قصة مدينتين: التنافس بين دبي ونيوم “قوي لكن إيجابي” على الإمارات والسعودية| س/ج في دقائق

قصة مدينتين: التنافس بين دبي ونيوم “قوي لكن إيجابي” على الإمارات والسعودية| س/ج في دقائق

16 Feb 2020
الشرق الأوسط
رابط مختصر
للمشاركة لـ فيسبوك
حجم الخط

* بنت دبي سمعتها كمركز أعمال حر في منطقة مليئة بالبيروقراطية.. لكن محمد بن سلمان يعيد تشكيل السعودية.

* الشركات الأجنبية بدأت التوافد على السعودية مع الإصلاحات الأخيرة، لكن بعض العقبات قائمة.

* صعود السعودية يمكن أن يعزز في النهاية الدول الصغيرة المنتشرة على طول ساحلها في الخليج.. يمكن أن يفيد الإمارات كذلك.

س/ج في دقائق


كيف أغرت السعودية المستثمرين بنقل استثماراتهم إليها؟

تقول بلومبرج إن حجم السعودية الكبير، وعدد سكانها البالغ 34 مليون نسمة – أي أكثر من ثلاثة أضعاف سكان الإمارات – يجعلها أكبر سوق في الخليج بفارق كبير عن ملاحقيها. لكن انغلاق المملكة، والقواعد التقييدية للاستثمار، وسلطة هيئة الأمر بالمعروف، أجبرت المستثمرين – حتى ممن يستهدفون السوق السعودي – على الهروب إلى دبي. الحال تغير في الفترة الأخيرة مع بدء تطبيق رؤية ولي العهد محمد بن سلمان الاقتصادية.

عودة الاستثمارات الهاربة إلى السعودية

مايكل بيج، وهي وكيلة توظيف دولية، لاحظت حدوث طفرة في المديرين التنفيذيين، وخاصة في قطاع العقارات، المتطلعين للانتقال للسعودية، والمشاركة في مشاريعها للمدن الجديدة، التي من الممكن أن تتفوق على التطورات الهائلة في دبي، مثل ناطحة سحاب برج خليفة.

وقال توم واتسون، الشريك في مايكل بيج ميدل إيست: “خلال الأشهر الثمانية عشر الماضية، رأينا العديد من القادة البارزين في قطاع العقارات ينتقلون من جميع أنحاء العالم ويتطلعون للمشاركة في مشاريع جيجا السعودية.

تضيف الوكالة أن ولي عهد السعودية محمد بن سلمان يعيد تشكيل السعودية. خلال سنوات فتح أبواب المملكة أمام السائحين، وخفف القيود المفروضة على النساء بشكل كبير، وسمح للسينما بفتح أبوابها للجمهور، مع مهرجان للطهاة العالميين والحفلات الموسيقية والفعاليات الرياضية.

العام الحالي مهم في الرياض؛ إذ تتولى السعودية رئاسة مجموعة العشرين، مع خطط لتعزيز تحولها المذهل بسلسلة من الأحداث خلال العام.

إصلاحات السعودية .. خطوات صغيرة تقطع شوطا كبيرا| إنفوجرافيك في دقائق


هل تزاحم السعودية الإمارات استثماريًا؟

حتى وقت قريب، كانت دبي المكان الأنسب للشركات الناشئة في الشرق الأوسط. بنت سمعتها كمركز أعمال حر في منطقة مليئة بالبيروقراطية. ولي عهد السعودية محمد بن سلمان انتبه لذلك، فخطط مشروع نيوم كمدينة تُبنى من الصفر بتكلفة 500 مليار دولار لتصبح مركزًا عالميًا أكبر من دبي. وبدأ التنافس الاقتصادي غير المعلن، بوصف بلومبرج، التي تقول إن التحول السعودي سيترك آثارًا على الدول المجاورة، التي استفادت منذ فترة طويلة من إنغلاق المملكة.

نجاحات تحققت بالفعل.. لكن بعض العقبات قائمة

حققت السعودية نجاحات بالفعل في استعادة أعمالها التي خسرتها لصالح دول الخليج الأخرى عبر السنوات السابقة. بدأت في جذب الشركات الأجنبية وليس فقط رجال الأعمال السعوديين العاملين في الخارج.

تقول بلومبرج إن العدد المتزايد من الشركات الناشئة التي تتخذ من الرياض مقرًا تشير لشكل من التنافس الاقتصادي غير المعلن بين حليفتي الخليج السعودية والإمارات سيزيد خلال العام الجاري، ضمن جهود تقليل الاعتماد على النفط. لكن طريق التنافس مع الإمارات ما زال طويلًا، وتواجه فيه بعض الصعوبات.

