لدغة مارفل أضعف في Ant-Man and the Wasp

لدغة مارفل أضعف في Ant-Man and the Wasp

22 Jul 2018
حاتم منصور
رابط مختصر
للمشاركة لـ فيسبوك
حجم الخط

في مرحلة أصبح فيها الكليشيه البصري السائد في أفلام السوبرهيرو هو مشاهدة مبانٍ عملاقة تنفجر وتتناثر شظاياها أمامنا، من الطريف فعلًا مشاهدة فيلم يميل لتقديم شيء آخر. شيء مثل مشاهدة مبنى عملاق وهو يتقلص حجمًا، ليصبح في حجم حقيبة السفر!

هذه النقطة تحديدًا أهم ما يميز فيلم الرجل النملة والدبورة Ant-Man and the Wasp المعروض حاليًا، وأهم ما تميز به الجزء الأول Ant-Man الذي عُرض عام 2015. تقديم شيء ما مختلف المذاق على المستوى البصري من وقت لآخر، وسط جدول هوليوود المزدحم حاليًا بأفلام السوبرهيرو بكل كليشيهاتها المكررة.

لكن هل تكفي هذه الميزة لإنقاذ فيلم بالكامل؟

إعلان Ant-Man and the Wasp

مساحة اختلاف الفيلم الأول عن باقي أفلام عالم مارفل السينمائي تمتد لتشمل الشخصية الرئيسية نفسها. سكوت لانج أو الرجل النملة بالأساس مجرد صعلوك ولص متوسط القدرات. شخص لا يتمتع بالهيبة والتاريخ المشرف لشخصيات مارفل الأخرى من أمثال (الرجل الحديدي – كابتن أمريكا – ثور – دكتور سترينج). كلهم بلا استثناء نماذج مشرفة وناجحة ولها هيبتها، حتى قبل تحولهم لشخصيات خارقة.

بفضل اختيار بول رود للبطولة، وبناء الفيلم على أسس كوميدية بالأساس قبل الأكشن، استفاد الفيلم الأول من هذه المعطيات، وأسس لتركيبة اللص الصعلوك الذي شاءت الظروف أن يتورط في مهمة بطولية. رود لا يتمتع بوسامة ملفتة، أو بنفس قوة بنيان أقرانه من النجوم في عالم مارفل، أو بتاريخ حقيقي من النجومية سينمائيًا سابقًا، وهو ما يجعله مثاليا لشخص أقرب شكلًا وموضوعًا للبشر العاديين.

اقرأ أيضًا: كيف جعلت بيكسار الأسرة العادية سوبر هيروز في Incredibles2؟

النقطة الأخرى المختلفة كانت الدوافع. اعتدنا دائمًا على رفع مستوى التحديات والأخطار أمام الأبطال. في نفس العام الذي عرض فيه الفيلم الأول (2015) كان أمام فريق أفنجرز في فيلمهم الثاني مهمة أخرى، من ذلك النوع الذي سيتوقف عليه بقاء الجنس البشري أو فنائه، وأعني بذلك فيلم Avengers: Age of Ultron.

في المقابل كان بطل Ant-Man أكثر حميمية وبساطة وإثارة للتعاطف من حيث الدوافع. مجرد أب آخر يسعى لكسب احترام ابنته، وغسل ماضيه الملوث بالجريمة. مجرد شخص آخر يبحث عن فرصة ثانية لنيل احترام وثقة المحيطين.

بفضل هذه العناصر وغيرها أصبح Ant-Man عملًا لطيفًا ومختلفًا، وسط جدول مارفل الكبير والمتضخم. مشاهدة الفيلم بترتيب عرضه الزمني بعد فيلم أفنجرز الثاني، وقبل فيلم كابتن أمريكا الثالث، كانت أقرب لتناول وجبة سناك خفيفة لذيذة، وسط وجبات دسمة متتالية!

المطب الهوليوودي المعاصر

الآن يأتي الفيلم الثاني بعد أن أحببنا الشخصية وتعاطفنا معها، ليمنحنا مهمة جديدة يتوغل فيها البطل لزيارة عالم ذي أبعاد وقوانين فيزيائية مختلفة عن عالمنا. عالم الكم أو الـ Quantum realm.

لكن بدلًا من التركيز على الشخصية الرئيسية أكثر وأكثر سواء ككوميديا أو دراما، أو حتى إضافة شخصيات أخرى مهمة ومثيرة فعلًا – وهما المهمتان التي نجح فيهما فيلم ديدبول 2 بامتياز – عرقلت مارفل هذه المرة نفسها بنفسها، واختارت السير في اتجاه مطب سخيف اسمه (اللمسة النسوية).

اقرأ أيضًا: ديدبول ينعي نفسه ويصلح هوليوود في Deadpool 2

هوليوود تحتاج إلى مزيد من الشخصيات النسوية البطولية.

العبارة السابقة التي أصبحت كليشيهًا يتردد حاليًا بانتظام على ألسنة كل النجمات والنسويات في اللقاءات الصحفية، لا تمثل مشكلة في حد ذاتها، بشرط أن تتحلى هذه الشخصيات فعلًا بصفات مسلية وبممثلات ذوات حضور، وبقصص تؤسس لوجودهم بشكل سلس. تحقق هذا العام الماضي مثلًا في فيلم Wonder Woman الذي أنتجته شركة وارنر.

