لسنوات ونحن نسمع عبارة “مجنونة يا طماطم”، العبارة إشارة للتغير السريع والجنوني في أسعار الفاكهة الحمراء بشكل يومي. دراسة علمية جديدة يمكنها أن تكشف السبب الحقيقي وراء جنون الطماطم وكيف يمكن علاجه.
الحكاية في دقائق..
الدراسة التي قام بها فريق علماء من معهد بويس تومبسون لخدمات أبحاث الزراعة كشفت أن الطماطم حالتها تختلف كثيرا من لحظة قطفها وحتى وصولها للأسواق وشرائها حيث تصبح أقل جودة وأكثر ميلا للذبول، وإن كنا نظنها طازجة.
هذا هو ما يؤثر تحديدا على سعر الطماطم، حالتها في السوق. من ثم يحاول المزارعون انتاج محاصيل مقاومة للفساد.
الطماطم الموجودة في الأسواق حاليا أصلها الجيني يرجع لفصيلة واحدة اسمها "هاينز 1706". قام العلماء بدراستها مع 725 سلالة برية وتجارية، واتضح أن البرية كان طعمها حلو المذاق مقارنة بالتجارية، بل إن المذاق كان يختلف من سلالة لأخرى ولكن في الغالب كانت البرية التي يتجنبها المزارعون أفضل طعما من التجارية.
يقول العلماء "إن المزارعين على مدى سنوات كانوا يحاولون تجنب المشكلة عبر زراعة سلالات من الطماطم طعمها أقل جودة إذا كانت الطماطم نفسها قادرة على الصمود لفترة أطول".
وكشف العلماء عن نحو 5000 جين موجود في الطماطم البرية، هذه الجينات تجعل الطماطم البرية طعمها مختلفا عن مثيلتها في الأسواق.
أي أن هذه الجينات تعمد المزارعون تجنبها رغم طعمها اللذيذ من أجل محاصيل كثيرة الانتاج وقادرة على البقاء لفترة أطول أمام تقلبات الطقس.
يقول جيمس جوفاني الباحث المشارك في قيادة فريق الدراسة إن أحد أهم الاكتشافات كان الجين TomLoxC والذي يؤثر على طعم الفاكهة الحمراء عبر
تحفيز التخليق الحيوي لعدد من المواد المتطايرة التي تحتوي على دهون المركبات التي تتبخر بسهولة وتساهم في تكوين الرائحة.
هذا الجين TomLoxC موجود بنسبة 2% فقط في الطماطم التجارية أو heirloom tomato لكنه موجود بنسبة 90% في الفصائل البرية.
هذا يعني إنه لو تمكن العلماء من تخليق فصائل جديدة من الطماطم التجارية على أن تحتوي على نسبة أكبر من جين TomLoxC لأصبح لدينا فرصة أكبر في انتاج سلالات جديدة بطعم لذيذ وفي نفس الوقت تكون مقاومة للفساد لفترة أطول في ظروف الطقس المختلفة. بل إنه يمكن عبر السلالات البرية تكوين سلالات أخرى من الطماطم الحارة وليست الحلوة فقط.