٣ خطوات تضعك على طريق التفكير الذكي “العلمي المنهجي” | حيدر راشد

٣ خطوات تضعك على طريق التفكير الذكي “العلمي المنهجي” | حيدر راشد

19 Jun 2018
رابط مختصر
للمشاركة لـ فيسبوك
حجم الخط

٣ خطوات تضعك على طريق التفكير الذكي “العلمي المنهجي”:

1. وظف ذاكرتك جيدا

فلا تجعلها آلة تسجيل، بل دليل مكتبة أو مقسم تليفونات.

في عصر المعلومات والنشاط المتسارع، يمكن القول بأن الأفكار والحقائق تدخل في مزايدة مستمرة على عقلك، وأنت المسؤول عن البت في هذا التنافس ومنح كل معلومة ثمنها المستحق.

“دماغ الإنسان في الأصل عليّة صغيرة فارغة، وعليه حشوها بالأثاث الذي يختاره”، يقول شيرلوك هولمز.

وهذا الحذر لا يقتصر فقط على نوعية المعلومات التي تحتل مكانا وتترسخ في الدماغ، بل يمتد إلى الصلات والركائز التي تنشأ بينها وتساهم في ديمومتها.

لا عجب أن يكتب نجاح واسع للطريقة التي اخترعها توني بوزان لاستعمال الخرائط الذهنية، لأنها تمثيل مرئي للروابط التي يكونها الدماغ بين معطيات الحواس والإدراك.

تقول ماريا كونيكوفا في كتاب (العقل المدبر: كيف تفكر مثل شارلوك هولمز): “عندما نحاول تذكر شيء ما، فإننا لا نستطيع فعل ذلك إن لم يكن هناك الكثير من الأشياء المتكدسة في الطريق. الأمر كله يعتمد على تنظيم علية دماغي، وكيف قمت بترميز الذاكرة لأبدأ بها، وعلى الإشارات التي تحفز استرجاعها الآن، ومدى منهجية وتنظيم عملية التفكير لدي، من البداية حتى النهاية”.

اقرأ أيضا: متى ننصت لصوت العقل؟

2. هذّب تفكيرك

” أخطاء التفكير” يقول رولف دوبلي في كتاب (فن التفكير الواضح)، “هي انحرافاتٌ ممنهجة عن العقلانية، التي هي الوجه المثالي والمنطقي والعاقل في التفكير والسلوك.

إن كلمة «ممنهج» كلمة مهمة؛ لأننا كثيرًا ما نُخطِئ في نفس الاتجاه؛ فأن نُغاليَ في تقدير معارفنا أكثرُ شيوعًا من أن نُقلِّل من شأن معارفنا.

كما أن خطر فقدان شيء يحفِّزنا دائمًا للحركة أسرع من إمكانية كسب شيء.

قد يُحدِّثنا عالِم رياضيات أن توزيع أخطائنا في التفكير منحرف (لا متماثل). ولحُسْن الحظ، أن اللاتماثُل هذا يجعل بعض الأخطاء متوقَّعًا أحيانًا.”

كثيرا ما تكون أخطاء التفكير مكلفة، خاصة لو تعلقت بمشكلات كبرى

يمكن تقسيم هذه الأخطاء إلى ثلاث مجموعات عريضة:

الأوهام الراسخة، التحيزات العقلية، والمغالطات المنطقية.

ومع أنها باتت محل إدانة منذ احترف الإنسان أن يفكر فيما هو أوسع من محيطه المباشر، فلا مفر من الإقرار بأن بعضها يمثل مكونا أساسيا في العقل العامي، لأنها جزء من طبيعة الدماغ الذي تكيف قبل آلاف السنين مع بيئة وأهداف مختلفين تماما عن عالم اليوم.

ولهذا ينبغي التعامل معها بشيء من الروية والتمهل؛ لأن إعلان الحرب الشاملة عليها كثيرا ما يقود “للإفراط في التصحيح،” مهاجما عناصر ومهارات قد تمثل في الواقع جزءا من أدوات التفكير الصحيح.

ولأجل ذلك وجدت كتب مثل (المغالطات المنطقية) للدكتور عادل مصطفى، وكتاب رولف دوبلي المذكور أعلاه.

كما أن كتاب (توقع لاعقلاني) لدان أرييلي يستهدف العديد منها بالبحث في سياق اقتصادي، في الإطار الشخصي والسياسي أيضا.

3. دقق فيما تقرأ

منذ اخترع الإنسان الكتابة وجعل منها صورة تنطق عنه، وشاهدا يبقى بعده، أمكن القول بأن صنوف الكتابة وأنواع الأساليب مختلفة كاختلاف الناس.

ومثلما لا يطيب لك من الناس إلا محمود السيرة، حسن الرفقة، فلا أظنك ترضى بتضييع وقتك مع كتاب مشتت الفكرة، مبعثر الأسلوب، أو يعدك بما لا يعطيك.

اختر كتبا من النوع الذي يصدق عليه قول الجاحظ: “ولولا ما رسمت لنا الأوائل في كتبها، وخلدت من عجيب حكمتها، ودونت من أنواع سيرها، حتى شاهدنا بها ما غاب عنا، فتحنا بها كل مستغلق، فجمعنا إلى قليلنا كثيرهم، وأدركنا ما لم نكن ندركه إلا بهم”.

المطالعة الصحية ضرورية للعقل، كالطعام الصحي للجسد

فأنت في حاجة إلى ما يزيد في رصيدك، وينمي من معرفتك وشعورك، ويجعل منك شخصا أفضل فكرا وأوضح بصيرة.

أرشح لك هنا ثلاثة كتب لم آت على ذكرها من قبل:

(التفكير: السريع والبطيء) لدانيال كانيمان عن عملية إصدار الأحكام واتخاذ القرارات،

(العقل والطيبة في عالم طبيعي) لريتشارد كارير عن الفلسفة الطبيعية وكيف يمكن أن ترشد حياتنا،

و(الصورة الكبرى) لشون كارول عن تاريخ الكون كما أصبحنا ندركه اليوم، وكيف نفهم أنفسنا أفضل عن طريق فهمه.

رابط مختصر
للمشاركة لـ فيسبوك

موضوعات متعلقة

التعليقات (0)

يجب عليك .. تسجيل الدخول أو التسجيل لتتمكن من التعليق.

تعليقات الفيسبوك