حزب الله العراق | بغداد على خطى بيروت.. لماذا الضربات الأمريكية تطور ضخم! | س/ج في دقائق

حزب الله العراق | بغداد على خطى بيروت.. لماذا الضربات الأمريكية تطور ضخم! | س/ج في دقائق

30 Dec 2019
الشرق الأوسط
رابط مختصر
للمشاركة لـ فيسبوك
حجم الخط

* الضربات الأمريكية استهدفت حزب الله العراق. التنظيم تأسس تيمنًا باسم شقيقه اللبناني الأكبر، لكن دوره الإقليمي توسع، واعتماد إيران عليه بات ضخمًا.

* التنظيم تورط في هجمات سابقة على السعودية، “قد” يكون بينها هجوم أرامكو. ضرب قواعد أمريكية 11 مرة في 3 أشهر. والأخطر: يدير ممر طهران – بيروت.

* زعيمه “المصنف على لوائح الإرهاب الأمريكية – يقود الحشد الشعبي في العراق.. أي أنه مسؤول في الحكومة.. تصله معلومات استخبارية من واشنطن!

* إيران تحاول أن تؤلم أمريكا وأمريكا ترد على إيران.. وحدها ساحة الحرب “العراق” تتضرر.. تمامًا كما حدث بين إيران وإسرائيل في ملعب لبنان.

س/ج في دقائق


ما هو “حزب الله” العراقي؟

حزب الله العراقي – المستهدف من الهجمات يلعب دورًا يشبه كثيرًا – وأحيانًا يتجاوز – دور التنظيم اللبناني الذي يحمل الاسم نفسه. يقوده جمال جعفر الإبراهيمي، المعروف بكنية “أبو مهدي المهندس”، نائب قائد ميليشيا الحشد الشعبي الشيعية، والذي تصفه الجارديان بأحد أكثر وكلاء إيران نفوذًا في العراق، ويصفه مايكل بريجنت، ضابط سي آي إيه السابق في العراق والزميل البارز في معهد هدسون بـ “رجل قاسم سليماني” و”التجسيد الحقيقي لنفوذ إيران الخبيث”.

أقوى وأهم من حزب الله اللبناني

وزارة الخزانة الأمريكية تصنف جمال جعفر الإبراهيمي، أبو مهدي المهندس، وكتائب حزب الله العراق منذ 2009 على قوائم الإرهاب بتهمة التورط في أعمال عنف ضد قوات التحالف الدولي والأمن العراقي.

بحسب بريجنت، يتمتع جمال جعفر الإبراهيمي، أبو مهدي المهندس، بصفته عضوًا في حكومة العراق بإمكانية الوصول إلى المعلومات الاستخبارية الأمريكية والتدريب والمعدات، ويستخدم نفوذه للضغط على بغداد لإنكار تورط تنظيمه في هجمات إقليمية.

انخرط حزب الله العراق في الحرب الأهلية السورية منذ 2012، وكان الذراع الطولى لاستهداف معسكرات المناوئين لإيران في العراق منذ 2013.

لكن الدور الأهم للتنظيم كان تحقيق حلم طويل الأمد لطهران في تأمين ممر من طهران إلى ساحل البحر المتوسط عبر غرب العراق وشرق سوريا، ما يعني تسهيل نقل الصواريخ من طهران إلى بيروت دون عقبات.

في أغسطس 2019، كشفت وول ستريت جورنال قلق المؤسسة الأمنية الإسرائيلية الشديد بسبب الأدلة المتزايدة على أن إيران تستخدم البنية التحتية للميليشيات الشيعية في العراق كخط مفتوح لنقل الأسلحة إلى حزب الله اللبناني، وكنقطة تخزين للصواريخ البالستية التي يمكنها ضرب إسرائيل على طول غرب العراق.

