أن تكون نازيا فلا شك أنك مجرم، لكن أن تكون نازيا ويرفع عنك الحلفاء صفة النازية وتساعدك الصين ماليا حتى وفاتك فهذا غريب. فماذا فعل جون راب النازي الطيب؟
“نعتذر لإزعاجك مجددا ولكن معاناة واحتياجات الـ 200 ألف مدني الذين نحاول العناية بهم تجعل من الضروري محاولة تأمينهم من السلطات العسكرية ومحاولة إيقاف التدهور الحالي بين الجنود اليابانيون العائثين فسادا في المنطقة الآمنة..
من نص إحدى رسائل جون راب رئيس مكتب الحزب النازي في الصين إلى هتلر. يطالبه فيها بالتدخل لوقف أعمال العنف التي يمارسها اليابانيون ضد الصينيين.
في فترة الحرب العالمية الثانية، وتحديدا في ديسمبر 1937، ارتكب اليابانيون مجزرة في حق الصينيين بعدما احتلوا شنغهاي بأشهر قليلة، عرفت فيما بعد باسم “مذبحة نانكنج”.
المذبحة استغرقت حوالي 6 أسابيع، قتل واغتصب فيها ما لا يقل عن 300 ألف صيني. كان الجنود اليابانيون بحسب الشهادات، يتبارون على من يقتل أكبر عددا في ضربات متتالية.
في الأنظمة الشمولية.. لماذا يصل الأسوأ للقمة؟
ألان تورنج.. عبقري الحرب العالمية الثانية المنسي والمثلي المنتحر
وبينما المذبحة مستمرة. جون راب كان يقوم بدوره في إنقاذ ما يمكن إنقاذه. بدأ أولا بإرسال رسائله إلى هتلر يطالبه فيها بالتدخل لمنع أعمال العنف في حق الصينيين.
كان يجول بسيارته في شوارع نانكنج مرتديا شارة وعلم الحزب النازي، لمنع اليابانيين من قتل الصينيين في الشوارع.
راب حوَّل منزله أيضا إلى منطقة آمنة، من يدخلها فهو آمن من اليابانيين.
لم تفلح مساعي راب في إجبار هتلر على التدخل، لكن مساعيه الفردية نجحت إلى حد ما.
حتى أن سكان مدينة نانكنج، أطلقوا عليه لقب “بوذا الحي”.
بانتهاء الحرب العالمية الثانية، عاد راب إلى ألمانيا وألقي القبض عليه،
تقديرا لدوره في إنقاذ المدنيين، رفع عنه الحلفاء صفة “النازية” (لكنه فقد ثروته)، أما الصين فلم تتخل عنه. عاش على مساعداتها حتى وفاته في 1950.