الصين لا روسيا.. صراع وراثة أمريكا في الشرق الأوسط | س/ج في دقائق

الصين لا روسيا.. صراع وراثة أمريكا في الشرق الأوسط | س/ج في دقائق

21 Dec 2019
الشرق الأوسط سيناريوهات دقائق
رابط مختصر
للمشاركة لـ فيسبوك
حجم الخط
  • الصين أكبر مستثمر في الشرق الأوسط وتستفيد من التقلص الأمريكي.
  • دول في المنطقة ترى الولايات المتحدة شريكا غير موثوق به، لكن ليس لديها شك في التزام بكين نحو الشرق الأوسط.
  • لا تزال صادرات الصين الإجمالية من الأسلحة إلى الشرق الأوسط ضئيلة.
  • الصين لا تزال تفتقر إلى الاستعداد والقدرة على لعب دور الولايات المتحدة كشرطي إقليمي في المنطقة.
  • لوس أنجلوس تايمز رصدت أبعاد المشهد الجديد.. لخصناها لكم عبر:

س/ج في دقائق


مبادرة الحزام والطريق.. هل تكون سلم الصين لاستلام الشرط الأوسط؟

الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يسارع الخطى نحو تقليص الانتشار العسكري الأمريكي في الشرق الأوسط. منتقدوه يتهمونه بالتخلي عن الدور القوي للولايات المتحدة في المنطقة، بما يمهد الطريق لهيمنة روسيا. لكن منافسًا رئيسيًا آخر يستفيد من بحث دول المنطقة عن حلفاء جدد للتسلل بشكل أكثر هدوءًا.. الصين.

الصين أكبر مستثمر في الشرق الأوسط

الرئيس السوري بشار الأسد أشار إلى نفوذ الصين المتزايد في المنطقة هذا الأسبوع عندما أعلن عن خطط للانضمام إلى مبادرة الحزام والطريق، وهي مشروع السياسة الخارجية الرئيسي للصين حاليًا. لكن حتى قبل ذلك، زرعت الصين علمها في كل بلد في الشرق الأوسط.

إنها الآن أكبر مستثمر في المنطقة وتتوقع تدعيم هذا الوضع من خلال مشروع الحزام والطريق، وهو مشروع بنية تحتية مترامي الأطراف بقيمة تريليون دولار يهدف إلى إحياء طرق التجارة القديمة لطريق الحرير – بما في ذلك الطرق التي تربط الصين بآسيا الوسطى والشرق الأوسط.

في إطار المبادرة، وقعت الصين اتفاقيات تجارية مع عدة دول من عمان إلى المغرب، وتستخدم رأس المال العربي لمشروعات التنمية التي تشمل بناء السكك الحديدية والموانئ والبنية التحتية للكهرباء في جميع أنحاء المنطقة.

الاستثمار الأجنبي المباشر الصيني ارتفع بشكل مطرد على مدى السنوات العشر الماضية، حيث برزت بكين كلاعب رئيسي في سوق الطاقة، مع تلبية المنطقة لأكثر من 40٪ من احتياجات بكين.

ويعتبر أندريا جيزيلي، منسق مشروع “تشاينا ميد”، وهو مشروع بحثي إيطالي صيني يركز على دور الصين في منطقة المتوسط، أن “مجرد شراء النفط ونقل إمداداته يترك تأثيرًا كبيرًا على اقتصاد الخليج والمنطقة”.


إلى أي مدى وصل النفوذ الصيني في الشرق الأوسط؟

على خلفية التنافس الأمريكي – الصيني المتصاعد الذي تجسده الحرب التجارية المستمرة منذ عام، والتنافس في غرب المحيط الهادئ، وسباق للتأثير في أمريكا اللاتينية وأفريقيا. بكين حققت نجاحًا كبيرًا في جذب دول الشرق الأوسط إلى مدارها في الوقت الذي يُنظر فيه إلى ترامب في جميع أنحاء المنطقة كحليف زئبقي، إن كان حليفًا بالأساس.

شريك براجماتي يفيد ويستفيد

أنوبهاف غوبتا، المدير المساعد لمعهد سياسات آسيا، يقول إن اللاعبين الإقليميين، بمن فيهم أصدقاء الولايات المتحدة، باتوا ينظرون إلى واشنطن بشكل متزايد كشريك غير موثوق به، خصوصًا فيما يخص التزامها تجاه المنطقة مع عدم وضوح موقفها من الشرق الأوسط بين لحظة وأخرى، ما يدفعهم للبحث عن علاقات أقوى مع غيرها من القوى الكبرى.

على النقيض من ذلك، ليس هناك شك في التزام بكين نحو الشرق الأوسط، وفق غوبتا.

وحققت الصين نجاحًا في تقديم نفسها كشريك عملي، تتميز سياسته الخارجية بالتزام معلن بالسيادة الوطنية وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للبلدان الأخرى. الموقف يلائم بعض حكومات المنطقة، والتي يمكن أن تتعامل مع الصين دون أن تنتقد بكين سجلات حقوق الإنسان أو الديمقراطية فيها.

