أوقات عصيبة لعشاق تارنتينو في Bad Times at the El Royale

أوقات عصيبة لعشاق تارنتينو في Bad Times at the El Royale

20 Oct 2018
حاتم منصور
رابط مختصر
للمشاركة لـ فيسبوك
حجم الخط

سبعة غرباء يلتقون في مكان لأول مرة، لتبدأ بينهم سلسلة من المفاجآت والصراعات والمواقف الغريبة، التي نتعرف بفضلها تدريجيًا على ماضي وطباع تلك الشخصيات، ونواياهم الحقيقية من الوجود في هذا المكان.

الحبكة الروائية السابقة أثبتت فاعليتها عشرات المرات، وحقق بها البعض نجاحات متواصلة، مثل أجاثا كريستي.

إذا أضفنا حوارات غريبة، وعنفا دمويا تظهر تفاصيله بوضوح، وتوظيفا لكلاسيكيات غنائية على خلفية الأحداث، وتقسيما للقصة في شكل فصول نقرأ عناوينها على الشاشة، وتتابع سرد لا يلتزم بزمن خطي، يصبح لدينا خلطة أقرب ما تكون لأفلام المخرج الأمريكي المعروف كوينتن تارنتينو، خاصة فيلمه الأخير الثمانية المكروهون The Hateful Eight.

لكن للأسف، لا يوجد سوى تارنتينو واحد، والمقارنة شبه الحتمية التي فرضها السيناريست والمخرج درو جودارد على فيلمه أوقات عصيبة في الرويال Bad Times at the El Royale يصعب أن تنتهي لصالحه.

إعلان Bad Times at the El Royale

التطويل عيب رئيسي في هذا الفيلم البوليسي الذي تدور أحداثه أواخر الستينيات، ويمتد عرضه الى 140 دقيقة، خاصة في نصفه الأول، الذي يتضمن تمهيدًا وتعريفًا مبدئيًا بالشخصيات، ويحاول فيه جودارد استلهام قدرة تارنتينو على إثارة المتفرج بدردشة طويلة بين شخصين أو أكثر، دون نفس الفاعلية.

أغلب هذه الحوارات تبدأ وتنتهي دون أن تضيف شيئًا مهمًا، أو تؤسس لشيء سيحدث لاحًقا، وبعضها مكرر بشكل يستلزم الحذف.

اقرأ أيضًا: توم هاردي ينجو من سموم Venom

رغم هذا العيب، يمكن القول أن النصف الأول نجح على الأقل في خلق ترابط بين المتفرج وبعض هذه الشخصيات، بفضل طاقم ممثلين ثقيل الوزن.

من اليمين: سينثيا إيريفو – جيف بريدجيز – جون هام

الإنجاز اللافت أيضًا طوال الفيلم على المستوى البصري، أن جودارد نجح بفضل الديكورات، وطابع الإضاءة والألوان الملفتة التي تعتمد على مصابيح النيون، في تحويل الفندق الذي تدور فيه الأحداث، إلى شخصية إضافية حاضرة ومؤثرة طوال الوقت.

بداية النصف الثاني تتضمن أمتع المشاهد، عندما نصل أخيرًا لنقطة الانفجارات والصراعات. أخص بالذكر مشهدًا فريدًا يجمع بين الغناء والشد العصبي، استفاد جدًا من قدرات الممثلة المسرحية والمطربة الصاعدة سينثيا إيريفو. قد يكون هذا عام حظها؛ لأنها شاركت أيضًا في فيلم Widows الذي يراهن كثيرون على لحاقه بسباق الأوسكار.

اقرأ أيضًا: أهم دستة أفلام في النصف الثاني من 2018

مع فيلم من هذا النوع نحتاج لختام قوي، للحظات ذروة تُشبع وتفوق كل ما سبقها من تشويق. في هذه الجزئية تحديدًا يسقط الفيلم بغرابة للأسف. الصراعات النهائية والإجابات الأخيرة التي توضح لنا حقيقة الكل، أقل إثارة عما سبقها.

رهان خاسر

رهان جودارد غير الموفق على بعض الشخصيات من أسباب هذا السقوط. أخص بالذكر هنا الشخصية التي يؤديها كريس هيمسورث. الواضح أن جودارد أراد لهذه الشخصية حضورًا طاغيًا يجعلها أقرب لمجانين وأنبياء الذبح والعنف الذين انتشروا في الستينيات من أمثال شارلز مانسون. لكن إجمالًا، جسد هيمسورث المتناسق الذي استعرضته الكاميرات أكثر من مرة، وأداؤه العابث، لم يكف لتأسيس الانطباع المطلوب.

كريس هيمسورث

التأثير الباهت لهذه الشخصية، في رقبة جودارد أكثر من هيمسورث؛ لأنه لم يمنحها اللازم سواء كسيناريست أو كمخرج.

قد يكون من المهم هنا أن أذكر أن شارلز مانسون، ضمن شخصيات فيلم تارنتينو القادم Once Upon a Time in Hollywood، وهو ما يجعل جودارد متأثرًا أيضًا بمشاريع تارنتينو المقبلة، وليس فقط بأفلامه التي شاهدناها بالفعل!

اقرأ أيضًا: المفترس يلتهم نفسه في The Predator

بالنظر لفيلم جودارد الأول كمخرج The Cabin in the Woods الذي تضمن مزجًا غريبًا ومنعشًا بين الرعب والكوميديا والفنتازيا، ولأعماله الأخرى كسيناريست سواء التليفزيونية مثل Lost – Alias أو السينمائية مثل The Martian، الذي نال عنه ترشيحا للأوسكار، يمكن القول أن فيلمه الثاني هنا، خطوة للأمام كمخرج من حيث الإتقان البصري، وخطوتين للخلف كسيناريست.

محاولته لتقديم رسالة حب إلى سينما تارنتينو، انتهت بمقارنة حتمية جعلت من فيلمه ضحية لسينما وخلطة، تبدو نظريًا بسيطة جدًا وسهلة الفهم والنقل، لكن يصعب استنساخها. بصياغة أخرى، لا يمكنك صناعة فيلم بخلطة تارنتينو، إلا إذا كنت تارنتينو!

باختصار:

شخصيات جذابة، وطابع بصري ثري، وأداء ممتاز من جيف بريدجيز وجون هام وسينثيا إيريفو، في حبكة جريمة مثيرة، أفسدها التطويل والنهاية الباهتة، والمقارنة الإجبارية مع أفلام تارنتينو.

رابط مختصر
للمشاركة لـ فيسبوك

التعليقات (0)

يجب عليك .. تسجيل الدخول أو التسجيل لتتمكن من التعليق.

تعليقات الفيسبوك