تحول السعودية تزامن مع تبعات مقتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي الذي تقول بلومبرج إنه أثر على سمعة المملكة بالخارج، بينما لم تواجه الإمارات عقبة مماثلة. كذلك بعض الصعوبات اليومية قائمة، بينها إلزام العمال الأجانب في السعودية بطلب “تأشيرات خروج” من أصحاب العمل لمغادرة البلاد، حتى في عطلة نهاية الأسبوع.

ورغم تخفيف القيود المفروضة على الترفيه، لا توجد مقارنة مع دبي، ولا يزال قانون الملابس يؤخر الكثير من النساء. الأمر يتطلب حزم تغييرات سخية أخرى لجذب المواهب.

الإمارات تواجه أزمات هى الأخرى، خصوصًا مع تقلبات أسعار النفط وتراجع قطاع العقارات، لكنها أخذت خطوات إيجابية بإعادة النظر في قواعد الإقامة لتشجيع عدد كبير من المغتربين على البقاء حتى في الأوقات الصعبة.

السعودية من أوائل الدول العشرة الأكثر تحسنًا في تقرير ممارسة أنشطة الأعمال الصادر عن البنك الدولي لعام 2020، بعدما سهلت الحصول على التصاريح والطاقة والائتمان وإنفاذ العقود. لكن الإمارات لا تزال في صدراة دول المنطقة رغم حقيقة أن الفجوة تضيق مع تقدم السعودية.

التحالف الاقتصادي ومشروع نيوم


هل تخصم السعودية من رصيد الإمارات استثماريًا؟

في مقابلة عام 2017، رفض محمد بن سلمان الحديث عن التنافس مع دبي. قال حينها: “لا أعتقد أن هونج كونج أضرت بسنغافورة أو أضرت سنغافورة بهونج كونج”. إنهما تخلقان طلبًا جيدًا حول بعضهما البعض”.

تكامل.. ليس إما / أو

ستيفن هيرتوج، أخصائي شؤون الخليج والأستاذ المشارك في كلية لندن للاقتصاد يقول إن الإمارات قد تكون قلقة من صعود السعودية، لكنه يبدي ثقته في أن دبي لا تتجه لفقدان مكانتها كمركز رئيسي في المنطقة في أي وقت قريب، كونها متقدمة إلى حد بعيد. مع ذلك، يتوقع انتقال الأعمال التي تستهدف السوق السعودي إلى السعودية مع تسهيل الإجراءات البيروقراطية والتفاصيل الاجتماعية.

القاعدة تنطبق على المستثمر السعودي مالك الشهاب، الذي حاول في 2014 مع شريكه روني فروهليتش تأسيس شركتهما في المملكة، والتي كانا يريان دائمًا أنها سوقهما المحلي. لكنهما وجدا صعوبة في العثور على مستثمرين سعوديين، حيث كانت المملكة تفرض حينها قيودًا مشددة على الاستثمار الأجنبي. لكنه يقول الآن إن القواعد تغيرت، فباتت العودة إلى الوطن منطقية.

في الواقع، يقول العديد من المديرين التنفيذيين إن صعود السعودية، والأسواق الجديدة التي ستفتحها، يمكن أن يعزز في النهاية الدول الصغيرة المنتشرة على طول ساحلها في الخليج. هذا هو الخط الذي اتخذه مسؤولو دبي، الذين اعتبروا التحول السعودي بمثابة فوز.

يقول فادي غندور، الرئيس التنفيذي لشركة ومضة كابيتال الشرق الأوسط، ومقرها دبي: “هذه ليست قصة إما / أو، لكنها قصة مزيج، الإمارات – السعودية متكاملان”.


اكتتاب أرامكو .. الموجز الوافي لفهم خطوة التحول الاقتصادي الكبرى في السعودية | س/ج في دقائق

س/ج في دقائق: عام من إصلاحات بن سلمان.. ماذا تغير في السعودية؟ وماذا يقول منتقدوه؟

السعودية.. فرص نهوض الاقتصاد في مرحلة بن سلمان

رابط مختصر
للمشاركة لـ فيسبوك

موضوعات متعلقة

التعليقات (0)

يجب عليك .. تسجيل الدخول أو التسجيل لتتمكن من التعليق.

تعليقات الفيسبوك