خماسيات فوتيل | الشرق الأوسط لم يعد حيويًا لواشنطن.. لولا مصالح خمس! | س/ج في دقائق

خماسيات فوتيل | الشرق الأوسط لم يعد حيويًا لواشنطن.. لولا مصالح خمس! | س/ج في دقائق

9 Dec 2019
الشرق الأوسط
رابط مختصر
للمشاركة لـ فيسبوك
حجم الخط

في دراسة جديدة للقائد السابق للمنطقة الوسطى في الجيش الأمريكي (تشمل الشرق الأوسط) جوزيف فوتيل:

* أين تعمل أمريكا من وراء ستار وأين تكشف عن نفسها

* عوامل محلية دفعت مشكلات الشرق الأوسط لحافة الهاوية.. أما المشكلات نفسها فكما هي

* الشرق الأوسط لم يعد حيويًا لأمن أمريكا.. المهم ألا يكون مصدر تعطيل أو هجوم

* مهمة واشنطن الأهم حاليًا الاحتفاظ بميزان توازن القوى على حاله. فكيف تفعل ذلك؟

س/ج في دقائق


من حيوي لمهم.. لماذا تغير وضع الشرق الأوسط في ميزان المصالح الأمريكية؟

القائد السابق للمنطقة الوسطى في الجيش الأمريكي جوزيف فوتيل يصف الشرق الأوسط بـ “صندوق صغير من المسارات الواضحة لكن المحدودة للاستقرار أو التصعيد”. يضيف أن مصالح الولايات المتحدة هناك لم تعد حيوية، كونها ليست “وجودية” حاليًا لبقاء الولايات المتحدة، لكنها مهمة بنظر فوتيل، الذي يقول إن الفشل في الحفاظ على أي منها سيجعل الأمور أكثر تعقيدًا ، ويحتمل أن يعرض المواطنين الأمريكيين لخطر أكبر.

يحدد فوتيل مصالح خمسا باقية لواشنطن في الشرق الأوسط

  • ضمان عدم استخدام البلدان والمناطق والسكان منصات لشن هجمات ضد الولايات المتحدة أو مواطنيها أو حلفائها.
  • منع انتشار أسلحة الدمار الشامل.
  • ردع واحتواء التأثيرات العدوانية والأنشطة التي تزيد من زعزعة الاستقرار في المنطقة ومنعها من الانتشار أو التأثير على المصالح الأمريكية في مناطق أخرى.
  • حماية حرية الملاحة وتدفق التجارة.
  • الحفاظ على توازن إيجابي في التأثير يدعم المصالح الأمريكية طويلة الأجل.

يقترح فوتيل تركيز الولايات المتحدة أولوياتها على الحفاظ على توازن القوى العام في المنطقة بالمقارنة مع القوى العظمى الآخرى أو اللاعبين الإقليميين المحتملين؛ باعتبار أن السماح لقوة منفردة – أيًا كانت – بالسيطرة على هذا الجزء من العالم سيكون ضارًا بالأهداف الأمريكية الأمنية الشاملة.


الاستراتيجية البديلة.. لماذا يفضل فوتيل التدخل من بعيد لا التورط المباشر؟

يرى فوتيل أن تعقيد الوضع في الشرق الأوسط لم يشكل تغييرًا في ذاته؛ فنفس القضايا الأساسية التي قوضت محاولات التقدم ما زالت قائمة: الطائفية، والفساد، والحرمان من الحقوق، والتفاوت الاقتصادي، والإرهاب، والمعاناة الإنسانية الاستثنائية. لكن تطور قدرات التواصل والسكان الأكثر شبابًا والقلق يعمل على تضخيم تحديات المنطقة ودفعها إلى حافة الهاوية. ويعتبر أن الطريقة المثلى لتهدئة التطورات والحفاظ على المصالح الأمريكية ودعم إستراتيجية واشنطن الشاملة للأمن القومي هي تحقيق الوضوح في تحديد مصالح أمريكا وأهدافها.

لتحقيق هذا الغرض أشار إلى استراتيجية من 5 بنود

يقول فوتيل إن الولايات المتحدة مطالبة باتباع نهج استراتيجي شامل يجعلها “أو يبقيها” الشريك المفضل في المنطقة: معنويًا ودبلوماسيًا واقتصاديًا وعسكريًا، بما يتيح فرصة الحفاظ على مصالحها الهامة في الشرق الأوسط وكذلك تحويل التركيز اللازم لمعالجة المصالح الوطنية الحيوية التي تعتبر ضرورية لبقائها – مثل الحفاظ على القدرة التنافسية ضد الصين.

