تحمل ورشة البحرين عنوان “السلام والازدهار.. مفتاح التنمية الاقتصادية والاستثمار في الضفة الغربية وغزة والمنطقة”. وتنطلق أعمالها في العاصمة المنامة يومي 25 و26 يونيو/ حزيران.
وتأمل الولايات المتحدة في كسب دعم المشاركين لجزء “الرؤية الاقتصادية” كنصف أول من “الصفقة النهائية” التي ينوي الرئيس دونالد ترامب طرحها بشكل مفصل خلال العام الحالي “صفقة القرن”.
وكشفت رويترز – بعد الاطلاع على وثائق البيت الأبيض – أن حجم الخطة يقدر بنحو 50 مليار دولار، وأنها تدعو لإقامة صندوق استثمار عالمي لدعم اقتصاديات الفلسطينيين والدول العربية المجاورة، وبناء ممر يربط الضفة الغربية وقطاع غزة.
الإنفوجرافيك التالي يوضح معالم الخطة، التي تشمل 179 مشروعًا للبنية الأساسية وقطاع الأعمال.
يعمل جاريد كوشنر، مستشار ترامب، وفريقه منذ عامين على خطة مفصلة لتحقيق حل نهائي للصراع في الشرق الأوسط فيما عُرف بـ صفقة القرن.
ورأت إدارة ترامب أن الوقت ليس مناسبًا لطرح الجانب السياسي من الخطة لأسباب بينها الانتخابات العامة في إسرائيل. وتقول إن الابتكار الحقيقي يكمن في الجزء الاقتصادي.
يقول كوشنر إن إدارة ترامب فكرت بالعراقيل التي أوقفت محاولات حل الصراع طويل الأمد في الشرق الأوسط، معتبرًا أن الاقتصاد سيوفر سببًا مهمًا لنجاح المبادرة.
يضيف كوشنر: “كان من الواجب استغلال الأموال التي يتم ضخها في المنطقة للحصول على نتائج أفضل، لذلك وضعنا خطة سياسية – اقتصادية”.
ويعترف جاريد كوشنر بأنه “لا يمكن دفع الخطة الاقتصادية إلى الأمام دون حل القضايا السياسية كذلك”، ويقول إن إدارة ترامب “ستعالج ذلك في وقت لاحق”.
قررت السلطة الفلسطينية مقاطعة ورشة البحرين باعتبار أن صفقة القرن “تنهي القضية الفلسطينية”، وأنه لايمكن التعامل مع وضع اقتصادي دون حل سياسي، بحسب الرئيس محمود عباس.
وضغطت السلطة على الأطراف الأخرى لاتخاذ موقف مماثل، ليعلن السفير الصيني في رام الله قواه وي، مقاطعة ورشة البحرين ضمن اتفاق روسي صيني.
وفي مقابلة مع وكالة أسوشيتيد برس، شبه رئيس الوزراء الفلسطيني محمد شتية خطة العمل الأمريكية بـ “الابتزاز المالي”، بينما وصف وزير التنمية الاجتماعية أحمد مجدلاني الفلسطينيين المشاركين بـ “متعاونين مع الولايات المتحدة وإسرائيل”.
وأعلن اتحاد جمعيات رجال الأعمال الفلسطينيين، والاتحاد الفلسطيني للصناعات، ومركز التجارة الفلسطيني، والاتحاد الفلسطيني للغرف التجارية والصناعية، ومنتدى سيدات الأعمال، وغرفة التجارة الأمريكية الفلسطينية مقاطعة الورشة.
ولن يشارك من رجال الأعمال الفلسطينيين سوى أشرف الجعبري ومحمد عارف مساد، اللذين أعلنت عائلتيهما التبرؤ منهما واتهمتهما بالخيانة.
قررت الولايات المتحدة عدم إشراك ممثلين رسميين عن الحكومة الإسرائيلية في ورشة البحرين بعد إعلان السلطة الفلسطينية مقاطعتها.
رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو رفض التقليل من أهمية مشاركة إسرائيل، مؤكدًا أن “الإسرائيليين سيشاركون في ورشة البحرين المهمة”.
تمثيل إسرائيل سيقوده الجنرال السابق يوآف مردخاي، الذي شغل منصبي رئيس مكتب الحكومة في المناطق الفلسطينية.
ويتحدث يوآف مردخاي العربية بطلاقة، ويرأس حاليًا شركة نوفارد الاستشارية الدولية.
ويكشف مقال كتبه لـ “تايمز أوف إسرائيل” في فبراير/ شباط، رؤيته حول التعاون الاستراتيجي والاقتصادي باعتبارهما الفرصة الأهم لتوسيع العلاقات بين العرب وإسرائيل، وهو الأساس نفسه الذي تقوم عليه ورشة البحرين.
وكشفت رويترز أن شريكًا آخر من نوفارد سيشارك في الوفد الإسرائيلي، لكن مصادرها لم تكشف هويته، مكتفية بالإشارة إلى أنه “جنرال مخضرم في أجهزة الأمن”.
وقال راديو إسرائيل إن مدير مستشفى ونشطاء اجتماعيين سينضمون للوفد.
يحدد جارد كوشنيريحدد هدف ورشة البحرين بـ “محاولة بناء إجماع حول أفضل الخطوات التي يمكن أن يتخذها المجتمع الدولي لتطوير الأساس لمستقبل مزدهر في المنطقة، خاصة للفلسطينيين”.
وتستهدف الورشة تسليط الضوء على الفوائد الاقتصادية التي يمكن جنيها إذا توصلت الأطراف إلى حل ينهي النزاع الإسرائيلي الفلسطيني، عبر تطوير البنية التحتية والصناعة والاستثمار في البشر والإصلاحات الحكومية “لجعل المنطقة قابلة للاستثمار قدر الإمكان”.
وقال المسؤول إن البيت الأبيض يعتقد أن الخطة ستبرز إمكانات المنطقة بأسرها؛ باعتبار أن تحقيق سلام لن يفيد الضفة الغربية وقطاع غزة فحسب، بل الأردن ولبنان وإسرائيل ومصر، لتصبح الاقتصادات متكاملة.
ويأمل كوشنر في أن المشاركين سيخرجون برؤية واضحة وإيجابية يمكنها إقناع السلطة الفلسطينية بالعودة للحوار.