وقبل أشهر، كانت الولايات المتحدة غاضبة من شراء تركيا لأنظمة الدفاع الصاروخي الروسية S-400، والتي استلمت أولى شحناتها في يوليو، متجاهلة تهديدات العقوبات الأمريكية.

ردًا على ذلك، أزاحت الولايات المتحدة تركيا من برنامج F-35 للطائرات المقاتلة، حيث كانت أنقرة شركة تصنيع ومشترٍ متعاقد. لكنها لم تفرض أي عقوبات حتى الآن.

أثارت الخطوة غضب الكونجرس الأمريكي، الذي ازداد غضبه تجاه تركيا بعد هجوم أنقرة على سوريا لطرد الميليشيات الكردية، شريك واشنطن الرئيسي في الحرب ضد داعش.

ومرر مجلس النواب الأمريكي الشهر الماضي حزمة عقوبات ضد تركيا بسبب عمليتها في سوريا، بينما تعهد أعضاء بارزون في مجلس الشيوخ، بمن فيهم حليف ترامب ليندسي جراهام، بالمضي قدمًا في حال تعرض الأكراد للخطر.

كما صوت مجلس النواب لصالح قرار غير ملزم يعترف بمقتل 1.5 مليون أرمني منذ مائة عام، لأول مرة، مما أغضب أنقرة.

القضايا التي تجهد حلفاء الناتو تمتد إلى ما وراء سوريا وروسيا. في حين ظلت واشنطن هادئة إلى حد كبير في مواجهة نظام أردوغان الاستبدادي على نحو متزايد، فإنها تريد من أنقرة إسقاط التهم الموجهة ضد العمال القنصليين الأمريكيين في تركيا.

بالنسبة لأنقرة، فإنها تشكو من عدم تنفيذ طلب تسليم فتح الله غولن الذي يتخذ من الولايات المتحدة مقرًا له، والذي يلقى إردوغان باللوم عليه في تدبير محاولة انقلاب 2016، ومن التهم الأمريكية بحق هالك بانك المملوك للدولة التركية بتهمة خرق العقوبات المفروضة على إيران.

عملية سوريا | هل استسلم ترامب؟ أم سلم أردوغان للأكراد؟ | س/ج في دقائق

بعدما أصبح رئيسًا، امتدح ترامب علنًا سلوك إردوغان وأسلوب حكمه القتالي، ووصفه بـ “صديق” و”زعيم حقيقي”.

هذا الحب هو السبب الوحيد لعدم انهيار العلاقات بين تركيا والولايات المتحدة بالكامل، بعد توترها الشديد على خلفية مجموعة من القضايا، بحسب تحليل رويترز.

سونر كاجابتاي، مدير برنامج الأبحاث التركية في معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى، يقول “إن تقاربًا يجمع ترامب – إردوغان كرئيسين قويين”، رغم العداوة العميقة داخل بيروقراطية حليفي الناتو.

يضيف كاجابتاي أن علاقة ترامب – إردوغان هي المكون الوحيد الذي لم يتضرر في علاقة تركيا مع الولايات المتحدة، بعدما تآكلت الثقة بين الوكالات الحكومية في البلدين، وتصاعد الغضب بين إدارتيهما.

الحكاية في دقائق: آندرو برونسون.. أمريكا وتركيا من المواجهة إلى الصفقة

مسؤول كبير في إدارة ترامب قال إن أهداف واشنطن الرئيسية تتمثل في إقناع إردوغان بالتراجع عن خطط منظومة S-400 الروسية، والموافقة على وقف دائم لإطلاق النار في سوريا.

وقال مسؤولان أمريكيان إن موافقة إردوغان على الشرطين سيمكن واشنطن في نهاية المطاف من السماح لأنقرة بالعودة إلى برنامج F-35، وعرض التوقيع على اتفاقية تجارية بقيمة 100 مليار دولار. لكن مسؤولًا تركيا رفيعًا يقول إن التراجع عن صفقة S-400 “ليس على جدول الأعمال”.

خطط ترامب بخصوص سوريا لا ترضي إردوغان كذلك. الاحتفاظ بقوة أمريكية في الجزء الشمالي الشرقي من البلاد، ومواصلة العمل مع الأكراد “يعارض روح ما يجري في سوريا” بحسب مسؤول تركي، يعتبر دعم واشنطن للأكراد “أحد أكبر التهديدات التي تواجه العلاقات بين البلدين”

مع ذلك، وعلى الرغم من الخلافات، لا تزال أنقرة متفائلة، مستشهدة بمحادثة هاتفية دافئة بين الرئيسين الأسبوع الماضي “بدعم شخصي من ترامب”.

S-400: “أسرار الناتو في يد روسيا”.. كيف يتعامل ترامب مع أردوغان؟ | س/ج في دقائق

التأثير الاقتصادي لطرد تركيا من برنامج F-35؟ وهل يمتد إلى طرد تركيا من الناتو؟ | س/ج في دقائق