انهيار خام تكساس يعني ارتفاع أسعار النفط.. كيف؟ ولماذا حدث؟ | س/ج في دقائق

انهيار خام تكساس يعني ارتفاع أسعار النفط.. كيف؟ ولماذا حدث؟ | س/ج في دقائق

24 Apr 2020
رابط مختصر
للمشاركة لـ فيسبوك
حجم الخط

* انهيار أسعار النفط كان العنوان الأبرز حين سجل خام غرب تكساس الوسيط قيمة سالبة وصلت -37.6 دولار للبرميل لأول مرة في تاريخ النفط عالميًا.. لكن هل يعكس الواقع؟

* لا مكان لتخزين النفط عند المنتجين أو المشترين. الكميات الجديدة ستباع بأسعار أعلى. هنا تحمل الباعة قيمة جديدة.. الـ -37.6 دولار هي تكلفة “التخلص من السلعة”.

* الانهيار المؤقت اقتصر على خام غرب تكساس. لم يمتد لأسعار أوبك؛ لذلك لن يستفيد أحد من هذا السعر.

* بقية عقود النفط لم تتأثر. الأسعار انخفضت قليلًا لكنها صمدت ضمن الحدود الحالية استفادة من اتفاق أوبك +.

س/ج في دقائق


ماذا تعني العقود الأجلة كآلية لتداول النفط؟

العقود الأجلة هي الطريقة الأكثر تداولًا لشراء وبيع النفط، حيث يجري تداولها في بورصات العقود الآجلة  للتوافق من خلالها على تبادل كمية محددة من النفط بسعر محدد في تاريخ محدد. بعد هذا التاريخ لا يسري التداول وتعتبر العقود لاغية.

وتكون العقود الآجلة طويلة المدي أعلى سعرًا من العقود الآجلة قصير المدى.


لماذا انهار النفط الخام تكساس بهذا الشكل؟

تراجعت أسعار النفط الخام الأمريكي أو ما يعرف بخام غرب تكساس الوسيط إلى مستوى سعري خارج المعادلة الطبيعية لأسعار السلع، مسجلة قيمة سالبة للمرة الأولى في تاريخ سوق السلع العالمي.

انهيار أسعار النفط في العقود الآجلة للخام تسليم مايو وصل في لحظة معينة -37.6 دولار للبرميل، ما يعني نظريا حصول المشتري على السلعة ومعها 37.6 دولار عن كل برميل.

تكلفة تخزين النفط باتت أعلى من أرباحه

انتشار فيروس كورونا خاصة في الولايات المتحدة، وانهيار الطلب، وتكدس إنتاج النفط في المستودعات مع اقتراب تسليم العقود المستقبلية للنفط الخام لشهر مايو تسببت في انهيار أسعار النفط عمومًا.

أما فيما يخص خام غرب تكساس بالتحديد، فقد تهاوى  سعره بهذا الشكل غير المسبوق، نتيجة لانتهاء صلاحية عقود تسليم شهر مايو يوم الثلاثاء 21 أبريل مع انتهاء ساعات العمل الرسمية.

تكلفة تخزين برميل النفط الواحد تقدر بـ 40 دولارًا. هذه التكلفة تمثل عبئًا على المنتجين، خصوصًا مع اضطرارهم لاستمرار دورة الإنتاج، وتقلص قدرة المخازن على استيعاب الكميات الجديدة.

تقلص قدرة التخزين أصابت المشترين أيضًا، بما يعني أنهم لا يملكون القدرة على تخزين أي كميات مشتراة إضافية في ظل مخزونات قياسية نتجت عن إغلاق معظم اقتصادات العالم الكبرى، مع توقعات متشائمة للطلب على الخام.

هنا وجد أصحاب العقود أنفسهم غير قادرين على نقل النفط أو تخزينه، ليظهر عنصر جديد يمثل تكاليف التخلص من النفط الزائد.

ومع تراجع الطلب، اضطر المنتجون لتحمل جزء ضخم من تكلفة التخلص من الكميات الزائدة، وهو ما قاد الأسعار لأرقام سالبة للمرة الأولى في التاريخ.

انخفض سعر النفط الخام الأمريكي إلى أقل من اللا شيء!نتيجة الظواهر العالمية والظروف المحلية في جميع أنحاء العالم للحد من…

Posted by ‎دقائق‎ on Tuesday, April 21, 2020


هل يستفيد مستوردو النفط من هذه الأسعار؟

بالرغم من تلك الأسعار التاريخية، لكن إمكانية الاستفادة منها لمنتجي النفط محدودة؛ لأن الأسعار المتراجعة بعنف تخص خام غرب تكساس فقط وليس سعر النفط داخل منظمة أوبك.

كورونا وحرب النفط.. حسابات الخاسرين والناجين والرابحين في الشرق الأوسط | قوائم في دقائق

كيف تفسر ظاهرة الكونتانغو الأمر؟ وما نتيجتها؟

تحدث ظاهره الكونتانغو عندما تكون أسعار العقود الآجلة ذات الأمد الأطول أعلى من الأسعار الفورية أو التي يقترب آجل استحقاقها.