استراتيجية فوتيل تتطلب:

  • إعادة النظر في ترتيبات التعاون الأمني، من حيث التنظيم أو في تنفيذ برامج التمويل والمبيعات العسكرية، ودعم جهود مساعدة الشركاء لتعزيز سرعة الاستجابة والكفاءة المهنية والاعتماد على الذات.
  • ربط استمرار الدعم بالتزامات الاحتراف العسكري والاعتماد المستمر على الذات، ومساعدة الشركاء في تحقيق مستوى أفضل من التكامل ووحدة الجهد.
  • زيادة الإنفاق على التعليم والتدريب العسكري الدولي لثلاثة أضعاف المبلغ الحالي؛ سعيًا لإنشاء جيل من القادة الإقليميين وعائلاتهم ممن ينظرون للولايات المتحدة بشكل إيجابي. يقول إن التكلفة “ليست باهظة الثمن لكن ما تحصل عليه الولايات المتحدة لا يقدر بثمن”.
  • مراجعة وتحديث ترتيبات الوصول والإقامة والتحليق في جميع أنحاء الشرق الأوسط لضمان قدرتها على دعم القدرات الأمريكية على الاستجابة بسرعة وفعالية في حالة الطوارئ الحقيقية.
  • إظهار الالتزام الأمريكي تجاه المنطقة بشكل روتيني عبر المناورات التي تركز على سيناريوهات الأمان المحتملة.

وينصح فوتيل بلاده مطالبة بمراجعة مصالحها وتحديث أولوياتها في الشرق الأوسط أولًا والتعبير عنها بوضوح أكبر، ثم تطوير استراتيجية إقليمية فعالة يمكن دمجها مع مصالحها الوطنية عالميًا.


5 مناطق صراع نفوذ في الشرق الأوسط.. كيف يقيم فوتيل تعامل واشنطن معها؟

من أفغانستان إلى سوريا والعراق، مرورا بلبنان، ووصولًا إلى إيران والخليج، تتراوح تقييمات فوتيل لتعامل الولايات المتحدة مع مناطق صراع النفوذ في الشرق الأوسط.

لكن الأولوية في نظره يجب أن تركز على مساعدة اللاعبين المحليين من وراء ستار، إلا في مواجهة أزمتي الخليج وأزمة لبنان.

5 مناطق واستراتيجيات مختلفة

أفغانستان

يشيد فوتيل باستراتيجية ترامب بالتركيز على المصالحة بين الحكومة الأفغانية وطالبان، وينصح بتركيز الجهود العسكرية والدبلوماسية على الضغط على طالبان والأطراف الأخرى لتقديم تنازلات ذات مغزى لصالح الشعب الأفغاني، معتبرًا أن الولايات المتحدة ستواجه صعوبات إن أدركت الأطراف عدم جديتها.

على المدى الطويل، تحتاج الولايات المتحدة للحفاظ على اهتمامها بمنع استخدام المنطقة كمنصة لمهاجمة مواطنيها أو أصدقائها وحلفائها، ما يعني الحاجة للحافظ على قدر من القدرة على مكافحة الإرهاب على الأرض، واستمرار دعم قوات العمليات الخاصة الأفغانية.

يعتقد فوتيل أن المزيد من الاستقرار في أفغانستان يوفر فرصة لإعادة إقامة روابط أفضل مع باكستان، سعيًا لتحقيق توازن مهم يجب تحقيقه بين أفغانستان وباكستان والهند، والاستمرار في المشاركة على نطاق أوسع في وسط وجنوب آسيا لخدمة المصالح الوطنية طويلة الأجل، والتنافس ضد القوى الكبرى الأخرى، ومنع الوصول إلى وضع آخر يتطلب استجابة ضخمة ومكلفة وطويلة.

سوريا

الديناميات في شمال سوريا تغيرت إلى حد كبير. يرى فوتيل أن قرار الإبقاء على بعض القوات على الأرض في شمال شرق سوريا، بعد الانسحاب من الحدود الشمالية “حكيم بالنظر إلى الوضع الجديد”؛ إذ سيسمح بالحفاظ على مستوى ما من الشراكة مع الكرد والتركيز على هزيمة داعش بمنع إحياء التنظيم.

