صراع ٣ يوليو خارج الحدود المصرية: أمريكا والخليج | س/ج في دقائق

صراع ٣ يوليو خارج الحدود المصرية: أمريكا والخليج | س/ج في دقائق

4 Jul 2019
رابط مختصر
للمشاركة لـ فيسبوك
حجم الخط

غيرت ثورة 30 يونيو في مصر خريطة المنطقة، ومعها تنوعت المواقف الدولية. دول الخليج – ما عدا قطر – دعمت خيارات المصريين منذ اللحظة الأولى، بينما اختار باراك أوباما معاقبة مصر رغم قرار إدارته بعدم اعتبار تدخل الجيش بالاستجابة لمطالب المتظاهرين انقلابًا.

س/ج في دقائق


لماذا تباين موقف أوباما وإدارته حيال الإطاحة بمرسي؟

وسعت إدارة أوباما اتصالاتها بالإخوان بعد 25 يناير، واستمرت بنفس النهج بعد وصول الرئيس الإخواني محمد مرسي إلى السلطة. ستيفن سايمون، المدير التنفيذي للمعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية، وصف العلاقات بين مرسي والرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما بـ “الفعالة بما فيه الكفاية للتوسط في صفقة لإنهاء مواجهة إسرائيل وحماس في غزة”.

في مقاله بنيويورك تايمز، يكشف ديفيد كيركباتريك، مدير مكتب الصحيفة في مصر حينها، أن أوباما واصل دعمه لمرسي حتى اللحظات الأخيرة؛ علنًا عبر الحث على احترام نتائج “الانتخابات الحرة” في مصر، وسرًا عبر اتصال هاتفي بمرسي قبل يومين من عزله ناشده فيها القيام بـ “خطوات جريئة” للتشبث بموقعه، ليرد محمد مرسي واصفًا أوباما بـ “الصديق المخلص”.

يضيف كيركباتريك أن أغلبية إدارة أوباما كانت تؤيد عزل مرسي، وبينهم مسؤول القيادة المركزية جيمس ماتيس، الذي رأي أن “الإخوان والقاعدة يسبحون في نفس البحر”، ومدير وكالة الاستخبارات العسكرية الأمريكية مايكل فلين الذي اعتبر أن “أيديولوجيتي الإخوان والقاعدة واحدة”، وحتى وزير الخارجية جون كيري، الذي وصف مرسي بـ “أكبر مغفل قابله في حياته يقود “مجموعة مخابيل”.

ينقل كيركباتريك عن كيري أن الفريق عبد الفتاح السيسي لم يفعل سوى أن استجاب للإرادة الشعبية من أجل إنقاذ مصر.

بن رودز، نائب مستشار الأمن القومي حينها، قال إن أوباما كان بين من سعوا لتعامل أمريكي مختلف، لكنهم كانوا على جزيرة منعزلة داخل الإدارة.

وفي اجتماع بعد ساعات من الإطاحة بمرسي، استسلم أوباما، ولم يبادر لتوصيف ثورة 30 يونيو بالانقلاب، لكنه تحرك باتجاه تجميد المساعدة العسكرية (1.3 مليار دولار) ومساعدات اقتصادية (250 مليون دولار) وحجب ضمانات القروض (300 مليون دولار) ووقف تسليم معدات عسكرية، وتعليق مناورات النجم الساطع العسكرية المشتركة.


الصديق وقت الضيق… كيف عبر  الخليج عن دعمه لمصر بينما العالم متردد؟

بحسب معهد واشنطن، طور محمد مرسي بيروقراطية إخوانية خاصة هددت أسس السياسة الخارجية المصرية. هذا الجهاز أعطى الأولوية بوضوح لمصالح الجماعة التنظيمية، بما في ذلك إعادة تحديد أولويات الأمن القومي عبر مؤسسة موازية برئاسة مستشاره عصام الحداد، الذي كان يؤدي مهام وزير الخارجية فعليًا.

يضيف المعهد أن التقارب مع إيران، الذي بدأ بزيارات متبادلة بين محمد مرسي ومحمود أحمدي نجاد ثم إقلاع أولى الرحلات التجارية بين القاهرة وطهران، أضر بشكل طبيعي بعلاقات مصر مع دول الخليج باستثناء قطر. ويؤكد المعهد أن علاقات الإمارات والسعودية مع مصر عانت انتكاسة كبيرة في عهد مرسي، الذي وصفه ملك الأردن عبد الله الثاني بأنه لا يحظى بأي عمق في فهم قضايا المنطقة المعقدة.

فور إعلان الإطاحة بمرسي، سارعت السعودية والإمارات لتهنئة الرئيس المؤقت عدلي منصور، وتقديم حزمة مساعدات سخية لمصر، وصلت 12 مليار دولار. تنقل فاينانشيال تايمز عن مصدر سعودي مطلع على إن المساعدات الخليجية لمصر “لم تكن مجرد أداة دبلوماسية، ولكن اعتراف بأن البلاد كانت ركيزة أساسية للاستقرار الإقليمي وأنها أكبر من أن تفشل”.

