الرواية الكاملة لاغتيال قاسم سليماني: خيانة بغداد وسلاح قطر | الحكاية في دقائق

الرواية الكاملة لاغتيال قاسم سليماني: خيانة بغداد وسلاح قطر | الحكاية في دقائق

5 Jan 2020
رابط مختصر
للمشاركة لـ فيسبوك
حجم الخط
بقي قاسم سليماني تحت المراقبة شبه الدائمة لسنوات لاحقته عيون الولايات المتحدة وإسرائيل والسعودية.
وكان هدفا لمحاولات اغتيال. عطل جورج بوش وأوباما بعضها خوفًا من العواقب الوخيمة...

العام الماضي، قالت طهران إنها أحبطت محاولة اغتيال تعاون فيها جواسيس إسرائيليون وعرب، حاولوا شراء عقار بجوار مسجد بناه والد سليماني في مدينة كرمان، حتى يتمكنوا من حفر نفق وزرع متفجرات لتفجيره خلال احتفال ديني. لكن ليس بإمكان أحد تأكيد صحة هذه الادعاءات من قبل إيران
مطلع أكتوبر 2019، أمر قاسم سليماني الحرس الثوري الإيراني بنقل أسلحة أكثر تطورًا - صواريخ تطلق محمولة على الكتف يمكن أن تسقط مروحيات - إلى العراق عبر معبرين حدوديين.
وفي منتصف الشهر، اجتمع بحلفائه من قادة الميليشيات الشيعية في فيلا على ضفاف نهر دجلة، تطل على مجمع السفارة الأمريكية في بغداد. أصدر أوامره لحليفه الرئيسي أبو مهدي المهندس، وغيره من قادة الميليشيات بتصعيد الهجمات على أهداف أمريكية في باستخدام الأسلحة الجديدة.
الاجتماع تزامن مع تصاعد زخم الاحتجاجات الجماهيرية ضد تزايد نفوذ إيران في العراق.. والهدف كان استفزاز الولايات المتحدة لكي توجه ضربات عسكرية، وبالتالي يمكن إعادة توجيه غضب الشارع نحوها.
في فيلا بغداد، أمر سليماني القادة المجتمعين بتشكيل مجموعة جديدة من الميليشيات، غير معروفة للولايات المتحدة، بما يمكنها من تنفيذ هجمات صاروخية على الأمريكيين في القواعد العسكرية في العراق. كتائب حزب الله كانت مسؤولة عن توجيه الخطة الجديدة التي كان سليماني متيقنًا من أن الأمريكيين لن يكتشفوها.
سليماني اختار كتائب حزب الله لقيادة الهجمات على القوات الأمريكية في المنطقة لأنها قادرة على استخدام الدرونز، التي طورتها إيران لتتمكن من التخفي من أنظمة الرادار، وقدمتها إلى الميليشيات العراقية في الخريف الماضي، لاستكشاف أهداف لهجمات صواريخ الكاتيوشا.
التنظيم استخدم الدرونز بالفعل لجمع لقطات جوية لمواقع انتشار القوات الأمريكية. شن هجمات متصاعدة، لترد الولايات المتحدة بغارات جوية على مواقع الميليشيا، ما أسفر عن مقتل 25 من مقاتلي الميليشيا على الأقل وإصابة 55 آخرين. نجحت الخطوة الأولى في خطة سليماني، واحتج أنصار حزب الله باقتحام محيط السفارة الأمريكية، ما دفع واشنطن إلى إرسال قوات إضافية إلى المنطقة وتهديدها بالانتقام من طهران.
المعلومات توفرت. البنتاجون جمعها بدقة من مصادره السرية للغاية، شاملة المخبرين والاعتراض الإلكتروني وطائرات الاستطلاع وغيرها من تقنيات المراقبة التي تتبعت تحركات الجنرال الإيراني، بحسب نيويورك تايمز.
وقيادة العمليات الخاصة المشتركة اختارت السلاح.
القرار صدر. ترامب قرر استهداف رؤوس نظام إيران.
الولايات المتحدة التزمت الصمت قبل العملية. لم تخبر حتى الحلفاء الغربيين، أو كبار الديمقراط في مجلسي الكونجرس. وزير الخارجية مايك بومبيو قال إن الولايات المتحدة قررت شن العملية وفق تقييم استخباراتي لإنقاذ حياة الأمريكيين في الشرق الأوسط، حيث أفادت تقارير بأن سليماني كان نشطًا في التخطيط لهجمات.
من مقر القيادة المركزية الأمريكية في قطر بدأت العملية في الساعات الأولى من صباح الجمعة. درون أمريكية من طراز MQ-9 Reaper مضت إلى هدفها دون ضوضاء. تستطيع التحليق بسرعة 230 ميلًا في الساعة، ولا تحتاج إلا شخصين على بعد مئات الأميال لتنفيذ ضربات دقيقة ونقل صور الهجوم مباشرة. تكلفتها 64 مليون دولار، وتحمل أربعة صواريخ هيلفاير موجهة بالليزر برؤوس حربية تزن 38 رطلًا، قادرة على تدمير دبابة، بالإضافة إلى قنابل بافواي.
يقول خبراء الطيران إن رحلتها كانت صامتة تقريبًا، مما يعني أن ضحاياها لم يكن لديهم أي تحذير مسبق، قبل الضرب مباشرة.
وتشير تقارير صحفية إلى أن الصواريخ كانت من طراز Hellfire R9X ‘Ninja المعدلة، والتي تحمل رؤوسًا حربية بست شفرات منبثقة مصممة لتقليل الأضرار الجانبية، تتمدد قبل الوصول إلى الهدف مباشرة، ما يضمن تدميره كليًا.
أسلحة الدرون الموجهة بالليزر فائقة الدقة باتت جاهزة، بانتظار الهدف. وصل قاسم سليماني إلى مطار بغداد الدولي على متن طائرة قادمة من سوريا. كان في استقباله ذراعه الطولى أبو مهدي المهندس، نائب قائد الحشد الشعبي وزعيم حزب الله العراق.
سيارتا دفع رباعي تويوتا كانتا بانتظارهما في المدرج. استقلا واحدة مع كبار مساعديهما، وحملت الأخرى الحراس الشخصيين.
بعد لحظات، كانت السيارتان تمران في منطقة شحن على طريق الخروج من المطار، حيث أصابتهما أربعة صواريخ (أو ثلاثة في بعض الروايات) أطلقتها طائرة دون طيار من طراز MQ-9.
انفجار هائل، وسيارات محترقة تحولت إلى خردة، وأشلاء 10 جثث، أهمهما سليماني والمهندس. الآخرون كانوا أربعة عسكريين إيرانيين بارزين، وأربعة من قادة الميليشيات العراقية. خاتم سليماني وحده كشف أن الجثة لقائد فيلق القدس.
رفض البنتاجون إعطاء تفاصيل عن الضربة. وادعى المسؤولون الإيرانيون أنها نفذتها طائرة هليكوبتر.
في اليوم السابق للهجوم الذي أودى بحياة سليماني، حذر وزير الدفاع الأمريكي مارك إسبر من أن الولايات المتحدة قد تضطر إلى اتخاذ إجراءات وقائية لحماية الأرواح الأمريكية من الهجمات المتوقعة من الميليشيات المدعومة من إيران.
"اللعبة تغيرت"، هذا ما قال.. قُتل سليماني والمهندس. هذا ما حدث.
رابط مختصر
للمشاركة لـ فيسبوك

موضوعات متعلقة

التعليقات (0)

يجب عليك .. تسجيل الدخول أو التسجيل لتتمكن من التعليق.

تعليقات الفيسبوك