اليوم شمبانيا ونساء وغدا.. لماذا حزب المحافظين البريطاني أنجح أحزاب العالم؟| س/ج في دقائق

اليوم شمبانيا ونساء وغدا.. لماذا حزب المحافظين البريطاني أنجح أحزاب العالم؟| س/ج في دقائق

21 Dec 2019
رابط مختصر
للمشاركة لـ فيسبوك
حجم الخط

* حزب المحافظين ينافس على الفوز بالانتخابات منذ قرابة قرنين من الزمان. أحزاب انقسمت، أحزاب اندثرت، وظل حزب المحافظين.

* أربعة أسباب إدارية وسياسية لنجاح المحافظين: الحاسة السياسية، الوطنية، البهجة والشامبانيا والنساء، الصرامة الإدارية. لكن هذه العناوين العريضة لا تكفي لفهم سبب النجاح.

* بوريس جونسون جسد حزب المحافظين، حسب ما تقول مجلة الإيكونوميست، في هذا التقرير المميز الذي نوجزه هنا.

س/ج في دقائق


أين حزب المحافظين من السلطة في تاريخ بريطانيا؟

حزب المحافظين ينافس على الفوز بالانتخابات منذ قرابة قرنين من الزمان، منذ ثلاثينيات القرن التاسع عشر. في ذلك القرن كان ينافس الليبراليين على الهيمنة على السياسة البريطانية. الحداثة أغرقت الليبراليين واستمر المحافظون.

في القرن العشرين قاد المحافظون بريطانيا أكثر من أي حزب آخر.

منذ بداية القرن الواحد والعشرين، وبالنظر إلى نتيجة الانتخابات الأخيرة، فإن مجموع سنوات المحافظين في القيادة سيصل إلى ١٤ من أصل ٢٤.

يبدو هذا إنجازا ضخما لحزب سماه جون ستيوارت مل “الحزب الغبي”.

المحافظون أيضا ابتعدوا عن السلطة لفترات طويلة، ولا سيما في عصر التحولات الكبرى، بعد قوانين حماية المزارعين في القرن التاسع عشر، ومع التحول الإمبراطوري في ١٩٠٦، ومع تحول القرن وصعود نجم توني بلير في ١٩٩٧. إلى الدرجة التي جعلت كاتبا يصدر كتابا بعنوان “الموت الغريب لحزب المحافظين في إنجلترا”. لكنهم في كل مرة عادوا إلى قمة الدوري.


فما سبب نجاحهم في العودة إلى الحكم مرة بعد مرة؟

باختصار، لا يمكن الاكتفاء بعناوينه، هناك أربعة أسباب: الحاسة السياسية، الوطنية، البهجة والشامبانيا والنساء، الصرامة الإدارية.

هنا التفاصيل مدهشة

أولا: 
 القدرة المميزة للحزب على التقاط “رياح التغيير” وتعديل أشرعة سفينتهم للاستفادة بها.
في الأربعينيات اشتم الحزب صعود الرأسمالية الصناعية. فدخل معركة لإلغاء القوانين الحمائية للمزارعين، والسماح باستيراد المنتجات من الخارج للاستفادة من رخص ثمنها. هذا الموقف جعل الحزب ينقسم على نفسه على المدى القصير. لكنه استفاد من تبني طموح الطبقة الصاعدة الناجحة من رجال الأعمال الذين واكبوا التطور. والتطور يكسب أخيرا.
في نهاية ذلك القرن، أدرك المحافظون تحت قيادة بنيامين ديزرائيلي أن الديمقراطية قادمة، فطور الحزب سريعا لكي يستفيد منها بدلا من أن تكسره كما كان متوقعا. الشكر هنا للغريزة السياسية للحزب القادرة على قراءة تغيرات الطبقة الوسطى والطبقة العاملة.
في السبعينيات من القرن الماضي سبقت مارجريت ثاتشر الجميع في إدراك أن عالم ما بعد الحرب العالمية التوافقي انتهى، وأن السوق الحر والخصخصة هي ملعب العالم الجديد. يعود هذا إلى نوع من الفكر السياسي المحافظ: “حيث المعلف، ضع خياشيمك مع الخياشيم الأخرى”. أي شارك في ميدان المسابقة الحقيقي ولا تعش في عالم منعزل من القضايا التي لا تهم الناس.
ثانيا:
الوطنية. لعب المحافظون هذا الكارت أفضل من أي حزب آخر. وقت السلوك الاستعماري، وفي حرب الفوكلاند. ساعدهم في ذلك المثقفون الراديكاليون الذين يغرقون في حب أي قضية أو مؤسسة طالما لم تكن بريطانية.
ثالثا:
البهجة. لا تستهن بهذا العامل.
حزب المحافظين كان دائما حزب “الشامبانيا والنساء والألعاب”، في حين أن الليبراليين وحزب العمال أحزاب النباتيين وأندية الكتب والاجتماعات. الجدية التي يحلو للمحافظين دائما السخرية منها.
رابعا: 
الصرامة الإدارية. السعي الحثيث إلى السلطة وامتلاك غرائزها.

