فرنسة التعليم.. رضوخ للمستعمر أم ضرورة عملية؟ وكيف قسمت إخوان المغرب؟ | س/ج في دقائق

فرنسة التعليم.. رضوخ للمستعمر أم ضرورة عملية؟ وكيف قسمت إخوان المغرب؟ | س/ج في دقائق

28 Aug 2019
الشرق الأوسط
رابط مختصر
للمشاركة لـ فيسبوك
حجم الخط

* القانون يهدف لإصلاح النظام التعليمي .. الجدل يتركز على مادة وحيدة

* فرنسة التعليم تنهي فجوة تحرم ربع طلاب من المغرب من استكمال تعليمهم الجامعي

* رئيس حكومة الإخوان السابق يصف القانون بالفضيحة التي تعيد “لغة المستعمر”

* حكومة عثماني أقرب إلى فرنسا.. هل لذلك دور؟!

س/ج في دقائق


لماذا سبب القانون جدلًا؟

أعاد الخلاف حول التدريس باللغة الفرنسية – خصوصًا في المواد العملية – فتح جروح قديمة في المغرب.

القانون – الإطار 51.17 المتعلق بمنظومة التربية والتكوين والبحث العلمي والمعروف شعبيًا بـ “مشروع فرنسة التعليم” صدر في 2 أغسطس/ آب. معظم مواده لم تثر الجدل؛ إذ يهدف إلى إصلاح نظام التعليم في المغرب، والذي يصفه خبراء بـ “المختل”. لكن المادة الثانية تسمح بتدريس العلوم والرياضيات والمواد الفنية باللغة الفرنسية ولغات أخرى.

وتنص المادة الثانية على “التناوب اللغوي: مقاربة بيداغوجية وخيار تربوي يستثمر في التعليم المزدوج أو المتعدد اللغات، بهدف تنويع لغات التدريس، وذلك بتعليم بعض المضامين أو المجزوءات في بعض المواد باللغات الأجنبية، قصد تحسين التحصيل الدراسي فيها”.


ما دور إخوان المغرب في تمريره؟

صدر القانون بأغلبية 241 عضوًا ومعارضة أربعة نواب وامتناع 21 آخرين عن التصويت.

وشملت قائمة المؤيدين غالبية نواب الأغلبية الحكومية وتكتل الأصالة والمعاصرة المعارض، بينما صوت نواب حزبي العدالة والتنمية (إخوان المغرب – قائد الائتلاف الحاكم) وتكتل الاستقلال المعارض بالامتناع عن التصويت، ما سمح بتمرير مشروع القانون بالأغلبية.

وكان العدالة والتنمية يملك تعطيل القانون أو إسقاط مادته الثانية على الأقل حال تصويت نوابه الـ 125 برفض القانون، لكن عضوين فقط صوتا بالرفض يتجه الحزب لاتخاذ إجراءات تأديبية بحقهما، بينما امتنع البقية أو تغيبوا عن التصويت.


لماذا تتجه حكومة إخوانية لفرنسة التعليم؟

تعلل حكومة المغرب التي يقودها حزب العدالة والتنمية خطوة فرنسة التعليم بالانقسام اللغوي الحاد الواقع حاليًا بين التعليم الثانوي والجامعي؛ حيث يجد الطلاب أنفسهم في مواجهة لغة غريبة عنهم عند الانتقال إلى المرحلة الأعلى، بما يؤدي لتوقف المشوار الدراسي لكثيرين منهم.

ويتلقى الدارسون الدروس التعليمية في المرحلة الثانوية باللغة العربية، قبل أن يتحول التدريس – خصوصًا في المواد العلمية – إلى اللغة الفرنسية في التعليم الجامعي.

وفي حين يتحدث معظم المغاربة اللغة الدارجة (العربية المغربية)، فإن اللغة الفرنسية هي لغة مجتمع الأعمال والدوائر الحكومية والتعليم العالي. ويهدف التدبير الجديد إلى تهيئة الطلاب للتعامل مع هذا الواقع.

ويفشل حوالي نصف طلاب الجامعة في إكمال دراساتهم، ويرجع ذلك جزئيًا إلى مشكلة اللغة، بحسب الإيكونومست.

وزير التعليم المغربي سعيد أمزازي يقول إنه يريد من المدارس أن تنتج “مواطنين مؤهلين للتعامل مع العالم”.

