القانون – الإطار 51.17 المتعلق بمنظومة التربية والتكوين والبحث العلمي والمعروف شعبيًا بـ “مشروع فرنسة التعليم” صدر في 2 أغسطس/ آب. معظم مواده لم تثر الجدل؛ إذ يهدف إلى إصلاح نظام التعليم في المغرب، والذي يصفه خبراء بـ “المختل”. لكن المادة الثانية تسمح بتدريس العلوم والرياضيات والمواد الفنية باللغة الفرنسية ولغات أخرى.
وتنص المادة الثانية على “التناوب اللغوي: مقاربة بيداغوجية وخيار تربوي يستثمر في التعليم المزدوج أو المتعدد اللغات، بهدف تنويع لغات التدريس، وذلك بتعليم بعض المضامين أو المجزوءات في بعض المواد باللغات الأجنبية، قصد تحسين التحصيل الدراسي فيها”.
وشملت قائمة المؤيدين غالبية نواب الأغلبية الحكومية وتكتل الأصالة والمعاصرة المعارض، بينما صوت نواب حزبي العدالة والتنمية (إخوان المغرب – قائد الائتلاف الحاكم) وتكتل الاستقلال المعارض بالامتناع عن التصويت، ما سمح بتمرير مشروع القانون بالأغلبية.
وكان العدالة والتنمية يملك تعطيل القانون أو إسقاط مادته الثانية على الأقل حال تصويت نوابه الـ 125 برفض القانون، لكن عضوين فقط صوتا بالرفض يتجه الحزب لاتخاذ إجراءات تأديبية بحقهما، بينما امتنع البقية أو تغيبوا عن التصويت.
ويتلقى الدارسون الدروس التعليمية في المرحلة الثانوية باللغة العربية، قبل أن يتحول التدريس – خصوصًا في المواد العلمية – إلى اللغة الفرنسية في التعليم الجامعي.
وفي حين يتحدث معظم المغاربة اللغة الدارجة (العربية المغربية)، فإن اللغة الفرنسية هي لغة مجتمع الأعمال والدوائر الحكومية والتعليم العالي. ويهدف التدبير الجديد إلى تهيئة الطلاب للتعامل مع هذا الواقع.
ويفشل حوالي نصف طلاب الجامعة في إكمال دراساتهم، ويرجع ذلك جزئيًا إلى مشكلة اللغة، بحسب الإيكونومست.
وزير التعليم المغربي سعيد أمزازي يقول إنه يريد من المدارس أن تنتج “مواطنين مؤهلين للتعامل مع العالم”.
ويقول أمزازي إن 25% من الطلاب يفشلون في استكمال تعليمهم الجامعي بسبب عائق اللغة، بما يدفع الطبقات الأعلى ماديًا لإلحاق أبنائها بالمدارس الخاصة منذ المرحلة الابتدائية، والتي تعتمد اللغة الفرنسية في التدريس.
وبحسب فرانس 24، يدرس نحو 20 ألف مغربي في البعثات الفرنسية، وحوالى مليون في المدارس الخاصة، مقابل سبعة ملايين طالب في المدارس العمومية.
يضيف بنكيران أن قرار “فرنسة التعليم” دفعه لإعادة النظر في عضويته في الحزب “الذي لن يعد مشرفًا”، قائلًا إنه عاش “ليلة من أسوأ الليالي” عندما ارتكب “العدالة والتنمية” ما وصفه بـ “أول خطأ جسيم منذ دخوله دوامة التدبير الحكومي عام 2011”.
ووصف بنكيران تصويت العدالة والتنمية بـ “أضحوكة الزمان”، معتبرًا أن تخلي حزب إسلامي عن اللغة العربية في التعليم لصالح “لغة المستعمر” فضيحة.
تقول إن تصور وزير التعليم المغربي لـ “خريج عالمي” تعني أن المغرب سيكون بحاجة للتدريس باللغة الإنجليزية أو الصينية، والتي تعتبر أكثر بروزًا في الأوساط الأكاديمية والاقتصاد العالمي من الفرنسية، تمامًا كما فعلت الجارة الجزائر التي أحلت الإنجليزية بدلًا من الفرنسية كلغة للتدريس في الجامعات.
تشير الإيكونوميست لمخاوف أخرى تتعلق بفقر آليات التطبيق، بما يسبب إحباطًا للطلاب الذين يميلون أصلًا للتسرب من التعليم، إذ يلتحق بالتعليم الثانوي 53% فقط من الملتحقين بالتعليم المتوسط.
ويحتفظ البلدان بعلاقات اقتصادية وثيقة، وتعتبر حكومة المغرب الحالية فرانكفونية بشكل خاص.
وفي خطاب ألقاه يوم الباستيل، أفاض رئيس الوزراء سعد الدين عثماني في مدح “العلاقة المتفردة والاستثنائية وذات القيم المشتركة” مع فرنسا.
وتقول الإيكونوميست إن الخطوة الجديدة ربما تكون جزءًا من هذه الصورة، وهو نفس السبب الذي أثار معارضي القانون.
تنابلة السلطان … الحركة التعليمية التي لم تنل حقها | رواية صحفية في دقائق
هل يمكن للّغة العربية أن تستوعب العلوم؟
عن الديموغرافيا القاتلة في الشرق الأوسط!
إنفوجرافيك| تعلموا على يد “الشيطان الأكبر” وأسلموا إيران | دقائق.نت
س/ج في دقائق: التجربة السنغافورية.. دعك من الأوهام هذا ما حدث على أرض الواقع
الخطابة هي التضليل .. كيف انطلقت النهضة اليابانية بالقضاء على حماة القيم القديمة