خمسون عاما على الفيلم الذي غير مصير السينما الأميركية.. The Graduate

خمسون عاما على الفيلم الذي غير مصير السينما الأميركية.. The Graduate

30 May 2018

أمجد جمال

ناقد فني

رابط مختصر
للمشاركة لـ فيسبوك
حجم الخط

مثلت الستينيات في أميركا، فترة تحرر ثقافي واجتماعي، ولدتها الحرب العالمية الثانية، اختمرت على إثرها الفلسفات الوجودية، وازدادت نبرات الفردية والتشكيك، وعلا حس التمرد ضد السلطتين الدينية والاجتماعية.

أراد المخرج الأميركي «مايك نيكولز»، نقل التشابك والتناقض داخل نسيج المجتمع، من بدء حركات التحرر والتمرد وانفصال الأبناء عن سلطة الآباء، وما يواجههم من تحديات وغموض.

كيف كسر فيلم The Graduate الصورة النمطية للبطل الأميركي

صار تعبير مسز روبنسون جزءا من الثقافة الأمريكية .. يشبه “صديقة الطلبة” في مصر

فجاءت القطعة الفنية The Graduate، التي مثلت نقطة تحول في تاريخ السينما الأميركية.

  • الفيلم كسر الطبيعة الشكلية لأبطال الأفلام الأميركية التي كانت محتكرة الوسامة الأنجلوساكسونية، أو نمط الجنتلمان فارع الطول، وهو ما ساهم في تغيير التركيبة الشكلية لنجوم هوليوود،
  • عندما قرأ النجم «روبرت ريدفورد» النص السينمائي للفيلم، توسّل من نيكولز أن يمنحه فرصة تجسيد دور البطل «بينجامين»، لكن رد نيكولز كان شديد الطرافة: «بوب، أنظر للمرآة! هل تتخيل أن يعاني شاب يُشبهك من صعوبات في إغواء أية امرأة؟».
  • قدم جملا حوارية، أصبحت أيقونات خالدة في الوعي الجمعي الأميركي والأوروبي، وظل تأثيرها باقيا حتى الآن:

«انتِ تحاولين إغوائي يا ميسز روبنسون»، جملة صنفها معهد الفيلم الأميركي ضمن أهم 100 جملة سينمائية في تاريخ الأفلام. (لماذا في رأيك؟ اكتب لنا تعليقك)

                             

  • أطلق مصطلح «عقدة مسز روبنسون»، للدلالة على العقدة الجنسية: كانت ميسز روبنسون سيدة لعوبا تتصيد الشباب من نصف عمرها، لتمارس معهم الجنس، المصطلح يُتداول حتى الآن في المجتمع الأميركي.
  • الفيلم صور التحالف الأزلي بين السلطة الدينية والاجتماعية، بمشهد بنجامين أثناء هروبه بصحبة حبيبته من الكنيسة ليغلق الباب خلفه، وكأنه انتصر عليهم بضربة واحدة.
كيف كسر فيلم The Graduate الصورة النمطية للبطل الأميركي

مشهد الكنيسة من فيلم The Graduate اعتبر تمردا على تحالف السلطة والكنيسة اجتماعيا

  • في هذا المشهد يجلس البطل “بينجامين” منعزلا في غرفته قبل أن يدخل والده ليسأله: “ماذا تريد أن تفعل بمستقبلك”.

                                   

  •   استخدم نيكولز حوض أسماك الزينة في خلفية المشهد كي يحيط كليا بجسد بينجامين وهو جالس مفكرا بحيرة قبل أن يجيب: “لا أعرف. لكنى أريد فعل شيء مختلف”.
  •  كان حوض الأسماك هنا هو الأداة الرمزية التي تمثل الخناق الذي يعانيه بينجامين بسبب توقعات وضغوطات أسرته وأصدقاء أسرته حيال مستقبله، هو مكبل الحرية وكأنه إحدى سمكات الزينة داخل الحوض. جميعهم ينتظر نسخة مكررة منهم لتتحقق بالفتى، بينما هو يريد الاستقلال بمسار مختلف، أو بكلمات أخرى يريد الانعتاق من حوض الأسماك الذي يحاصره بصريا داخل الكادر.
  •  في اللقطة التالية تدلف إلى الغرفة “ميسز روبنسون” (صديقة العائلة ) وتطلب من الفتى أن يوصلها بالسيارة لمنزلها في الساعة المتأخرة.

                                 

  • في أدبيات كتابة القصص هناك أداة تُعرف بالنداء أو the call، وهي باختصار العرض الذي يقدم للشخصية الرئيسية في بداية الثلث الأول من كل قصة ويكون قرار تلبيته المتردد هو البداية لكل رحلة أو مغامرة سينمائية.
  • هذا العرض في فيلمنا كان بشكل رمزي هو التقاط مفاتيح سيارة السيدة روبنسون من داخل حوض الأسماك، وبشكل فعلي هو إيصالها لمنزلها في الساعة المتأخرة من الليل.
    عرض لم يطول تردد بينجامين حيال قبوله، وكأنه يدرك في قرارة نفسه بأن تلك التجربة مجهولة الوجهة هي أكثر ما يريده في هذه المرحلة من حياته، أن يفعل شيئا عكس التوقعات.

ماذا حقق الفيلم؟

  • الفيلم تصدر إيرادات عام 1967 بـ104 مليون دولار.
  • كان نصيب مخرج الفيلم، مايك نيكولز، مليون دولار، وهو أول مخرج في التاريخ يصل إلى هذا الرقم.
  • الفيلم من بين 21 فيلما، كأكثر الأفلام تحقيقا للإيرادات، محطما الأرقام القياسية في نسب التحصيل.
  • ُرشح لـ7 جوائز أوسكار، وفاز مخرجه مايك نيكولز بواحدة.
  • في عام 1996 اختير الفيلم للانضمام لأرشيف مكتبة الكونجرس الأمريكية باعتباره ثروة ثقافية.
  • في عام 1998 تم تصنيفه في المركز السابع ضمن أفضل 100 فيلم أنتجته السينما الأمريكية في تاريخها، وتغير الترتيب في العام 2007 ليتبوأ المركز السابع عشر.

SaveSave

SaveSave

SaveSave

SaveSave

SaveSave

SaveSave

SaveSave

SaveSave

SaveSave

SaveSave

رابط مختصر
للمشاركة لـ فيسبوك

التعليقات (0)

يجب عليك .. تسجيل الدخول أو التسجيل لتتمكن من التعليق.

تعليقات الفيسبوك