خطاب مطول للرئيس التركي رجب طيب أردوغان أمام الكتلة البرلمانية لحزب العدالة والتنمية الحاكم، لم يقتصر على ملابسات وفاة الصحفي السعودي جمال خاشقجي التي قالت وسائل إعلام رسمية إنه سيكشف تفاصيلها الكاملة.

الخطاب تطرق لبعض التفاصيل، التي تطابقت مع تسريبات الإعلام التركي على مدار الأسابيع الثلاثة الماضية، لكنه تجاهل تسريبات أخرى.

فماذا يعني هذا؟ وهل بقيت أسئلة عالقة بعد الخطاب؟

الإجابة في السطور التالية من دقائق.

تسريبات لم يتطرق إليها أردوغان.. هل كانت حقيقية أم مجرد كلام إعلام؟

١- تسريب يفيد بوجود مكالمة بين القنصلية السعودية ومسؤول إعلامي في السعودية .. وصل بعضها إلى تحديد أن الاتصال تم عبر سكايب

٢- تسريبات بوجود تسجيلات بحوزة المخابرات ترصد اللحظات الأخيرة قبل مقتل الصحفي جمال خاشقجي ..

كان الجمهور ينتظر تأكيدا لهذه التسريبات التي تكررت أكثر من مرة إلى درجة حدت بالإدارة الأمريكية إلى نفي استماعها إليها أو الاطلاع على “تفريغ مكتوب” لها.

٣- رواية نقلتها صحيفة “يني شفق”، المقربة من الحكومة، تتحدث عن خمسة اتصالات أجريت بين القنصلية والرياض بعد العملية.

٤- روايات إعلامية عن استخدام آلات معينة في الجريمة.

٥- رواية إعلامية عن سماع أصوات سواء لمشاجرة أو لاستخدام عنف أثناء التحقيق.

هل بقيت أسئلة أخرى عالقة بعد خطاب أردوغان؟

١- رواية أردوغان تؤكد أن خاشقجي تلقى اتصالًا من القنصلية عند الساعة 11:50 صباحًا للتأكيد على موعد الزيارة، لتسلم وثائق طلبها في 28 سبتمبر، وأنه وصل القنصلية، رفقة خطيبته خديجة جنكيز بتمام الساعة 13:14 ظهرًا، وأنها أبلغت السلطات التركية بتأخر خطيبها داخل المبنى عند الساعة 17:50 مساءً.

أربع ساعات و36 دقيقة تفصل بين الوصول والإبلاغ. كانت كافية لاستجواب خاشقجي وقتله، ومغادرة المتهمين والجثة، وخروج السعودي مصطفى مدني مرتديًا ملابس خاشقجي ونظارته، وبعدها بثلاثين دقيقة فقط كان ستة سعوديين قد غادروا تركيا.

هل حصل المحققون الأتراك عن تفسير لسبب هذا التأخر في الإبلاغ؟

٢- أين الجثة. أردوغان نفسه اكتفى بإثارة سؤال عنها، وعن “المتعاون المحلي” الذي يقول السعوديون إنه استلمها. لم نعرف إن كانت المخابرات التركية التي فتشت القنصلية السعودية ومنزل القنصل قد حصلت على أي أدلة ذات قيمة في هذا الصدد. (تواردت أنباء بعد الخطاب بوقت قليل عن العثور على الجثة. دون تصريح رسمي من مسؤول.)