الصحيفة قالت إن إيران تتبع مع وكلائها في العراق استراتيجية مشابهة لما تفعله مع حزب الله في لبنان؛ كلها تأتمر بأمر طهران، لكنها تقدم نفسها كتنظيمات مستقلة، ما يمنح إيران مساحة إنكار أوسع، مضيفة أن الجيش الإسرائيلي مصمم على منع تكرار التجربة في العراق.

بعض تفاصيل المخاوف الإسرائيلية تسربت فعلًا حين نشرت رويترز في أغسطس 2018 تقارير عن نقل صواريخ زلزل وفتح 110 وذو الفقار الإيرانية وقاذفات الصواريخ من فيلق القدس إلى الوكلاء الشيعة في غرب العراق.

مدى ذو الفقار يبلغ 750 كيلومترًا. وتبعد المسافة من القائم – التي استهدفتها الغارات الأمريكية الأخيرة – وبين تل أبيب 632 كيلومترًا فقط.

وتلقت كتائب حزب الله تدريبات على يد فيلق القدس وحزب الله اللبناني على إطلاق صواريخ موجهة متقدمة من جنوب سوريا على إسرائيل.

كيف أصبح حزب الله مالكا لقرارات الحرب والسلم في لبنان؟

مظاهرات في العراق تضع الحكومة في ورطة.. ماذا حدث؟ وما علاقة إيران؟ | س/ج في دقائق


كيف غير حزب الله العراقي معادلات الصراع في المنطقة؟

في أغسطس، قالت وول ستريت جورنال إن الولايات المتحدة حريصة على تجنب المزيد من التدهور في العلاقة مع إيران، وإن الصراع المفتوح هو آخر شيء تريده الولايات المتحدة وحلفاؤها الآن.. لكن الكثير تغير منذ ذلك التاريخ، خصوصًا مع تصعيد الميليشيات الإيرانية لـ “احتكاكاتها” مع القوات الأمريكية في البلاد ضمن التصعيد الإيراني ضد مصالح واشنطن في المنطقة ردًا على انسحاب الرئيس الأمريكي من اتفاق إيران النووي وتطبيقه سياسة العقوبات القصوى على طهران.

هجمات على السعودية.. وهدف لأمريكا وإسرائيل

على مدار أشهر، حث المسؤولون الأمريكيون رئيس الوزراء عادل عبد المهدي على كبح جماح الميليشيات، وعبروا عن إحباطهم من التقدم البطيء. وتشير وول ستريت جورنال إلى اعتقاد مسؤولي الولايات المتحدة بأن هجمات أرامكو كان مصدرها ميليشيات على صلات مع إيران في العراق.

لا يوجد دليل على تورط حزب الله العراق تحديدًا، لكن التنظيم تورط في هجمات مشابهة على قطاع النفط السعودي.

وبحسب بريجنت، كان حزب الله العراق المتهم الرئيس في هجمات درونز استهدفت خط أنابيب النفط الخام شرق-غرب في السعودية في مايو 2019، بعدما زودته إيران بنفس القدرة الهجومية للطائرات بدون طيار التي يملكها الحوثيون في اليمن.

وعلى خلفية دوره في منظومة الصواريخ الإيرانية في الإقليم، بات حزب الله العراق هدفًا لهجمات الدرونز الإسرائيلية. في أغسطس 2019، قال التنظيم إن إسرائيل هاجمت قواعده في شمال ووسط العراق ومدينة البوكمال الحدوية السورية – وهي مناطق يقول مسؤولون إقليميون إنها أصبحت مراكز عبور للأسلحة التي ترسلها إيران إلى مواقعها بالقرب من إسرائيل.

الغارات كانت الأولى لإسرائيل على العراق منذ تدمير مفاعل صدام حسين النووي في 1981.

ويقول مسؤولون أمريكيون وإيرانيون وعراقيون إن إسرائيل نقلت منذ منتصف يوليو “معدات” متطورة مزودة بصواريخ على بعد مئات الأميال إلى العراق لمهاجمة أهداف مرتبطة بالتنظيم.