هذا الموقف مكن بكين من الحفاظ على علاقات مع جميع أطراف الصراعات طويلة الأمد في الشرق الأوسط.. تجمعها علاقات قوية مع إيران والسعودية، ومع إسرائيل والسلطة الفلسطينية، ومع تركيا وقطر ودول المقاطعة.

براغماتية الصين خدمتها كذلك. رغم الإدانة الدولية لسياسات الصين الداخلية تجاه الأقليات المسلمة، بما في ذلك اعتقال أكثر من مليون مسلم من الإيجور في منطقة شينجيانغ، وقعت تسع دول عربية رسالة إلى الأمم المتحدة في يوليو تدافع عن سياسات الصين في الإقليم، بينها أطراف متعارضة داخل الشرق الأوسط.

رغبة الصين في إبرام صفقات ترفضها الولايات المتحدة كانت نقطة جذب للخصوم الإقليميين للولايات المتحدة، مثل الرئيس السوري الأسد.

بمساعدة إيران وروسيا، برز الأسد باعتباره المنتصر – عسكريًا على الأقل – في الحرب الأهلية التي استمرت ثماني سنوات. ولكن مع تدمير جزء كبير من بلاده، وتشديد العقوبات الاقتصادية الأمريكية التي تشل الوصول إلى الأموال الغربية، لجأ إلى الصين لبدء طفرة إعادة إعمار محتملة.

وقال الأسد في مقابلة مع التلفزيون الصيني: “اليوم، نرى أن هناك قوة عظمى – الصين – تحاول تعزيز نفوذها في العالم”، مضيفًا أن حكومته اقترحت ستة مشاريع تتناسب مع مبادرة الحزام والطريق.

الأسد اعتبر أن نفوذ الصين “ليس النفوذ السلبي الذي اعتدنا عليه، بل الاعتماد على الأصدقاء وتبادل المصالح”.

كجزء من الارتباط، حققت بكين نجاحًا كبيرًا في تزويد المنطقة بالأسلحة.


أين الصين من سوق الأسلحة في الشرق الأوسط؟

المنطقة مليئة بالفعل بالأسلحة الخفيفة القديمة صينية الصنع التي وجدت طريقها عبر الشرق الأوسط، حيث قامت بكين بتزويد مختلف الحكومات بالرصاص والصواريخ.

صدرت الصين 153 طائرة بدون طيار إلى 13 دولة

لا تزال صادرات الصين الإجمالية من الأسلحة إلى المنطقة ضئيلة بالمقارنة مع صادرات الولايات المتحدة وروسيا، خاصة عندما يتعلق الأمر بأنظمة الأسلحة والدفاع الأثقل. لكن الصين تهيمن على تصدير المركبات الجوية القتالية بدون طيار (UCAVs) أو الطائرات المسلحة بدون طيار إلى دول الشرق الأوسط التي تواجه قيودًا على مبيعات الطائرات بدون طيار من الولايات المتحدة.

وبين عامي 2014 و2018، صدرت الصين 153 طائرة بدون طيار إلى 13 دولة، بما في ذلك مصر والعراق والأردن والسعودية والإمارات، وفقًا لمعهد ستوكهولم الدولي لبحوث السلام، كما شقت طريقها إلى ساحات القتال حتى ليبيا. في نفس الفترة، صدرت الولايات المتحدة خمس طائرات فقط، كلها إلى بريطانيا.

وفقًا لمعهد ستكهولم، فإن 56٪ من صادرات الأسلحة الأمريكية، وهي أكبر سبع مرات من الصادرات الصينية على مستوى العالم، تذهب إلى الشرق الأوسط، بينما تصدر الصين الأسلحة بشكل أساسي إلى آسيا وأوقيانوسيا، حيث مثل الشرق الأوسط 6.1٪ فقط من صادرات الأسلحة الصينية بين 2014 إلى 2018.


هل تستطيع الصين فعلا أن تملأ مكان الولايات المتحدة؟

على الرغم من تقلص الوجود الأمريكي في المنطقة، ليس واضحًا إلى أي مدى ستذهب بكين لملء الفراغ، خاصة بالنظر إلى الحالة الضعيفة للعلاقات الأمريكية الصينية والاضطرابات في هونج كونج. سيتطلب ذلك تكاليف مالية وعسكرية فلكية في وقت يتباطأ فيه الاقتصاد الصيني.

واتفق غوبتا وجيزيلي على أن الصين “لا تزال تفتقر إلى الاستعداد والقدرة على لعب دور الولايات المتحدة كشرطي إقليمي في المنطقة”؛ باعتبار أن الشراكات المربحة للطرفين – الصين ودول الشرق الأوسط – تظهر سقف ما يمكن لبكين أن تفعله مقابل ما ترغب في القيام به.


رابط مختصر
للمشاركة لـ فيسبوك

التعليقات (0)

يجب عليك .. تسجيل الدخول أو التسجيل لتتمكن من التعليق.

تعليقات الفيسبوك