رحلة “دريا” الألمانية .. من فتاة ليل إلى داعشية | سالي حسام | رواية صحفية في دقائق

رحلة “دريا” الألمانية .. من فتاة ليل إلى داعشية | سالي حسام | رواية صحفية في دقائق

9 Mar 2019
رابط مختصر
للمشاركة لـ فيسبوك
حجم الخط

دريا فتاة ألمانية عمرها ٢٦ عاما، التحقت بداعش ثم عادت إلى ألمانيا. لتروي قصتها الغريبة التي نقلتها من فتاة ليل إلى صفوف المجاهدين حتى سقوط الخلافة.

1

رجل الموتوسيكل

تربت دريا في مدينة ألمانية صغيرة هى رور، حيث مرت بمشاكل في المدرسة والمنزل.

تقول في التحقيقات،: “تربيت بشكل جعلني ألجأ لأشخاص يثيرون المتاعب”.

تعرفت دريا على عصابات الدراجات.

ثم سرعان ما تعرفت على قائد إحداها وتدعى عصابة “هيلز إنجلز”.

واستمرت العلاقة لسنوات قام فيها صديقها بدفعها للعمل فى الدعارة. الأمر الذي لم تكن راضية عنه، بحسب قولها.

كانت دريا تشعر بأنها محاصرة، بحسب صحيفة “بيلد” الألمانية.

ثم بدأت تبحث عن طريقة للابتعاد عن صديقها.

2

تشات عن أرض الخلافة

أثناء مساعيها لتخلص من ماضيها، قادها “فيسبوك” للتعرف على أحد الدواعش الألمان ويدعى ماريو سكيانيمانيكا.

رسم لها صورة مثالية عن الحياة في داعش على أراضى سوريا، وكيف أنه يقاتل من أجل “القضية الحق”. وعرض عليها إنقاذها من حياتها فى ألمانيا.

 أخبرها كيف تخلى حتى عن كلبه الأليف لأنه “نجس” قبل أن يسافر لسوريا.

وأخبرها أن بإمكانها السفر إلى هناك أيضا.

حينها سألته دريا “هل أنت متزوج؟”

قال “لا”

عندها ردت قائلة “حسنا سوف نتزوج إذا”.

بعد هذه المحادثة بشهرين تركت دريا حياتها في ألمانيا خلفها وسافرت إلى تركيا.

تسللت إلى داخل الأراضي السورية.

هناك قابلت ماريو لأول مرة وجها لوجه.

تقول دريا،: “عندما رأيته ببدلته العسكرية وسلاحه ولحيته بدا عظيما”.

 

3

ليلة الدخلة

لم يدم الانطباع الجيد كثيرا.

قضت دريا ليلة الزفاف داخل غرفة استخدمت في السابق للتعذيب.

السلاسل كانت معلقة على الجدران والدماء تلطخ الغرفة.

الأمر  أثار فزعها.

لكنها صارت بالفعل عضوة في داعش..

“لم يُسمح لي بالسير في الشارع إلا بالنقاب الأسود، لايمكن رؤية أى شئ  تحته ولا حتى كلاشينكوف”.

تقول ضاحكة “في الحقيقة لم أرد شيئا من هذا. كنت فقط أرغب في مساعدة الأطفال السوريين”.

ظلت تتنقل من مدينة لأخرى في شمال سوريا وحتى الرقة.

وفي 2014 عندما أخبرها ماريو أنه تم إعلان الخلافة. قالت دريا “هذا شيء سيء”. فرد ماريو “لا بل جيد”

أقنعها بالاحتفال. أطلقت النار في الهواء وكانت المرأة الوحيدة التي تفعل هذا بين الرجال أمام زوجها.

لم يطل بقاء دريا وماريو في سوريا طويلا.

انتقلت للعراق في 2015 وأنجبت طفلها من ماريو، لكن دبت الخلافات بينها وبينه. حيث حصلت على الطلاق منه بموافقة قاض من داعش.