وفي يوليو 2019، قال بريجنت إن إيران فتحت بالفعل جبهة جديدة في الحرب الإقليمية، مستغلة الضعف الأمريكي في العراق لاستخدام البلاد كقاعدة لاستهداف السعودية وتهديد المصالح الأمريكية في المنطقة.

القواعد الأمريكية داخل العراق باتت هدفًا للتنظيم منذ أكتوبر الماضي، وتصاعدت في نوفمبر وديسمبر، إذ نفذ خلال الأشهر الثلاثة 11 عملية ضد مقرات أمريكية، أحدثها “وقت كتابة التقرير” أودت بحياة متعاقد مدني أمريكي وأصابت آخرين في هجوم على كركوك، لترد الولايات المتحدة بالضربة، التي أعلنها البنتاجون الأحد، كأول مواجهة مباشرة ضد الميلشيات المدعومة من إيران في العراق منذ سحب باراك أوباما قواته في 2011.

حرب الدرونز.. مواجهة إسرائيل وإيران الممتدة عبر الدول | س/ج في دقائق

خريطة بريجنت.. كيف تقتلع الولايات المتحدة أنياب إيران دون صدام مباشر؟ | إنفوجرافيك في دقائق


أين الدولة في العراق من كل هذا التصعيد؟

حكومة تصريف الأعمال في العراق وصفت الهجمات الأمريكية بـ “انتهاك للسيادة”، والنائب الأول لرئيس البرلمان حسن الكعبي، دعا لـ “تدابير مواجهة الهجمات”. لكن الولايات المتحدة تقول إن هجومها كان “ضربة دفاعية استباقية” بعد شكاوى متراكمة فشلت حكومة العراق في الاستجابة لها.

الدولة المحكومة بالميليشيات

الميليشيات جزء من القوات المسلحة العراقية بقرار رسمي منذ 2018، لكنها محتفظة باستقلالية كبيرة. الولايات المتحدة طالبت بحلها، لكنها كرست نفسها كلاعب عسكري رئيسي؛ إذ تضم 120,000 مسلح، بتقديرات وول ستريت جورنال.

الميليشيات المدعومة من إيران تتحكم كذلك في قرارات السياسة في العراق. تملك وزراء في الحكومة و48 مقعدًا نيابيًا “بشكل مباشر”، بخلاف الدعم اللا محدود من كتل نيابية أخرى. الوضع كان إحدى الأسباب المباشرة للمظاهرات المستمرة في البلاد منذ عدة أشهر. هذا الدعم يخيف الولايات المتحدة، ليس فقط بسبب امتداد نفوذ طهران، بل أيضًا بسبب ما تراه واشنطن “محاولة للتستر” باتهام مسؤولين عراقيين لتنظيم داعش – لا وكلاء إيران – بالتورط في الهجمات على قواعدها.

وفي يوليو، اعتبر بريجنت أن أي استهداف للمهندس وكتائب حزب الله سيكون دليلًا على تغير استراتيجية الولايات المتحدة “الفاشلة” في العراق.

تقول وول ستريت جورنال إن الولايات المتحدة حرصت هذه المرة على اختيار أهدافها من بين معسكرات حزب الله العراقي في منطقة معزولة لتجنب البنية التحتية. لكن في المرات المقبلة، لا يمكن استبعاد انتقال الضربات المتبادلة إلى داخل المدن العراقية.

الدولة المريضة بالميليشيات‎

دمج الميليشيات الشيعية.. هل تمول بغداد الحرس الثوري العراقي الموالي لإيران؟ | س/ج في دقائق


هل تدفع إيران أخيرًا فاتورة 40 عامًا من تصدير الثورة؟ | عبدالله عيسى الشريف


رابط مختصر
للمشاركة لـ فيسبوك

التعليقات (0)

يجب عليك .. تسجيل الدخول أو التسجيل لتتمكن من التعليق.

تعليقات الفيسبوك