يبدي فوتيل خشيته من اتخاذ قرارات سياسية حادة نسبيًا على حساب الرافعة الاستراتيجية الشاملة التي تمتعت بها واشنطن سابقًا بعد تحرير سوريا من داعش.

لتجاوز ذلك، يقترح توضيح أهداف الولايات المتحدة واهتماماتها وتوقعاتها لجميع الأطراف، والعمل مع المؤثرين الإقليميين الآخرين للحد من (أو عكس) تأثير توغل تركيا ومعالجة التقارير المستمرة عن الفظائع والقضايا الإنسانية الأخرى.

يقترح كذلك استخدام ما تبقى من النفوذ الأمريكي في سوريا للمضي دبلوماسيًا نحو تسوية سياسية في سوريا تتوسط فيها الأمم المتحدة، وتشجيع الحوار بين تركيا والكرد لتخفيف حدة التوترات الحالية؛ استفادة من تجربة العلاقات مع كرد العراق والحكومة التركية.

يشدد فوتيل كذلك على أهمية إبقاء داعش تحت المراقبة؛ بالنظر لمرونة التنظيمات الإرهابية، ما يوجب مواصلة الضغط حتى تبقى دائمًا تحت مستوى يمكن للقوات المحلية التعامل معه.

العراق

يشير فوتيل لأهمية استمرار مساعدة الولايات المتحدة للشركاء في العراق خصوصًا مع تردي الوضع على الأرض، ويرى أن الشراكة الإيجابية مع قوات الأمن العراقية ضرورية لضمان عملها بطريقة تخدم الشعب على أفضل وجه.

يقترح فوتيل الحفاظ على النفوذ الأمريكي بنهج الشريك الموثوق “من وراء الكواليس”، ويقول إن الولايات المتحدة تحتاج جهدًا دبلوماسيًا واقتصاديًا يوازي الجهود العسكرية، خصوصًا مع ما كشفته الأحداث الأخيرة من أن إيران ليست الشريك المفضل لشعب العراق.

لبنان

أفضل طريقة لتقويض التأثير الشنيع لميليشيا حزب الله المسلحة هو الاستثمار في الاحترافية وقدرة القوات المسلحة اللبنانية؛ باعتبار أن القوات المسلحة اللبنانية الفعالة وغير السياسية والتي تحظى باحترام كبير سوف يعترف بها الشعب وستقوض حاجة حزب الله المعلنة إلى ميليشيا.

وفي الاضطرابات الحالية في لبنان، يرى فوتيل فرصة للمضاعفة بإظهار الدعم الأمريكي لقوات الجيش اللبناني المهنية التي تركز على حماية الناس.

الخليج وإيران

التهديد الإيراني حقيقي؛ إذ تمدد طهران نفوذها من خلال استخدام الوكلاء وتحسين قدرتها العسكرية. هناك تحديدًا، يطالب فوتيل الولايات المتحدة بأخذ الأمور على محمل الجد، والدفاع عن مصالحها بالقدرة العسكرية التي تُظهر تصميمها والقادرة على إلحاق الضرر بإيران إن لزم الأمر.

التحدي الكبير في الخليج هو دائمًا سوء التقدير، بحسب فوتيل، الذي يشير لأهمية الوضوح في الأهداف والقدرة على التواصل  كمكونات الضرورية للحد من سوء التقدير والبدء في تخفيف حدة التوتر الموجود حاليًا، ولو من خلال طرف ثالث.


في ذكرى تأسيسه.. هل يعيش الناتو أيامه الأخيرة؟ | س/ج في دقائق

في الشرق الأوسط وأفريقيا.. بوتين أبعد روسيا عن الهامش، لكنه لم يوصلها للقلب | س/ج في دقائق

ليبيا وأخواتها.. هل أظهرت عجز الاتحاد الأوروبي أم قوته؟ وهل يمكن التعويل عليه؟ | س/ج في دقائق


رابط مختصر
للمشاركة لـ فيسبوك

موضوعات متعلقة

التعليقات (0)

يجب عليك .. تسجيل الدخول أو التسجيل لتتمكن من التعليق.

تعليقات الفيسبوك