وعلى الفور بدأت عروض الزواج تنهال عليها من جهاديين آخرين بينهم دينيس كوسبرت مغني الراب الألماني الذى أصبح أحد أشهر الدواعش الألمان.

 

 

4

الزوجة الثانية

رغم أنها فكرت في الموافقة على مغني الراب، إلا أنها لم ترغب في السفر معه للموصل.

إحدى صديقاتها من الدواعش البلجيكيين عرضت عليها الزواج من زوجها وأن تكون زوجة ثانية.

قبلت دريا من أجل العودة إلى سوريا.

كان الزوج الثانى هو قيادي داعش البلجيكى أبو صلاح الدين.

وقالت إنها كانت سعيدة في زواجها الثاني.

لكن الزواج لم يدم، حيث قتل الزوج في غارة طائرة بدون طيار بعد شهرين فقط من الزواج.

بعد موت الزوج قررت دريا العودة لماريو، زوجها الأول، ثم إلى العراق؛ لأنه الخيار الوحيد أمامها وإلا الذهاب إلى ملجأ نساء داعشي.

قام مايو هذه المرة بتعليمها إطلاق النار وأهداها كلاشينكوف وحزاما ناسفا قائلا،: “إنه نوع من الدفاع عن النفس إذا كنت فى المنزل وحدك”.

“لو كنت وحدي واقتحم 10 رجال المنزل وحاولوا اغتصابي فعلي قتل نفسى وقتلهم لأني أعرف أنني سأموت في كل الأحوال”.

وفي ربيع 2016 اقتحمت شرطة داعش منزل دريا وماريو.

 

5

الخيانة

ألقت شرطة داعش القبض على ماريو بدون إبداء أي أسباب.

ولشهور لم يخبرها أحد ماذا حدث له ولا أين ذهب، إلى أن أشفق عليها أحد أطباء السجون، وروى لها أن ماريو تعرض للتعذيب حتى أصيب بالشلل، لأن داعش اتهمته بالخيانة.

ثم أخبرها عناصر من داعش أنه تم إعدام ماريو وعليها ألا تعلن الحداد عليه لأنه “كافر” و “جاسوس”.

كان خبر إعدام ماريو السبب الذي جعلها تقرر الهرب من داعش..

بمساعدة أحد معارفها الألمان “ماين كى” اتصلت بمهربى البشر

أصلوها إلى مناطق خاضعة لجماعات المتمردين الذين يقاتلون ضد داعش، حيث كان حظها جيدا وعاملها المقاتلون المتمردون بشكل جيد هي وطفلها، وساعدوها في العبور إلى تركيا.

هناك تم احتجازها من قبل السلطات التركية مع ابنها قبل ترحيلها لألمانيا فى أغسطس 2017.. تقول دريا “فى المطار قابلت والدة ماريو للمرة الأولى واسمها هايكى. أرادت رؤية حفيدها”.

رغم انضمام دريا لداعش إلا أنه لم يتم القبض عليها لدى وصولها لألمانيا لعدم وجود أدلة على كونها عضوة في داعش . . وبعد استجواب قصير من المحققين فى مطار كولونيا- بون، عادت لمنزلها وحياتها السابقة.

هذا لا يعنى أنها عاشت في هدوء.

كانت هناك عمليات تفتيش مستمر لمنزلها.

وفي نوفمبر التالى تمكن المدعى العام من جمع أدلة كافية على عضوية دريا فى داعش وأنها قضت وقتا فى الخلافة فى سوريا والعراق.

ألقت الشرطة الألمانية القبض عليها ونقلتها إلى كارلشوه حيث تمت مواجهتها بالأدلة، بينها صور لها مع الجهاديين.

وتم توجيه تهم الانضمام لتنظيم إرهابي وامتلاك أسلحة نارية والتدريب عليها وامتلاك حزام ناسف.

ولا تزال دريا فى انتظار المحاكمة.

رابط مختصر
للمشاركة لـ فيسبوك

التعليقات (0)

يجب عليك .. تسجيل الدخول أو التسجيل لتتمكن من التعليق.

تعليقات الفيسبوك