ويقول أمزازي إن 25% من الطلاب يفشلون في استكمال تعليمهم الجامعي بسبب عائق اللغة، بما يدفع الطبقات الأعلى ماديًا لإلحاق أبنائها بالمدارس الخاصة منذ المرحلة الابتدائية، والتي تعتمد اللغة الفرنسية في التدريس.

وبحسب فرانس 24، يدرس نحو 20 ألف مغربي في البعثات الفرنسية، وحوالى مليون في المدارس الخاصة، مقابل سبعة ملايين طالب في المدارس العمومية.


رئيس حكومة الإخوان السابق يقود معارضة القانون.. لماذا؟

عبد الإله بنكيران، رئيس الوزراء السابق والقيادي في حزب العدالة والتنمية (إخوان المغرب)، يصف القانون بـ “عودة إلى لغة المستعمر”.

يضيف بنكيران أن قرار “فرنسة التعليم” دفعه لإعادة النظر في عضويته في الحزب “الذي لن يعد مشرفًا”، قائلًا إنه عاش “ليلة من أسوأ الليالي” عندما ارتكب “العدالة والتنمية” ما وصفه بـ “أول خطأ جسيم منذ دخوله دوامة التدبير الحكومي عام 2011”.

ووصف بنكيران تصويت العدالة والتنمية بـ “أضحوكة الزمان”، معتبرًا أن تخلي حزب إسلامي عن اللغة العربية في التعليم لصالح “لغة المستعمر” فضيحة.


احتجاجات فنية.. هل تصلح الفرنسية تعليم المغرب؟

بخلاف احتجاجات بنكيران الأيديولوجية على “فرنسة التعليم”، تشير الإيكونوميست لاعتراضات فنية أخرى.

تقول إن تصور وزير التعليم المغربي لـ “خريج عالمي” تعني أن المغرب سيكون بحاجة للتدريس باللغة الإنجليزية أو الصينية، والتي تعتبر أكثر بروزًا في الأوساط الأكاديمية والاقتصاد العالمي من الفرنسية، تمامًا كما فعلت الجارة الجزائر التي أحلت الإنجليزية بدلًا من الفرنسية كلغة للتدريس في الجامعات.

تشير الإيكونوميست لمخاوف أخرى تتعلق بفقر آليات التطبيق، بما يسبب إحباطًا للطلاب الذين يميلون أصلًا للتسرب من التعليم، إذ يلتحق بالتعليم الثانوي 53% فقط من الملتحقين بالتعليم المتوسط.


إصلاح أم تسييس للتعليم؟

بعد مرور 60 عامًا على الاستقلال، تقول الإيكونوميست إن المغرب ما زال يعمل على تطوير علاقته مع فرنسا.

ويحتفظ البلدان بعلاقات اقتصادية وثيقة، وتعتبر حكومة المغرب الحالية فرانكفونية بشكل خاص.

 وفي خطاب ألقاه يوم الباستيل، أفاض رئيس الوزراء سعد الدين عثماني في مدح “العلاقة المتفردة والاستثنائية وذات القيم المشتركة” مع فرنسا.

وتقول الإيكونوميست إن الخطوة الجديدة ربما تكون جزءًا من هذه الصورة، وهو نفس السبب الذي أثار معارضي القانون.


تنابلة السلطان … الحركة التعليمية التي لم تنل حقها | رواية صحفية في دقائق

هل يمكن للّغة العربية أن تستوعب العلوم؟

أزمة تعليم بالعربية أم أزمة مصرية مع الهوية؟

ثورة فرانكنشتاين | خالد البري | رواية صحفية في دقائق


عن الديموغرافيا القاتلة في الشرق الأوسط!

إنفوجرافيك| تعلموا على يد “الشيطان الأكبر” وأسلموا إيران | دقائق.نت

س/ج في دقائق: التجربة السنغافورية.. دعك من الأوهام هذا ما حدث على أرض الواقع

الخطابة هي التضليل .. كيف انطلقت النهضة اليابانية بالقضاء على حماة القيم القديمة


رابط مختصر
للمشاركة لـ فيسبوك

التعليقات (0)

يجب عليك .. تسجيل الدخول أو التسجيل لتتمكن من التعليق.

تعليقات الفيسبوك