استراتيجية قطر ضد العلاقات الأمريكية السعودية.. كيف تتصرف الرياض؟

استراتيجية قطر ضد العلاقات الأمريكية السعودية.. كيف تتصرف الرياض؟

2 Apr 2020
الشرق الأوسط
رابط مختصر
للمشاركة لـ فيسبوك
حجم الخط

العلاقات الأمريكية السعودية قامت على مصالح متبادلة، تستفيد فيها أمريكا من السعودية في ثلاث نقاط أساسية:

  • النفط
  • التحالف العسكري
  • الثقل المعنوي والجماهيري

هذه النقاط الثلاثة هي محاور التوجه الاستراتيجي القطري منذ ١٩٩٥؛ كيف تجرد السعودية من هذه النقاط، وتقدم نفسها للولايات المتحدة كبديل عنها؟!

الثقل المعنوي والجماهيري

تحالف قطر العضوي مع جماعة الإخوان المسلمين وتركيا، تشكيلًا لـ الحلف العثماني، غرضه استلاب الثقل المعنوي الإسلامي.

لا يتوقع أحد أن تنجح قطر في دعواتها الموسمية إلى تدويل الحج، لكنها تستطيع بيوسف القرضاوي وفريقه أن تنفذ إلى شريحة كبرى من الجماهير في العالم الإسلامي.

هذا الصراع على جماهير المسلمين سيقوي الجبهة السلفية كأداة لا بد منها لمواجهة الإسلام الساعي إلى السلطة. وهذا سلاح ذو حدين؛ مفيد على المدى القصير، لكنه يمد الإسلام السلطوي بمزيد من الجماهير على المدى الطويل.

لكن الأهم من ذلك في الموضوع هو القضايا السياسية. السعودية أثبتت للولايات المتحدة أنها حليف استراتيجي. عن طريقها استطاعت أمريكا تثبيت قدميها ووجودها في منطقة كان النفوذ البريطاني غالبًا فيها، والنفوذ الروسي متغلغلًا.

كما أنها حافظت على موقف واضح في الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، ساعٍ إلى السلام بشروط. وطالما كانت السعودية في هذه الكفة، بعد أن صارت مصر إليها من قبل، ضمنت الولايات المتحدة توازنًا.

يختلف هذا كليًا عن الموقف الإيراني الساعي دائمًا إلى إبقاء الصراع ساخنًا، وفتح فروع مكملة له.

قطر استخدمت ثقل ”الإسلام النضالي السني“، ممثلًا في الإخوان المسلمين، لكي تثبت للولايات المتحدة أنها العنصر الأكثر فعالية في التهدئة والتسخين.

على خلاف السعودية، ليس لدى قطر ما تخسره. المنتقدون الطبيعيون للعلاقات مع إسرائيل كلهم في جيبها، من أول الإخوان المسلمين، وصولًا إلى القومي عزمي بشارة. بل إن قطر – أكثر من ذلك – فتحت قنوات تواصل مع الإرهابيين الأكبر، في القاعدة ثم داعش، وحديثًا جبهة النصرة.

على مدار العقدين الأخيرين. كانت السعودية تبني خططها للمستقبل بإرسال مبتعثين للتعليم، والإمارات بالتحول إلى مركز استثماري، بينما قطر تبني إمبراطورية إعلامية، وملف دعاية ضخم، مكنها من استضافة كأس العالم القادمة.

كل هذا غرضه إثبات أنها محل الثقل المعنوي والجماهيري، التي تصلح بديلًا للسعودية.

نشطب إذن على هذا الغرض وننتقل إلى السابق له، التحالف العسكري. الأهداف على الأرض تسير متزامنة. وليس كما أعرضها في هذا المقال.

التحالف العسكري

كانت القاعدة العسكرية الأمريكية في السعودية هدفًا أساسيًا لقطر وحلفائها في القاعدة. بث شرائط ”طرد الكفار من جزيرة العرب“، ووضع الموضوع في بؤرة اهتمام الرأي العام، استمر حتى تحقق الهدف منه، فخرجت القاعدة الأمريكية من السعودية ووصلت إلى قطر. ساعتها هدأت الحملة. لن أطيل هنا، حيث إنني تناولت هذه النقطة سابقًا في أكثر من مقال، وهي واضحة.

نشطب على هذا الغرض.

غزو الكويت دشن المشروع الإخواني القطري

النفط

النقطة الثالثة كانت النفط. عن طريق منظمة أوبك، السعودية هي اللاعب الرئيسي في النفط على مستوى العالم. الإنتاج القطري لا يمكن له منافسة الإمداد السعودي، الوحيد القادر على التأثير منفردًا في الأسواق العالمية.

لكن قطر لا يهمها كل هذا. لها غرض واحد – الولايات المتحدة. كسر اعتماد الولايات المتحدة على السعودية في النفط، وتقديم نفسها بديلًا في هذه النقطة أيضًا. وكما متوقع، بعد أيام من قرار انسحابها من أوبك، كان هذا الخبر من رويترز:

صعود الأمير محمد بن سلمان، وأجندته الإصلاحية، والخط الذي اتخذه كان الكابوس لقطر، ثم جاء لها موضوع جمال خاشقجي هدية لم تكن تحلم بها.

الآن. كيف يجب أن تتصرف السعودية؟

لست في موضع نصح للسعوديين في طريقة اختيار مسارهم، لكن السعودية رمانة ميزان في المنطقة، تتأثر مصر بما يحدث فيها مباشرة.

والسعودية تحتاج إلى النظر في مواطن قوتها. حلفاؤها قبل أعدائها في حاجة لأن يفهموا أن لديهم ما يخسرون إذا خسروها. وأنها لا تضع كل ثقلها في سلة واحدة.

وهي محتاجة إلى أنياب في التعامل مع خصومها الذين يتعمدون إيذاءها.

الأنياب في السياسة لا تعني الغشومية، أبدًا، ولا القرارات الكبرى. الأنياب تعني يقين الآخرين الراسخ، أن لديها القدرة ”الطبيعية والقانونية“ على رد الصاع صاعين، وعلى معرفة مواطن الضعف والإطباق عليها مباشرة، كأي ”ذو أنياب“ في البرية.

س/ج في دقائق: ماذا يخسر العالم وماذا تخسر السعودية إذا وصل الأمر لعقوبات متبادلة؟

رابط مختصر
للمشاركة لـ فيسبوك

التعليقات (0)

يجب عليك .. تسجيل الدخول أو التسجيل لتتمكن من التعليق.

تعليقات الفيسبوك