* نتائج استطلاع الاقتراع الذي أجرته “سيجما كونساي” كشفت تصدر النهضة بـ 17.5%، لكن حزب قلب تونس الذي يتزعمه المرشح الرئاسي المحبوس نبيل قروي جاء ثانيًا بنسبة 15.6%.
*النتائج الأولية تعنى حصول النهضة تقريبًا على 40 مقعد، مقابل 33 تقريبًا لحزب قلب تونس. ويحتاج أي ائتلاف لتشكيل الحكومة المقبلة إلى 109 مقاعد على الأقل.
* تونس قد تتجه إلى انتخابات نيابية جديدة خلال 4 أشهر.. سيناريو قد ينهي وحدة النهضة
فور إعلان نتائج استطلاع أراء الناخبين في الانتخابات النيابية التي نظمتها تونس في 6 أكتوبر/ تشرين الأول، بدأت الاحتفالات في مقار حركة النهضة – الفرع التونسي من تنظيم الإخوان، معلنة تربعها على قائمة الفائزين.
نتائج الاستطلاع الذي أجرته “سيجما كونساي” كشفت تصدر النهضة بـ 17.5%، لكن حزب قلب تونس الذي يتزعمه المرشح الرئاسي المحبوس نبيل قروي جاء ثانيًا بنسبة 15.6%.
زعيم النهضة راشد الغنوشي قال إن حزبه بصدد التشاور مع “الشركاء الذي يتوافقون معه في ذات الأهداف”.. هؤلاء الشركاء ليس بينهم بالتأكيد حزب قلب تونس.
النتائج الأولية تعنى حصول النهضة تقريبًا على 40 مقعد، مقابل 33 تقريبًا لحزب قلب تونس. ويحتاج أي ائتلاف لتشكيل الحكومة المقبلة إلى 109 مقاعد على الأقل.
وأعلنت عدة قوائم انتخابية – بينها الدستوري الحر وحركة الشعب وحزب التيار الديمقراطي – مقاطعتها لأي حكومة تشكلها حركة النهضة.
قبل الانتخابات بأيام، قال راشد الغنوشي إن النهضة “لن تتحالف مع حزب تحوم حوله شبهات فساد وقادته معروفون بالفساد”.
الغنوشي اعتبر أن قلب تونس “تأسس على أرضية سيئة” بدأها نبيل قروي بالعمل الخيري ثم غير لافتتها إلى حزب، في “توظيف للعمل الخيري وخداع للناس”.
ورد نبيل قروي برسالة من محبسه أكد فيها رفضه التحالف مع راشد الغنوشي أو حركة النهضة بسبب “شبهات قوية معززة بملفات جدية جراء الاغتيالات، والتغرير بشباب تونس وتسفيرهم إلى معركة سوريا، واستغلال الديمقراطية ومؤسسات الدولة في محاولة إصدار قانون غير دستوري لإقصائه من الانتخابات الرئاسية كي تنفرد النهضة بالسلطة”
بعد اتضاح النتائج الأولية، حاول راشد الغنوشي تهدئة الخطاب، فقال إن حزب النهضة لم يفز إلا بنحو 20% من الأصوات، وإنه “يقدر أن له معارضين تحترمهم”، مغازلًا نبيل قروي بقوله إن الحركة ليست راضية عن استمرار حبسه، وأن رغبتها أن يكون خارج السجن.
النتائج كشفت صعوبة اضطلاع النهضة بتشكيل ائتلاف حكومي، لكن المصير نفسه يواجه قلب تونس، الذي لا تبدو مقاعد حلفائه المحتملين – وبينهم الحزب الدستوري الحر وعيش تونس – كافية لضمان تشكيل حكومة لا تضم حركة النهضة.
الوضع الحالي ينبئ ببدء فترة مفاوضات شاقة قد تستمر لأسابيع أو أشهر، في وقت ينتظر الشعب من حكومته الجديدة أن تعالج مشكلات اقتصادية ومالية مزمنة.
ولا يستبعد مراقبون انطلاق فترة “سياحة حزبية” تشهد انفصال بعض النواب المنتخبين عن الأحزاب الصغيرة التي أوصلتهم لمقاعدهم من أجل الانضمام لأحزاب أكبر، ما قد يزيد تعقيد المشهد.
النتائج الحالية تحيل مهمة تشكيل الحكومة إلى حركة النهضة بالنظر لتصدرها عدد المقاعد، لتبدأ مفاوضات تشكيل الائتلاف الحاكم في مهلة شهرين.
حال فشلت، سيصبح من حق الرئيس – الذي لم ينتخب حتى الآن مع مطالبات المرشح نبيل قروي تأجيل جولة الإعادة – إسناد تكليف تشكيل الحكومة لسياسي آخر يختاره ليحصل هو الآخر على مهلة شهرين، فإذا فشل، يمنح دستور تونس رئيس البلاد حق حل البرلمان والدعوة لانتخابات جديدة.
الوضع نفسه حدث في إسرائيل بعد انتخابات أبريل/نيسان، لتتجه إلى انتخابات نيابة جديدة في سبتمبر/أيلول لم تسفر هي الأخرى عن نتائج حاسمة.
كان راشد الغنوشي يأمل في الترشح لولاية ثالثة في رئاسة النهضة في 2020، مع انعقاد المؤتمر العام لانتخاب رئيسه وهيئاته الجديدة، لكن الوضع سيكون صعبًا له إذا ما اقترن بإخفاق انتخابي جديد.
الحركة تعرضت لضربة حديثة العهد حين دفعت بعد خلافات داخلية حادة بعبد الفتاح مورو لخوض الانتخابات الرئاسية الجارية حاليًا في تونس. لكنه فشل في الوصول لجولة الإعادة.
وتقول يورو نيوز إن النهضة تمر بحالة انقسامات. وإذا أخفقت هذه المرة فإنها لن تخوض الانتخابات المقبلة كحركة موحدة.