تعتمد خطة تخسيس الكيتو دايت على تناول كميات كبيرة من الدهون + كمية بروتين معقولة، مقابل تقليص كمية الكربوهيدرات لحدها الأدنى (بحدود 7٪ على الأكثر من الوجبات اليومية).
يتشابه إلى حد ما مع حمية أتكنز، التي أعدها طبيب القلب روبرت سي أتكنز في السبعينيات، والتي تعتمد على الحد من تناول الكربوهيدرات مقابل زيادة البروتين والدهون، لكن أتكنز كانت متدرجة عبر 4 مراحل يبدأ فيها التخلص من الكربوهيدرات تدريجيًا حتى تصل إلى الوزن المستهدف.
ولا توجد خطة واحدة ثابتة للكيتو دايت. لديه عدة خطط، بعضها نباتي: الحد من الحبوب والخبز والمعكرونة والفاصوليا والخضروات النشوية مثل البطاطس ومعظم الفواكه والسكر والمحليات الأخرى، مقابل الكثير من اللحوم الحمراء والزبدة والجبن، أو المأكولات البحرية الطازجة والبيض والسمن، أو الأفوكادو والزيتون وجوز الهند والمكسرات والبذور والخضروات.. المهم هو الحفاظ على النسب.
يستهلك الأشخاص الذين يتبعون نظام الكيتو دايت كميات محدودة جدًا من الكربوهيدرات، التي تمد الجسم بالجلوكوز كمصدر رئيسي للطاقة. هذا الدخول المقيم يعني أن الجسم سيحتاج لمصدر بديل.
بعد استنفاذ الجلوكوز، يبدأ الجسم في سحب مخزون الجليكوجين، وهو شكل أكثر تعقيدًا من الجلوكوز. بعد نفاذها، تقل مستويات الأنسولين، يبدأ الكبد في تحويل الأحماض الدهنية إلى جزيئات قابلة للذوبان في الماء تسمى الكيتونات. هنا، يدخل الجسم في الحالة الكيتوزية.
الكيتونات مصنوعة من الدهون، لذا فإن دخول الحالة الكيتوزية يعني أن الجسم سيحرق الدهون بدلًا من السكر للحصول على الطاقة، وبالتالي يقل الوزن سريعًا، قبل الوصول إلى نقطة ممانعة في فقدان الوزن بعد بضعة أشهر إلى سنة، بحسب خبراء تغذية.
بجانب الهدف الرئيسي في نقص الوزن، يعدد المدافعون عن الكيتو دايت عدة فوائد للحمية الغذائية، بينها خفض مستويات الكوليسترول الكلي، ورفع مستويات الكوليسترول الحميد، وخفض ضغط الدم، وتقليص مخاطر أمراض القلب والسكتة الدماغية والأوعية الدموية، وتشجيع انخفاض مستويات السكر في الدم، أو منع ارتفاعها، والسيطرة على (أو منع الإصابة بـ) مرض السكري النوع الثاني.
يقول المدافعون كذلك إنه قد يقلل من الإجهاد التأكسدي والالتهابات، ويدعم علاج مختلف الأمراض التنكسية في الجهاز العصبي والالتهابات العصبية، إذ يفيد في حالات ألزهايمر، والصداع النصفي، والصرع.
اتباع النظام قد يساعد الرياضيين على التحمل.
كاري دينيت، أخصائية التغذية المسجلة تقول إن أقوى الأبحاث تتعلق بمساعدة الكيتو دايت في إدارة نسبة السكر في الدم، لكنها تقول إن الأمر يصبح أكثر صعوبة بالنسبة للأشخاص الذين يتأرجحون داخل النظام وخارجه.
مع ذلك، تبقى معظم الفوائد المنسوبة إلى الكيتو دايت بحاجة إلى مزيد من الأبحاث العلمية لدعمها.
بالمقابل، يقول أخصائيو تغذية مسجلون إن الفوائد الصحية المنسوبة لخفض الكربوهيدرات يقابلها مخاطر صحية محتملة من مكونات النظام المعتمدة خصوصًا على الدهون.
يقولون كذلك إن فرض قيود على مجموعات غذائية بأكملها بحد ذاته يشكل مخاطر صحية. على سبيل المثال، تعتمد الميكروبات المفيدة في القناة الهضمية على أنواع مختلفة من الألياف التي لا يحصلها الجسم بتقليص الكربوهيدرات بشدة، بحسب الأخصائية شارون بالمر.
تضيف بالمر أن الملتزمين بالنظام يحرمون أجسادهم من العديد من العناصر الغذائية، مثل الكيميائيات النباتية المتوفرة في الأغذية النباتية الغنية بالكربوهيدرات، بلا مصدر بديل.
المرحلة الانتقالية في الكيتو دايت، خلال تدريب الجسم على حرق الدهون للحصول على الطاقة بدلًا من الجلوكوز، يمكن أن تسبب كذلك ما يعرف باسم "إنفلونزا الكيتو دايت"، والذي يشمل العديد من الأعراض الجانبية غير المرغوب فيها، وبينها الإرهاق والصداع والدوار، والتعرق والغثيان والإمساك، وزيادة التبول، ووجع العضلات.
الكيتو دايت لا يعتبر آمنًا كذلك لمن يعانون من أمراض الكلى أو الكبد. قد يشمل تأثيرات على الأنسولين والهرمونات الإنجابية. ولا يزال استخدامه لمن يعانون من مرض السكري، خاصة أولئك الذين يتناولون الأنسولين، مثيرًا للجدل.
لم يكن الكيتو دايت مخصصًا للاستخدام العام، وفقًا لإخصائية التغذية بريجيت زيتيلين. طور بالأساس كعلاج أخير للأطفال الذين يعانون من اضطرابات الصرع الذين لم يستجيبوا للأدوية.
مع ذلك، يحذر أخصائيو التغذية من اتباعه كنظام تغذية للأطفال. راشيل هارتلي تقول إن نقص الكربوهيدرات مقلق خصوصًا للأطفال، حيث يحرم الدماغ من مصدر الطاقة المفضل لديه، بما يؤدي إلى الإرهاق وصعوبة التركيز.
يمكن كذلك أن يحرم الأطفال (والمراهقين) من عناصر غذائية مهمة مثل فيتامين بي وحمض الفوليك والبوتاسيوم والماغنيسيوم، كما يحرمهم من الألياف، التي تمثل عنصرًا أساسيًا للهضم الجيد وبكتيريا الأمعاء الصحية.
وعمومًا، تحذر الأكاديمية الأمريكية لطب الأطفال من اتباع أي نوع من الحمية الغذائية للأطفال، وتربطها أبحاث بزيادة الوزن وخطر اضطرابات الأكل، خاصة على المدى الطويل.