هذه الظاهرة تعني أن المستثمرين يتوقعون ارتفاع الأسعار خلال الفترة المقبلة. ما يعني بالنسبة للمنتجين أهمية تفريغ مساحة التخزين بأي ثمن لصالح الكميات الجديدة الأعلى سعرًا.


لماذا لم تتأثر بقية عقود النفط؟

بورصة خام برنت أنهت التداول على عقودها الأجلة منذ فترة، وبدأت التداول على عقود يونيو، دون أن يشهد الخام نفس قوة التراجعات، حيث انخفض 1.8% فقط إلى مستوى 25 دولارًا للبرميل.

التباين بين الخامين سببه أن خام برنت لا يخضع لنفس قيود التخزين مثل “خام غرب تكساس الوسيط كوشينج” أو “خام غرب تكساس الوسيط ميدلاند”.


كيف باتت أمريكا الأكثر تضررًا من الأزمة؟

شركات إنتاج النفط الصخري الأمريكي تتعرض لخسائر كبيرة مقارنة بمنتجي النفط التقليدي.

هذه الشركات تستخدم تقنيات التصديع الهيدروليكي عالية التكلفة، التي تصل بتكلفة إنتاج برميل النفط الواحد إلى حوالي 48 دولارًا أمريكيًا.

وحين يصل سعر النفط إلى 22 دولارًا فقط، هذا يعني أن الشركات مضطرة إما لوقف الإنتاج أو تحمل الخسائر الفادحة، وهو خيار مستبعد، وكلاهما يشكلان مخاطر ضخمة على قدرة الشركات على الاستمرار في السوق، خصوصًا الشركات الصغيرة والمتوسطة.

النفط الصخري.. هل تملك الولايات المتحدة بديلًا عن نفط الخليج؟ | س/ج في دقائق

لماذا وصل النفط لهذه المرحلة أصلًا؟

قبل أزمة كورونا الجديد، كان إنتاج النفط العالمي يصل إلى حوالي 105 ملايين برميل يوميًا، مقابل استهلاك عالمي لا يتجاوز 90 مليون برميل. فائض العرض أدى لتراجع سعر برميل  النفط من 70 دولارًا للبرميل في أكتوبر 2019 إلى حوالي 35 دولارًا قبيل الأزمة.

مع تفاقم أزمة كورونا تراجع الطلب العالمي بحوالي 30 مليون برميل إضافية يوميًا.  ومع ثبات الإنتاج، وصل الفائض إلى 45 مليون برميل يوميًا، ما أدى إلى مزيد من تراجع السعر.

كورونا وحرب النفط | روسيا حاولت تحميل السعودية العبء فردت بقنبلة أربكت كل الحسابات | س/ج في دقائق

هل يستمر الانهيار طويلًا؟

لا. من المتوقع أن تعود الأسعار لمستوياتها الطبيعية بعد انتهاء التداول بالأسعار السالبة بالفعل، وبدء التداول على العقود الآجلة الخاصة بتسليمات يونيو 2020. هذه العقود حافظت على أسعارها بالقرب من 22 دولارًا للبرميل؛ استفادة من اتفاق أوبك + الذي يتضمن تخفيض إنتاج النفط بحوالي 10 ملايين برميل يوميًا بدءًا من مايو المقبل.

اتفاق أوبك + سيمنع الانهيار الكامل.. لكنه لن يعيد الاستقرار

مع دخول اتفاق أوبك + حيز النفاذ مطلع مايو، فضلًا عن أن إجراءات إعادة تشغيل الاقتصاد العالمي تدريجيًا في نفس الشهر، بدءًا من الاقتصادات الكبرى مثل الصين والولايات المتحدة وبعض دول أوروبا.

ومع عودة النشاط الاقتصادي تدريجيًا، تعود معدلات الطلب العالمي على النفط، والمتوقع أن يظهر في شهر يونيو، ولذلك يكون تأثر عقود هذا الشهر مختلفًا.

لذا فالتراجع الكبير للأسعار الذي حدث يعد تراجعا لحظيا وسييدأ السعر في الارتفاع مرة أخرى بقوة مع بدء تداول العقود المستقبلية للنفط تسليم شهر يوليو.

لكن ليس متوقعًا أن يخلق التخفيض المتفق عليه التوازن المطلوب بين العرض والطلب، في ظل التخمة الكبيرة من المعروض النفطي، لذا قد يحتاج تحالف “أوبك+” ومجموعة العشرين إلى تخفيض 20 مليون برميل إضافية كسبيل لإنقاذ الأسعار، والعودة بها مجددًا إلى المستويات فوق الـ 30 دولارًا، على المدى القصير.

اتفاق أوبك + | هل يرفع أسعار النفط؟ متى؟ وهل يصمد؟ | س/ج في دقائق


أقوى من الحرب التجارية.. خسائر مليارية تنتظر الصين والدول الصناعية بسبب كورونا | س/ج في دقائق

ترامب يغير قواعد لعبة إيران لـ “صادرات صفر”.. ويعول على السعودية والإمارات | س/ج في دقائق
رابط مختصر
للمشاركة لـ فيسبوك

التعليقات (0)

يجب عليك .. تسجيل الدخول أو التسجيل لتتمكن من التعليق.

تعليقات الفيسبوك