في بدايات 1501، بدأت البرتغال وإسبانيا بناء مستعمراتهما الشابة في البرازيل وأوروغواي. المستعمرات كانت بحاجة للأيدي العاملة التي كانت أفريقيا غنية بها.
ولجلبهم بأقل التكاليف، اعتمدت البرتغال وإسبانيا على استعباد الأفارقة، لتتبعهما بقية الإمبراطوريات الأوروبية، من إنجلترا في خمسينيات القرن، ثم فرنسا في السبعينيات، وصولًا إلى هولندا في التسعينيات، والدنمارك في أربعينيات القرن التالي.
فكيف بدأت المأساة؟ وكيف وصل المستبعدون الأفارقة إلى فرجينيا لبدء قصة جديدة في ما صارت لاحقًا الولايات المتحدة؟ الحكاية في دقائق.
بدأت إسبانيا جلب الأفارقة المستعبدين إلى أمريكا الشمالية أولًا.
وفي 1512، توصل ملك الكونغو ألفونسو الأول لاتفاق مع البرتغاليين يمنحهم حقوقًا في الأرض وتمكينًا مباشرًا من أسرى الحروب التي خاضتها الكونغو، تمهيدًا لبيعهم كعبيد عبر المحيط الأطلسي؛ نموذج اتبعته دول أوروبا وممالك غرب ووسط أفريقيا لقرون تالية.
ولأن صراع العروش كان متواصلًا في أفريقيا، راجت تجارة الرقيق وفق معادلة بيع أسرى العدو إلى الأوروبيين مقابل السلاح والسلع، أو حتى توسيع أو حماية ممالكهم، لتبدأ أكبر هجرة قسرية في تاريخ البشر.
على الساحل الغربي لوسط أفريقيا في القرن السادس عشر، كان البرتغاليون في خضم حرب مع مملكة ندونغو - أنجولا الحالية.
وفي 1618، انضمت القوات البرتغالية إلى خصوم ندونغو، من مرتزقة إمبانجالا المجاورين لغزو المملكة، وهناك اختطفوا آلاف الأسرى الذي ملأوا 36 سفينة أبحرت لعدة أشهر نحو مستعمرات إسبانيا والبرتغال في أمريكا الوسطى والجنوبية.
إسبانيا والبرتغال لم تكونا وحدهما في صراع الأرض والسلطة في العالم الجديد.. البريطانيون كانوا جزءًا من المنافسة الشرسة.
الملكة إليزابيث الأولى أرسلت قراصنة إنجليزا إلى المحيط الأطلسي ومنطقة البحر الكاريبي لمهاجمة السفن والمستعمرات الإسبانية والاستيلاء على بضائعها.
الأسرى الأفارقة تعرضوا لإحدى تلك الهجمات أثناء إبحارهم في خليج كامبيتشي أواخر يوليو 1619.
أتلف الهجوم ثلاث سفن، وساق الإنجليز 50 أفريقيًا إلى سفينتين أبحرتا إلى وجهة مختلفة هي مستعمرة فرجينيا، التي أسسها البريطانيون في 1607.
السفينة الأولى حملت 20 أفريقيًا وصلوا الشطر البريطاني من أمريكا الشمالية، أما الثانية فباعت حمولتها بمجرد الوصول، ليغادروا فورًا إلى برمودا.
الأفارقة العشرون اعتبروا أول فوج أفريقي في مستعمرة إنجليزية، كبداية لقصة مريرة استمرت 400 عام.
بحلول مارس 1620، ارتفع العدد إلى 32 إفريقيًا (15 رجلاً و 17 امرأة) في فرجينيا، قلصهم المرض وإعادة البيع وانتفاضة بووهاتان إلى 21 أفريقيًا فقط بحلول عام 1624.
في 1624 حاولت ملكة ندونغو آنا نزينجا وضع حد للأزمة؛ فعرضت التحول للكاثوليكية مقابل وقف الغارات التي دمرت شعبها واستعبدته.
وافق البرتغاليون، وسرت المعاهدة لعامين، قبل نقض الاتفاق وإعادة أسر رعايا الملكة، التي ردت بإنشاء ولاية مجاورة في ماتامبا كملجأ للهاربين من تجارة الرقيق، وشكلت جيشًا لمهاجمة البرتغاليين لوقف استعباد شعبها.
بحلول 1620، كان أكثر من نصف مليون أفريقي جزء من سوق الرقيق في دول أوروبا، كان نصيب إسبانيا والبرتغال منها 475 ألفًا.
وعلى مدى خمسة قرون لتجارة الرقيق عبر المحيط الأطلسي، نقلت السفن الأوروبية 12.5 مليون أسير أفريقي إلى الأمريكتين.
البوسانوفا .. ثورة البرازيل المغمورة التي شارك فيها فرانك سيناترا فكاد يهزم البيتلز | مينا منير
رئيس تائه يا أولاد الحلال .. اختفاء رئيس كينيا يكشف للأفارقة توقف “الكرم الصيني” | س/ج في دقائق
تاريخ البشرية في ٧ قطع أثرية .. بعضها لم تسمع عنه من قبل | خالد البري | رواية صحفية في دقائق
5 مواهب مدهشة سبقنا إليها إنسان النياندرتال | قوائم في دقائق