هنا سحبت مارفل البساط نسبيًا من تحت أقدام الرجل النملة، وقررت منح وقت أكبر ومتقارب لشخصية الدبورة/هوب فان داين، التي تقوم بدورها إيفانجلين ليلي لثاني مرة. ليلي ممثلة جيدة لكن لا توجد لدى الشخصية نفسها، إذا تجاوزنا جمالها الأنثوي، ما يجعلها مسلية أو مضحكة أو مثيرة للاهتمام للدرجة مقارنة بالبطل.

الأزمة تضاعفت، لأن قرار مارفل بصبغ الفيلم بطابع نسوي امتد ليشمل اختيار شخصية شريرة أنثوية، تلعب دورها الممثلة هانا جون كامين، ويقدمها الفيلم في إطار بصري أقرب للأشباح. كامين تفتقد للحضور والهيبة المطلوبة، وبفضل أدائها السطحي الساذج، فقدت الشخصية أي تأثير سريعًا، وأصبحت من أكبر مصادر الملل والتشتت في الفيلم.

الواجب المدرسي الثقيل

السيناريو الذي اشترك في كتابته 5 أفراد منهم بول رود نفسه، لم يساعد الشخصيتين بشكل كافٍ بالتأكيد، والمحاولات المتكررة لفرض وجودهما على الأحداث توحي بأن الكتابة تمت تحت ضغوط بدلًا من الإبداع. شيء أقرب لطريقة كتابة واجب مدرسي سخيف، فرضته مارفل على فريق السيناريو! نريد أنثى في كل صفحة بلا استثناء هيا!

اقرأ أيضًا: ديناصورات سبيلبرج بدون طفرات في Jurassic World: Fallen Kingdom

حتى ميشيل فايفر بكل تاريخها السينمائي وحضورها المعروف، لم تنجح في شحن شخصيتها هنا بشيء يبرر اختيار ممثلة في وزنها للدور. الدور نمطي ويمكن لأية ممثلة تليفزيونية متوسطة المستوى القيام به. لكن على كل حال، أتعشم أن تتغير الأمور بخصوصها مستقبلًا باعتبار الفيلم أول محطة للشخصية.

من الطريف هنا أن أذكر أن لويس صديق البطل اللاتيني الأصل، الذي عرفناه من الفيلم الأول، نجح رغم تواضع عدد مشاهده في إثارة الاهتمام والتسلية أكثر من كل شخصيات الفيلم النسوية مجتمعة، وأن مايكل دوجلاس نجا نسبيًا من هذه الفوضى مقارنة بالباقين.

طوق النجاة

يظل الجانب البصري المسلي الذي قدمه المخرج بيتون ريد، هو طوق النجاة الأساسي للفيلم. اللعب على وتر أحجام متعددة للبطل طبقًا لاختلاف الموقف والتحدي، أو وتر ثباته في حجم ما رغمًا عنه، خلق مساحة طريفة للأكشن والمطاردات. مساحة أقرب لأفلام المغامرات العائلية المرحة التي سيطرت على حقبة الثمانينات، مقارنة بالحقبة الحالية.

وكالعادة نجحت مارفل بفضل مشهد ما بعد التترات، في ربط أحداث فيلمها هنا، بما شاهدناه في نهاية فيلمها السابق Avengers: Infinity War. وفي هذه النقطة تحديدًا تستحق مارفل دومًا الإشادة؛ لقدرتها الفائقة على ربط عالمها، ليصبح أشبه بمسلسل نتابع حلقاته على شاشات السينما.

اقرأ أيضًا: كل شيء ولا شيء في “أفنجرز انفينيتي وور”

بقي أن تنجح في فيلمها القادم Captain Marvel الذي ستقوم ببطولته بري لارسون، في تدشين شخصية أنثوية مثيرة للاهتمام فعلًا، وتستحق فيلمها المستقل. لكن حاليًا سيظل Ant-Man and the Wasp مثالًا مهمًا لفيلم خسر الكثير والكثير بسبب الإصرار على حشر لمسات وشخصيات نسوية أغلب الوقت بدون داعٍ. هذه حقيقة سيعترف بها الملايين مستقبلًا، حتى لو كانت الميديا تصمم حاليًا على مجاملة الفيلم لنفس السبب. ومن المؤسف أن الأجندات السياسية، أصبحت الآن دافعًا لتمجيد فيلم لا لشيء إلا بسبب أصل علته وأساس عيوبه ومساوئه فنيًا.

باختصار:

رغم الثراء البصري في تنفيذ العديد من المشاهد والمطاردات، يسقط الرجل النملة هنا كضحية للدغة الدبورة المملة وزميلاتها وضغوط الفيمنست، ويعود بفيلم أقل تسلية من الأول.

رابط مختصر
للمشاركة لـ فيسبوك

موضوعات متعلقة

التعليقات (0)

يجب عليك .. تسجيل الدخول أو التسجيل لتتمكن من التعليق.

تعليقات الفيسبوك