سياسيًا، كان وزير الخارجية الإماراتي عبد الله بن زايد أول مسؤول رفيع المستوى يزور مصر بعد الإطاحة بمرسي، على رأس وفد ضم أيضًا مستشار الأمن القومي هزاع بن زايد.

وتؤكد الجارديان أن دعم مصر كان أحد أهم بنود زيارة رئيس الاستخبارات العامة السعودية  بندر بن سلطان إلى روسيا في ديسمبر/ كانون الأول 2013.

وتضيف نيويورك تايمز أن وزير الخارجية السعودي الراحل سعود الفيصل زار أوروبا خصيصًا لدفع العواصم الغربية للتراجع عن الجهود المبذولة لمعاقبة مصر.

وفي باريس، قال الفيصل إن الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند أيد خارطة الطريق بعدما عرضت بلاده “الحقائق وليس الافتراضات”، مؤكدًا أن “الأمة غنية وستقدم المساعدة لمصر حال هدد أحدهم بوقفها”.

وتنقل الصحيفة عن أنور ماجد عشقي، رئيس مركز الشرق الأوسط للدراسات الاستراتيجية والقانونية، أن السعودية أوصلت تقييمها للوضع إلى جميع الأصدقاء في الولايات المتحدة وأوروبا.


هل كان الدعم الخليجي كافيًا لموازنة الضغوط الأمريكية؟

تقول نيويورك تايمز إن دعم السعودية والإمارات لمصر بعد 30 يونيو كان كافيًا للتفوق على الضغوط الأمريكية “دون شروط يضعها الكونجرس على المساعدات”. وتضيف التايم أن الدعم المالي كان حاسمًا للحفاظ على ثبات البنك المركزي عبر استقرار العملة وتدفق الائتمان بعدما انخفضت احتياطات النقد الأجنبي لأقل من 15 مليار دولار.

المجلة اعتبرت أن الدعم الخليجي قزم تأثير المساعدات الأمريكية بعدما تجاوزها بعدة أضعاف، بما كان كافيًا لتشجيع وزير الدفاع عبد الفتاح السيسي على التأكيد أن مصر لن نخضع للضغوط رغم علاقاتها الاستراتيجية مع الولايات المتحدة. وبحسب خدمة أبحاث الكونجرس، فإن دول الخليج كانت قادرة على تعويض مصر عن أي أموال تخسرها من الولايات المتحدة أو غيرها من الممولين الدوليين.

الخدمة تشير إلى بعد آخر عندما نقلت عن دبلوماسي عربي – لم تحدد جنسيته – قوله: “إذا قطعت المساعدات الأمريكية، تأكد من وصول الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى القاهرة في غضون شهرين أو ثلاثة، وسيقدم المساعدة بدون قيود”.

وبتجميد المساعدات الأمريكية، دخلت القاهرة مفاوضات مع موسكو لشراء أسلحة روسية، فيما نقلت صحف مصرية عن مصادر رسمية تأكيدها دعم السعودية والإمارات للصفقة.

وتقول الجارديان إن ملك السعودية الراحل عبد الله كان حادًا على غير العادة في دعم مصر، حين قال علنًا: “ليعرف العالم أن السعودية تقف مع مصر ضد الإرهاب والتطرف والفتنة وضد كل من يحاول التدخل في شؤون مصر الداخلية“.

تضيف الصحيفة إن العاهل السعودي – الذي عُرف عنه تفضيل دبلوماسية الكواليس – كان واضحًا جدًا في توجيه خطابه إلى حليفه الآخر، الولايات المتحدة.

وتعهد وزير الخارجية السعودي سعود الفيصل بتعويض مصر عن أي خسارة من أموال الاتحاد الأوروبي أو الولايات المتحدة.

وتقول الجارديان إن السعودية ضغطت على الولايات المتحدة في اجتماعات بين مسؤولي في الخارجية السعودية على دعم التطورات الجديدة في مصر، في وقت كانت الأوضاع لا تزال هشة ولا يمكن التنبؤ بها.

وفي مقال لديفيد كيركباتريك في نيويورك تايمز، يقول إن وزير الخارجية الأمريكي جون كيري ضغط باتجاه تجنب الصدام مع السعوديين والإماراتيين.

مدير المجلس المصري للشؤون الخارجية أمين شلبي يقول إن الدعم الخليجي كان عاملًا رئيسيًا في تثبيت أقدام النظام الجديد وتحول مواقف دول عدة اتخذت موقفًا عدائيًا من ثورة 30 يونيو. “لولا الموقف الخليجي لتغير الكثير”.


رابط مختصر
للمشاركة لـ فيسبوك

موضوعات متعلقة

التعليقات (0)

يجب عليك .. تسجيل الدخول أو التسجيل لتتمكن من التعليق.

تعليقات الفيسبوك