تايوان تعلمت درس السارس في 2003. أنشأت آلية استجابة صحة العامة التي مكنتها من اتخاذ إجراءات سريعة للأزمة المقبلة.

في منتصف يناير، أرسلت تايوان بعثة تقصي حقائق إلى الصين.

كولاس يوتاكا، ممثل حكومة تايوان يقول لـ “إن بي سي نيوز”: لم يسمحوا لنا برؤية ما لا يريدون رؤيته، لكن خبراءنا شعروا بأن الوضع ليس على ما يرام.

وفور ظهور كورونا الجديد، تحرك مركز القيادة الصحية الوطنية – الذي تأسس بعد انتشار السارس – استجابة للتهديد المحتمل، وفقًا لتقرير مجلة الجمعية الطبية الأمريكية. شكل فرق إدارة أزمة من المسؤولين ذوي الخبرة المدربين جيدًا، وفعل هياكل إدارة الطوارئ.

جيسون وانغ، طبيب تايواني وأستاذ مشارك في طب الأطفال بجامعة ستانفورد، ومؤلف مشارك في تقرير الجمعية الطبية الأمريكية، يؤكد أن بلاده نفذت فورًا قائمة تضم 124 بروتوكولًا للسلامة في 5 أسابيع لحماية الصحة العامة.

السياسات تجاوزت مراقبة الحدود؛ شملت اختبار القادمين من ووهان منذ 20 ديسمبر، وحظر السفر من مناطق صينية، ووقف حركة الموانئ.

تقرير السياسات الصحية في ستانفورد يقول إن تايوان فحصت الحالات المشتبه بها بحثًا عن 26 فيروسًا، بما في ذلك السارس وفيروس كورونا الجديد، وعزل الركاب الذين ظهرت عليهم أعراض في المستشفيات أو ألزمتهم بالحجر المنزلي حسب الضرورة، بحسب بيزنس إنسايدر. وفرضت تايوان عقوبات صارمة على مخالفة أوامر الحجر المنزلي.

وفرضت تايوان عقوبات لنشر معلومات مضللة عن كورونا. كما أمرت ببث إعلانات خدمة عامة كل ساعة عن كورونا الجديد، بما في ذلك كيفية انتشاره والوقاية من العدوى، بحسب إن بي سي نيوز.

تحركت تايوان كذلك لزيادة إنتاج الكمامات محليًا، وحظرت تصديرها. كما عممت اختبار كورونا الجديد، بما في ذلك إعادة اختبار الأشخاص الذين أبلغوا عن التهاب رئوي غير المبرر سابقًا.

ومع تحول نتائج المصابين بفيروس كورونا إلى سلبية، أعادت تايوان اختبارهم مع متابعة الحالات الجديدة.

كان هذا بينما كانت الدول الأخرى لا تزال تناقش ما إذا كان يجب اتخاذ إجراءات لمنع وصول كورونا من عدمه.

3 سيناريوهات علمية تجيب سؤال: من أين جاء كورونا؟| قوائم في دقائق

طرح الخبراء سؤالاً حول كيفية إبقاء تايوان كورونا تحت السيطرة عندما فشلت معظم دول العالم.

فهم بنود العمل التي نفذتها تايوان سريعًا، وفعالية هذه الإجراءات في منع انتشار وباء واسع النطاق، قد يكون مفيدًا لبلدان أخرى، بحسب خبراء لسي إن إن.

تايوان واحدة من الأماكن القليلة في العالم التي كافحت كورونا دون اللجوء إلى إجراءات تقييد صارمة. التجربة مهمة خصوصًا لأنها نموذج لمكافحة كورونا في الدول الديمقراطية، بعدما راج أن الحكومات الاستبدادية فقط مثل الصين يمكنها السيطرة على مثل هذا الفيروس المنتشر بسرعة.

تايوان في وضع قوي الآن، بعد أسابيع من حظر تصدير الكمامات لضمان الإمدادات المحلية، قالت الحكومة إنها ستتبرع بـ 10 ملايين قناع للولايات المتحدة وإيطاليا وإسبانيا وتسع دول أوروبية أخرى، وكذلك الدول الأصغر التي لها علاقات دبلوماسية معها.

الصين في مواجهة كورونا | القمع ينجح أحيانًا.. لكن هل تتوسع التجربة؟ | س/ج في دقائق

تمعت تايوان بصفة مراقب في منظمة الصحة العالمية حتى 2016، قبل أن تضعط الصين على حلفائها لطرد تايوان مع انتخاب الرئيسة تساي إنغ ون المؤيدة للاستقلال.

المتحدثة باسم الخارجية الصينية هوا تشونينغ قالت إن “جميع الأطراف تدرك بوضوح أن أعضاء منظمة الصحة العالمية يجب أن يكونوا دولًا ذات سيادة”.

تجادل منظمة الصحة العالمية بأن استبعاد تايوان لا يؤثر على مشاركة المعلومات، مع استمرار تفاعل الخبراء التايوانيين مع الزملاء الدوليين. قالت إن”عضوية تايوان متروكة للدول الأعضاء”، وإن تايوان تحصل على المعلومات بموجب اللوائح الدولية، وإن خبيرين تايوانيين شاركا في منتدى إلكتروني نظمته في فبراير مع أقرانهم من جميع أنحاء العالم حول مكافحة كورونا.

لكن مسؤولي تايوان ومراقبين دوليين، اشتكوا من التأثير السلبي خلال وباء السارس وأزمة كورونا.

ناتاشا قسام، خبيرة شؤون الصين وتايوان في معهد لوي الأسترالي، قالت في وقت مبكر من جائحة كورونا إن غياب قنوات مباشرة أدى لعدم دقة أرقام الحالات في تايوان، مما دفع المنظمة للاعتماد على الصين لمعرفة أرقام الجزيرة. كما شكت تايوان مرارًا من نقص الوصول إلى بيانات منظمة الصحة العالمية ومساعدتها.

لكن الوضع ربما ساعد تايوان التي أجبرها نقص المعلومات على المضي منفردة واتخاذ قرارات مبكرة بشكل مستقل عن إرشادات المنظمة.

الآن يشكو مسؤولو تايوان من العكس. يقولون إن استبعادهم يمنع الجزيرة من أداء دورها الكامل في الاستجابة العالمية، بحسب سي إن إن.

ناشيونال انترست طالبت المجتمع الدولي، وخاصة الاتحاد الأوروبي، بالضغط لضم تايوان للمنظمة بشكل فعال، للاستفادة من تجربتها مع كورونا الجديد، ورغبتها في التعاون مع العالم.

وقالت: بينما يدرس العالم مواجهة الأوبئة المستقبلية بشكل أكثر فاعلية، هناك دروس مهمة يمكن تعلمها من استجابة تايوان لكورونا والسارس وأنفلونزا الطيور.