أين بوريس جونسون مما سبق؟

بوريس جونسون أفضل تجسيد لكل ما سبق. مولود في طبقة تتبنى أفكار العولمة والمؤسسات التعددية الأطراف. لكنه أدرك رياح التغيير، في صعود الشعور الوطني. تبنى تلك الأفكار وخاطب بها طبقات تختلف عن طبقته تماما.

وبسبب طبيعته المرحة التي تجعل منه شخصا محبوبا خارج دوائره، حمل تلك الأفكار ممثلة في مشروع الانفصال عن أوروبا إلى قطاع أوسع، فلم تقتصر على دائرة ضيقة متآكلة كما الحال مع سير ويليام كاش، ولا تحولت إلى مجرد صخب شعبوي كما الحال مع نايجل فاراج.

بعد الانتخابات أدرك المحللون القوة السياسية لنكاته الدائمة

جونسون أوصل قضيته إلى الجمهور ليس من خلال كلام ثقيل عن الاستقلال، بل عبر مقالاته الساخرة المليئة بالنكات حول الميول التوسعية للاتحاد الأوروبي الذي يريد أن يتحكم في كل شيء بداية من “حجم الموز إلى مقاس الكوندوم”. وقدم نفسه دائما كشخصية ساخرة ذات حياة مليئة بالمغامرات النسائية والبهجة. استخدم مقابلا لغويا للميمز قبل عصر الميمز.

تحت هذا الظاهر المرح شخصية صارمة في قرارها، مستعدة للتخلص من أي شخص يقف في طريق وصول الحزب إلى السلطة، مهما كانت درجة القرب. كما فعل حين نزع الغطاء الحزبي عن ٢١ برلمانيا رغم أنه كان في أمس الحاجة إلى أصوات حين ورث حزبا لا يمتلك أغلبية مطلقة من تريزا ماي.

بوريس جونسون ربط اسمه برفع العلم الوحدوي البريطاني دائما، حتى في اللقطة الشهيرة حين علق متدليا من حبل تزلج، والتي يستخدمها خصومه في السخرية منه، كان أيضا رافعا العلم البريطاني. فارتبط في أذهان البريطانيين بالوطنية. في حين أظهر خصومه أنفسهم في صورة من يعملون لصالح الاتحاد الأوروبي في مفاوضاته مع بريطانيا حول البريكزيت، وقضى جيرمي كوربن زعيم العمال عمره مناصرا لكل قضبة ترفع شعار العداء للغرب.


تحطيم الجدار الأحمر.. ما دلالات فوز المحافظين في بريطانيا؟ | س/ج في دقائق

بريطانيا تنتصر لذاتها – وللعالم – بسحق اليسار | مينا منير

إجابة خطأ يا شعب. هل ينفذ “الديمقراطيون” الأوروبيون إرادة الشعوب دائمًا؟ | تايم لاين في دقائق

لماذا يميل اليسار للعنف؟! مؤشرات خطيرة من واقع بريطانيا | مينا منير


رابط مختصر
للمشاركة لـ فيسبوك

التعليقات (0)

يجب عليك .. تسجيل الدخول أو التسجيل لتتمكن من التعليق.

تعليقات الفيسبوك