الصين في مواجهة كورونا | القمع ينجح أحيانًا.. لكن هل تتوسع التجربة؟ | س/ج في دقائق

الصين في مواجهة كورونا | القمع ينجح أحيانًا.. لكن هل تتوسع التجربة؟ | س/ج في دقائق

11 Mar 2020
رابط مختصر
للمشاركة لـ فيسبوك
حجم الخط

* ظهر الرئيس الصيني في مقاطعة ووهان لأول مرة منذ انتشار فيروس كورونا في ديسمبر الماضي دون كمامة، هل انتصر الحزب الشيوعي في معركته ضد الفيروس الجديد؟

* تجربة الصين في مكافحة المرض وصفت من قبل منظمة الصحة العالمية بأنها الأنجح في التاريخ الحديث وتقدم درسًا لبقية العالم.. ما هي التجربة؟

* التجربة كانت قاسية إلى حد بعيد، تضمنت قمعا غير مسبوق وتعديا كبيرا على الحريات الشخصية. لماذا شكك المشككون في البداية؟

* هل نجحت الصين فعلا؟ وهل تحاول دول أخرى السير على نفس النهج؟

س/ج في دقائق


لماذا تخوف البعض في البداية؟

في بداية ظهور المرض، سيطر المسؤولون الصينيون على الأطباء الذين حاولوا تحذير أقرانهم وعامة الناس من الفيروس الجديد القاتل، ونفوا إمكانية انتقال المرض من شخص لآخر، ما سمح للفيروس بالانتشار في بداية الأمر، وفقُا لوول ستريت جورنال.

بعدها بدأت الصين في اتخاذ إجراءات قاسية للغاية، وصفها مراقبون بعودة لنهج “القبضة الحديدية” في عهد ماوتسي تونج، وحذروا من أن هذا النهج سيتسبب في مفاقمة الأمور بدلًا من معالجتها.

لكن ما حدث هو العكس، أعلنت منظمة الصحة العالمية اقتراب الصين من احتواء الفيروس بشكل كامل على أراضيها. وقالت إن إجراءات العزل تقدم درسًا حيويًا للعالم في كيفية احتواء الفيروس.

لماذا يتكرر ظهور الفيروسات القاتلة في الصين؟| س/ج في دقائق

ماذا فعلت الحكومة الصينية بالضبط؟

اتخذت إجراءات عدة، ظاهرها قمعي:

1/ بعد الاعتراف بالفيروس وخطورته، أغلقت الصين مدينة ووهان لمنع تفشيه إلى مقاطعات أخرى. بعدها أرسلت قوات إنفاذ القانون لمنع الأفراد من مغادرة التجمعات السكنية.

2/نفذت واحدة من أكبر عمليات العزل. أجبرت 500 مليون مواطن على البقاء في منازلهم.

3/ عملت أكبر ثلاث شركات اتصالات في الصين “تشاينا وموبايل وتشاينا كوم” كخط دفاع أول في مكافحة انتشار الفيروس:  قدمت البيانات للحكومة أولًا بأول بتحركات الأشخاص، ما جعل من السهل تتبع حركة المسافرين من وإلى ووهان، كما طورت تطبيقات ذكية تحدد التصنيفات الصحية للأفراد؛ شارات خضراء للمستخدمين الذين لا يعانون من أعراض، تسمح لهم بالمرور عبر نقاط التفتيش، وصفراء وحمراء للمستخدمين الأكثر خطورة للحد من أو حتى منع تحركاتهم.

4/ حتى منصات السوشال ميديا استخدمتها الحكومة لمراقبة تحركات الأفراد بدقة، ونشرت عبرها تحذيرات للسكان المحليين.

4/ البيانات مكنت فرق الباحثين وفرق الاستجابة من رسم خريطة واضحة بحركات حاملي الفيروس المحتملين والمخالطين لهم.

5/ تنشيط “اللجان السكنية” الباقية من عهد ماو تسي تونغ، واستخدامهم في فرض رقابة مشددة على الأحياء والمجمعات السكنية. أغلقت جميع المداخل والمخارج السكنية، وأبقت فقط على نقاط دخول وخروج تحرسها بمعاونة الشرطة.

6/ تفعيل آلية “التعليم الإلزامي” للسكان الأميين والذين لا يستوعبون التعليمات المشددة الجديدة، لضمان فهمهم للقواعد والإرشادات المحددة، بل وإجراء اختبارات لهم للتأكد من ذلك.

7/ فرض غرامة قدرها 140 دولار على من يسيرون في الشوارع دون كمامات، ومن يرفض الالتزام يلقى القبض عليه فورًا.

باختصار، أعادت الصين أساليب السيطرة القديمة.

قبل كورونا .. الإنفلونزا الإسبانية قنصت ربع سكان الأرض في 1918 | الحكاية في دقائق

كيف نجح الأمر؟

في دراسة نشرت في 6 مارس ، قال باحثون في جامعة نورث إيسترن في بوسطن، إن إجراءات الصين نجحت في إبطاء الفيروس. الصينيون أنفسهم تفهموا في النهاية الإجراءات التي اتخذت ضدهم، خاصة بعد نجاحها في احتواء الفيروس، وأدركوا أن التضحية ضرورية وقت الأزمات.

وفقًا لجيوفاني ريزا، عالم الأوبئة في معهد الصحة الوطني الإيطالي، فإنه تشكك في البداية في النهج الصيني شديد القسوة، لكن بعد نجاحه غير رأيه، وهو ما توافق معه توم إنجليسبي، مدير مركز الأمن الصحي في كلية جونز هوبكنز بلومبرج للصحة العامة، والذي أكد أن تلك الطريقة لم يتم تجربتها من قبل في التاريخ الحديث، فمعظم الدول لا تحاول حتى التفكير في هذا النهج. لكن نجاح التجربة يرفع من إمكانية استخدام دول أخرى نفس النهج.

وقالت منظمة الصحة العالمية، إن تجربة الصين في احتواء الفيروس، تقدم دروسًا حيوية للاستجابة العالمية للفيروس.

7 نصائح لمواجهة كورونا.. ننصحك بتجنبها | قوائم في دقائق

هل من مقلد؟

جيوفاني يقول إنه لا شك في أن الصين كافحت الوباء بكفاءة، فانتشار الفيروس بهذه السرعة وبتلك الأعداد في إيطاليا يرجع إلى أن الإجراءات التي طبقت في البداية كانت أكثر ليونة من الصين. لكن مع عزل إيطاليا نفسها عن العالم، تتغير المعادلة، يبدو أن التجربة الصينية ملهمة إلى حد بعيد.

كوريا الجنوبية أيضا تتخذ حاليًا إجراءات صعبة على مواطنيها ومقيدة لحرياتهم، حيث ألغت الأنشطة العامة، ورفعت حالة التأهب إلى الدرجة القصوى، وقيدت التحركات داخل الدولة نفسها وخارجها، خاصة بالنسبة للمحتمل إصابتهم بالفيروس.


ملف فيروس كورونا في دقائق

 

رابط مختصر
للمشاركة لـ فيسبوك

التعليقات (0)

يجب عليك .. تسجيل الدخول أو التسجيل لتتمكن من التعليق.

تعليقات الفيسبوك