من “حديث مع الله” إلى أزمة المناديل والقمر.. 3 معارك في حياة الشعراوي | هاني عمارة

من “حديث مع الله” إلى أزمة المناديل والقمر.. 3 معارك في حياة الشعراوي | هاني عمارة

5 Nov 2019
هاني عمارة دقائق.نت

هاني عمارة

باحث في جماعات الإسلام السياسي والتراث الإسلامي

رابط مختصر
للمشاركة لـ فيسبوك
حجم الخط

الجدل حول الشيخ محمد متولي الشعراوي قديم.. بدأ منذ لمع نجمه في مصر، ومعها اندلعت معارك شخصية وفكرية مع شخصيات عامة انتصر في معظمها، إما باعتذار خصومهم أو “إسكاتهم”.. في السطور التالية نتناول ثلاثًا من أشرس تلك المعارك.

توفيق الحكيم

بدأت معركة الشيخ محمد متولي الشعراوي مع توفيق الحكيم عندما نشر الحكيم مقالات “حديث مع وإلى الله” في جريدة الأهرام في 1983. غضب الشيخ متعللًا بأنه “لا يجوز مثل هذا الحوار مع الذات الإلهية”.

امتثل توفيق الحكيم للحملة التي قادها الشعراوي وشاركه فيها آخرون، بينهم مرشد الإخوان عمر التلمساني، فغير الحوار إلى “خواطر”.

لاحقًا، عقدت جريدة اللواء الإسلامي ندوة مع توفيق الحكيم عن “حديثه مع الله” استمرت الندوة أربع ساعات كاملة، وكان ممن شارك فيها الشعراوي الذي رد على ما كتبه الحكيم قائلًا: “الأستاذ توفيق الحكيم لم يقل لنا كيف كلمه الله.. هل واجهه أم أرسل إليه ملكًا أم ماذا حدث؟”

الشعراوي اعتبر أن الحكيم “قيد مرادات الله بمراداته، فجعله يقول ما يريد عقله أن يقوله، وقيد إرادة الله بإرادة البشر”، وهو ما اعتبره “اجتراء جسيم على الله فاعله موعود بالويل، مضيفًا أن الحكيم “استباح لنفسه ما لم يبحه الله لنبيه محمد”.

رد الحكيم صدر في كتاب “الأحاديث الأربعة والقضايا الدينية التي أثارتها”، قال فيه إن أحاديثه لم تزد عن كونها “نوعًا من المناجاة مع الله بلغته الخاصة وثقافته الخلاصة تعبيرًا عن حبه الخالص”.

الحكيم أعلن رفضه لـ “الفكر الذي يصدر بلا تفكر عن غير عقله الذي خلقه الله ليفكر، أو يرتدي بلا مناقشة ما خرج من قلب وعقل الآخرين دون تأمل أو وتمحيص”، مستشهدًا بكتابات السابقين الذين نسبوا الأحاديث إلى الله شعرًا ونثرًا في أساليب جريئة.

جرائم السلطة الاجتماعية في حارتنا .. الحلقة الغائبة بين الحكم والقانون

يوسف إدريس

معركة يوسف إدريس مع الشيخ محمد متولي الشعراوي بدأت عندما كتب ينتقد طريقته وأسلوبه ومجاملاته للسلطة، وطالبه بعدم إعطاء السادات الهالة الكبيرة التي تدور حوله.

تقول ابنة الأديب الراحل إن انتقاد الشعراوي وضع إدريس هدفًا لهجوم قوي يحوي كلامًا جارحًا وانتقادات لا حصر لها، لكنه تأكد أن الهجوم منساق فقط وراء حب الشعراوي وبلا منطق.

لم تتوقف انتقادات يوسف إدريس للشعراوي رغم الهجوم، فوصفه في كتاب “فقر الفكر وفكر الفقر” بـ “ممثل نصف موهوب لديه قدرة على إقناع الجماهير البسيطة وقدرة على التمثيل والحديث بالذراعين وتعبيرات الوجه، مع جيب كبير مفتوح دائمًا للأموال”.

اقتبس إدريس من الشعراوي قوله عن السادات “لا يُسأل عما يفعل”، ليقول إنه يرتكن بظهره منذ البداية على حكومة السادات القائمة، و”ينفذ أوامر سادته وأمرائه، بحيث إن مذابح لبنان كانت ولا تزال، بينما الشعراوي لا يزال يُفسّر في صفحتين من سورة البقرة”.

هجوم إدريس قوبل باستهجان من وزير الثقافة حينها أحمد هيكل، الذي وصف الانتقاد بـ “الساقط”، ووصف الشعراوي بـ “مفخرة مصر”، بينما اعتبر سعد الدين وهبة أنه “إسفاف لا علاقة له بأي فكر أو ثقافة”.

اعتذر إدريس في مقال بجريدة الأهرام، قاله فيه إن ما ورد بالكتاب مجرد “خطأ فني مطبعي لا يتسق مع تقديره ووده للشيخ رغم اختلاف الفكر والرؤى، باعتباره أهم ظاهرة إسلامية منذ عهد الأئمة الكبار”.

المعركة انتهت بالصلح في مستشفى ولنجتون في لندن، حيث كان الشعراوي وأدريس يتلقيان العلاج في وقت واحد.

لماذا يحظى الشعراوي تحديدًا بكل هذه الشعبية؟ | هاني عمارة

زكي نجيب محمود

بدأت المعركة عندما انتقد زكي نجيب محمود “الحقد على الغرب الناتج عن العجز الحضاري، والادعاء بالتميز المتوهم؛ كون الغرب يملك العلم وأدوات الحضارة، بينما لا نملك إلا مجموعة كتب تراثية قديمة لا يرتبط معظمها بالعصر الذي نعيش فيه”.

محمود استشهد بسخرية الشيخ محمد متولي الشعراوي من الحضارة الغربية في إحدى حلقات تفسيره التليفزيونية، حين انتقد فرحة الغرب بالصعود إلى القمر، ليخرج ورقة من علبة مناديل ويلوح بها في الهواء، معتبرًا أن “الورقة أنفع من صعود القمر”.

التصرف استفز محمود، باعتبار أن الشعراوي أول المستفيدين من صعود القمر؛ لأن “الأقمار الصناعية التي تنقل أحاديث الشيخ إلى العالم كله هي إحدى النتائج الفرعية لهذا الصعود”، والتليفزيون والكاميرات التي تدخله ملايين البيوت هي نتاج العلم الغربي.

مشكلتنا مع المقدس


ملف أفخاخ الإسلاميين في دقائق


سيد قطب| قصة معالم في الطريق | عبد السميع جميل

أقسام التوحيد عند ابن تيمية.. مفتاح تكفير المسلمين | عبد السميع جميل

في ذكرى معروف الرصافي.. هل حان الوقت لمراجعة قرار منع كتابه الشخصية المحمدية؟ | مارك أمجد

الإسلام وأصول الحكم.. قصة كتاب كشف ملامح مصر بعد ثورة 1919


رابط مختصر
للمشاركة لـ فيسبوك

موضوعات متعلقة

التعليقات (0)

يجب عليك .. تسجيل الدخول أو التسجيل لتتمكن من التعليق.

تعليقات الفيسبوك