة لصالح الأخير مثل نيو هامبشاير.
هذا يوضح دوافع جو بايدن لمهاجمة بوتيجيج. نائب الرئيس السابق كان يروج لنفسه باعتباره البديل المعتدل الواضح لساندرز. لكن الآن بات هناك بديل آخر سيكافح تيار الوسط داخل حزب الديمقراط معه للالتفاف حول مرشح واحد. كل هذا قبل أن ينضم مايك بلومبرج إلى الساحة نفسها لاحقًا.
هل يعني ذلك أن بوتيجيج سيزيح بايدن؟ وأين بلومبرج من الخريطة؟
يبدو أن طريق بايدن إلى الترشيح صعب، اعتمدت استراتيجيته الأصلية في الحملة على النجاة من الهزائم المبكرة بانتصارات كبيرة في الولايات التي تصوت لاحقًا في التقويم الأساسي. لكن هذا الاحتمال انخفض مؤخرا.
كان بايدن، نائب الرئيس السابق باراك أوباما، يأمل في الفوز في الانتخابات التمهيدية، رغم طابع النبذ الذي يحظى به نواب الرؤساء السابقون، وبدا أن أحلامه بدأت تتحطم بنتيجة ولاية أيوا.
بايدن شخصية تحظى بشعبية على المستوى الوطني، ولها تقدم طويل الأمد في صناديق الاقتراع، قد تكون لديه فرصة للتقدم عندما تصوت ساوث كارولينا في 29 فبراير، ومعها بدء تدفق أصوات الديمقراط الأمريكيين من أصل أفريقي.
أما بوتيجيج فسيجد صعوبة في الفوز بغالبية المندوبين، خاصة من الناخبين غير البيض، الذين يشكلون نسبة كبيرة من الناخبين.
الصعوبات ستزداد عندما ينضم عمدة نيويورك السابق، الملياردير مايك بلومبرج إلى السباق، بعدما ضخ مئات الملايين من الدولارات في حملته لحسم السباق.
بلومبرج يبدو الأقدر على إسقاط بوتيجيج. فما زال الأمريكيون يتذكرون أداء بلومبرج اليمين الدستورية عام 2002 ، عندما كانت نيويورك تعاني من أكثر الهجمات الأجنبية دموية على التاريخ الأمريكي، فخلال 12 عامًا في منصبه ، أثبت أنه واحد من أكثر رؤساء البلديات قوة في نيويورك، فحول العجز من 4.7 مليار دولار إلى فائض 2.4 مليار دولار، وأعاد المدينة إلى الازدهار.
لكن دخول بلومبرج يعني تجزئة أكبر للمندوبين. ولا يزال من الممكن ألا يفوز أي مرشح على الإطلاق بأغلبية ساحقة من المندوبين، حتى ساندرز نفسه متوقع ألا يصل إلى 1700 من أصل 1,990 مندوبًا مطلوبًا للفوز بالترشيح.
أين أوجه الاتفاق والاختلاف بين مرشحي الديمقراط؟
كان الديموقراطيون منقسمين دائمًا بين الجناح الأكثر يسارية والأكثر ميلًا للوسطية. العثور على مرشح يمكنه على الأقل محاولة إرضاء كليهما كان جزءًا مهمًا من العملية على الدوام. اليوم، اختلافات التيارين أكثر وضوحًا من المعتاد.
يجمعهما رغم ذلك هدف واحد: إسقاط الرئيس دونالد ترامب. وإن بمقاربتين مختلفتين.
اليسار ينظر إلى الوسط باعتباره مجرد إصدار إضافي من الوضع القائم قبل ترامب. لا يريدون إعادة نماذج مشابهة لباراك أوباما، بل إلى ما تسميه المرشحة البارزة إليزابيث وارن بـ “التغيير الهيكلي الكبير”.
يريدون إصلاح ما يرون أنه أدى إلى وصول ترامب في المقام الأول.
يختلف بوتيجيج (الوسطي) عن ساندرز (اليساري) باختيار الرعاية الطبية الاختيارية بدلًا من المطلقة، ويريد زيادة منح الالتحاق بالجامعات بدلًا من إتاحة دخول الكليات مجانًا.
وعلى عكس بايدن، ولكن مثل ساندرز ووارن، يقول بوتيجيج إنه يفضل تقنين الماريجوانا على المستوى الاتحادي.
الناخبون المسنون يفضلون بوتيجيج، ويفضل الشباب المعسكر الأكثر تطرفًا. يفضلون ساندرز، الذي يستمد قوته من الجماهير المتحمسة.
[/bg_collapse]
نبي الديمقراط المنتظر.. ما أهم صفاته؟ وماذا يخسرون إذا ظهر؟
تقول وول ستريت إن الديمقراط بحاجة لنبي وليس لمرشح رئاسي، فقد تطرفوًا عقائديًا في الفترة الآخيرة؛ فالحزب الذي كان يفتخر دائمًا بالتسامح والتنوع لم يعد يتسامح بشكل متزايد في ثلاثة مجالات على الأقل.
تخطى الديمقراط البيئة التقليدية، التي تركز على التنظيم والابتكار التكنولوجي وحوافز السوق لتحقيق تقدم تدريجي، إلى رؤية جذرية تستند إلى إيمان لا يتزعزع بنهاية العالم المناخية. طالبوا بحظر توقيع عقود تأجير جديدة للنفط والغاز على الأراضي الفيدرالية، والقضاء على جميع أنواع الوقود الأحفوري وإزالة الكربون عن الاقتصاد في أطر زمنية غير واقعية.
يستخدم الديمقراط هذه الأهداف المستحيلة كمبررات لإعادة هيكلة كاملة لمعيشة الأمريكيين وعملهم وأكلهم وشربهم وانتقالاتهم.
المرشح توم شتاير يعتبر أن التغير المناخي، وليس الإرهاب أو الصين “أكبر مشكلة تواجه العالم”. وبهذا الصدد، لا يتردد الديمقراط في التضحية بحلفاء الاتحادات العمالية في تلك المجالات.
ثانيًا:
تجاوز الديمقراط دعمهم للإبقاء على الإجهاض “آمنًا وقانونيًا ونادرًا”، بتعبير بيل كلينتون في 1992، إلى إدانة أي شخص يرى الإجهاض مؤسفًا أو يقترح أي قيود عليه.
الديمقراط على استعداد متزايد للتضحية بالناخبين الكاثوليك للعدالة الاجتماعية وغيرهم ممن اجتذبتهم الهجمات الشعبية للحزب على قوة الشركات الكبيرة وعدم المساواة الاقتصادية.
وحتى هذه النقطة يختلفون عليها؛ بيرني ساندرز يعتبر أن سعيه لترسيخ حق الإجهاض جزء من كونه ديمقراط، لكن بوتيجيج يميل لدعم حق المرأة في اتخاذ القرار.
ثالثًا:
لم يعد الديمقراط يطالبون بإضفاء الشرعية على زواج المثليين فحسب، بل باتوا يصرون على إعادة ترتيب المعايير الاجتماعية ككل نحو ترسيخ مجتمع قائم على السيولة الجندرية، ما يعني السماح بتغيير النوع الاجتماعي في أي وقت، واستخدامه حمامات جنسه والجنس الآخر.
هذا سيؤدي إلى أزمات في القطاع الرياضي إذا تعممت السيولة الجندرية.