47% من الوظائف في الولايات المتحدة تتجه بشكل كبير إلى “الأتمتمة” على مدار العشرين عامًا المقبلة، تقول دراسات جديدة.
تشير الدراسات نفسها إلى أن التطوير المتسارع لأنظمة الذكاء الاصطناعي سيؤدي بالنهاية لتحويل 40-50% من الوظائف المتاحة في السوق الأمريكي إلى الروبوتس بدلًا من البشر خلال نفس الفترة. الأتمتة تعني أن نسبة العمالة هذه ستجد نفسها بالنهاية مجبرة على التقاعد.
فهل تبدو النسبة حقيقية؟ وهل غزو الروبوتوس لسوق العمل جاد بما يكفي؟ وإلى أين يتجه مستقبل البشر حال تحقق؟ فوربس حاولت الوصول لإجابة. لخصناها لكم في:
مع كل ثورة صناعية كان البشر يفقدون العديد من الوظائف كمًا ونوعًا لصالح الآلة، لكنهم نجحوا بالنهاية في خلق وظائف جديدة، ليظل العدد الإجمالي لفرص العمل المتاحة مرتفعًا بعد فترة انقطاع أولية في الفترة التالية لكل ثورة مباشرة.
مع الثورة الصناعية الرابعة يبدو الأمر مختلفًا. جزئيًا بسبب حقيقة أن معدل النمو الحقيقي للأجور يتجه للانخفاض لكثير من الأيدي العاملة، مما يعني بالتبعية أن مستوى معيشتهم – على الأقل – لن يرتفع.
عبر الأتمتة والعولمة زاد الإنتاج، وانخفضت الحصة التي تذهب إلى الأيدي العاملة من إجمالي الناتج المحلي، بينما ارتفعت حصة رأس المال.
الآن، من الأفضل أن تكون مستثمرًا وليس عاملًا للحصول على نصيب مناسب من الثروة، ما لم تكن كعامل تملك مهارات خاصة.
ففي ظل الثورة الصناعية الرابعة، يتسارع الكشف عن إمكانية جديدة لأنظمة الذكاء الاصطناعي والروبوتس أسبوعيًا، من السيارات ذاتية القيادة، إلى قدرة الآلة عبر الذكاء الاصطناعي من إجراء أبحاث قانونية وإنتاج نماذج صحفية، وحتى التسويق عبر الهاتف، والقدرة على الحركة وتخطي مصاعب السير.
في 1965، ابتكر غوردون مور، أحد مؤسسي إنتل، قانون مور، الذي يقول إن عدد الترانزستورات على شريحة المعالج يتضاعف تقريبَا كل عامين في حين يبقى سعر الشريحة على حاله.
بناء على قانون مور، بنى ريموند كرزويل، عالم الحاسوب الأمريكي المتخصص في أنظمة الذكاء الاصطناعي وعلم المستقبل، نبوءة التفرد التكنولوجي، التي تتوقع التالي:
بحلول 2023 سيكون لدى جهاز الكمبيوتر الذي تبلغ قيمته 1,000 دولار قدرة معالجة توازي دماغًا بشريًا واحدًا.
بحلول 2030 ستبدأ حالة التفرد التكنولوجي، ومعها تظهر أنظمة الذكاء الاصطناعي ذاتية السيطرة.
بحلول 2050 سيكون لدى الكمبيوتر الذي تبلغ قيمته 1,000 دولار قدرة معالجة توازي العقول البشرية مجتمعة.
لا. بعض الخبراء يعتبرون المخاوف من التحول السريع إلى الاعتماد على أنظمة الذكاء الصناعي مبالغ بها.
كين جولدبيرج، أستاذ الروبوتس في جامعة كاليفورنيا بيركلي، وإريك بروير، نائب الرئيس في جوجل وأستاذ علوم الكمبيوتر في جامعة كاليفورنيا بيركلي، يرفضان المبالغة في الحديث حول تأثير الأتمتة وأنظمة الذكاء الاصطناعي على تدمير مستقبل فرص العمل.
يتوقع الخبيران أن أنظمة السيارات ذاتية القيادة مثلًا ستستغرق وقتًا أطول من المتوقع. يقران أن بعض الصناعات قد تواجه اضطرابات كبيرة، لكنهما يتوقعان أن الوظائف التي ستتجه للأتمتة ستكون الوظائف الأدنى الأكثر مللًا، والتي ستحل مكانها وظائف إبداعية أكثر إثارة للاهتمام.
يعتقد كين جولدبيرج بشكل خاص أن التعددية أقرب من التفرد التكنولوجي، متوقعًا أن مجموعات متنوعة من الناس والآلات سيعملون معًا لحل المشكلات وتطور الابتكار.
يقول جولدبيرج أيضًا إلى أن زيادة الاعتماد على أنظمة الذكاء الاصطناعي ستقدم خدمة حقيقية للأيدي العاملة.
ينظر الخبيران للمستقبل بتفاؤل، حيث سيتيح الذكاء الاصطناعي للبشر تعلم مهارات جديدة بشكل أسرع، وخوض حياة غنية وأكثر تنوعًا.
إريك بروير يضيف أن الأطفال سيكبرون في جيل يؤمن بقدرته على فعل ما يريد وقتما يريد، وهو ما يصفه بـ “التمكين الفائق”.
الخبر السار، بحسب فوربس، أن الأشخاص الأذكياء يعملون كل يوم على استخدام التكنولوجيا لتقديم حلول أفضل لعدد أكبر من الناس ولجميع الصناعات، ولحل المشاكل الضخمة في جميع أنحاء العالم.
شركات التكنولوجيا العالمية أصبحت تعتمد بكثافة على تقنيات الذكاء الاصطناعي.
أمازونكمثال تسثمر في تطوير الذكاء الاصطناعي بكثافة، لكن تلك الأنظمة تتعرض للانتقاد، كون العامل البشري ما زال حاضرًا وبكثافة.
أليكسا. صندوق الاتصالات الذي تصنعه وتسوقه شركة أمازون يثير جدلًا متزايدًا. هو تقنية ذكاء اصطناعي يفترض أن تكون قادرة دون تدخل بشري على ترجمة كلماتك وفهم السؤال ثم الإجابة عليه.
لكن تحقيقًا لـ “بلومبيرغ” أن بضعة آلاف من الموظفين العاملين لحساب أمازون في عدد من البلدان يتنصتون على عينات مسجلة من حديث مستخدمين أليكسا على مدى تسع ساعات يوميًا.
تقول أمازون إنها تهدف للتأكد من أليكسا فهمت الأسئلة وأجابت عليها بصورة مُرضية، ثم تغذية تقنية الذكاء الاصطناعي وتعليمها كيف تفهم الصوت البشري بصرف النظر عن طرق النطق واللهجة، ليؤدي النظام مهمته بصورة أفضل.
المشكلة هنا أن المستخدم – الذي افترض أنه يتحدث مع آلة – لم يكن محقًا، فهو في الحقيقة يتحدث لآلاف البشر.
مشكلة أخرى تتعلق باحتمالية الخطأ في تحديد أوقات العمل، فمن الوارد جدًا بدء التشغيل والتسجيل عن طريق الخطأ، وبالتالي تسجيل محادثات شخصية داخل منزل المستخدم، تصل مباشرة إلى موظفي أمازون، حتى لو أبطل المستخدم الخاصية تمامًا.
تزعم أمازون أن التسجيلات مجهلة، لكن تحقيق بلومبيرغ كشف أن موظفي الشركة يمكنهم الوصول إلى رقم حساب صاحب التسجيل واسمه الأول ورقم جهاز أليكسا الذي يستخدمه.