بعد سوريا.. بوتين روسيا يلاحق إردوغان في ليبيا | س/ج في دقائق

بعد سوريا.. بوتين روسيا يلاحق إردوغان في ليبيا | س/ج في دقائق

16 Dec 2019
الشرق الأوسط
رابط مختصر
للمشاركة لـ فيسبوك
حجم الخط

* روسيا هي اللاعب الجديد في ليبيا. تماما كما حدث في سوريا، تركيا وصلت ليبيا أولًا.. ولكن روسيا وجدت طريقها إلى هناك

* الغرب يتهم روسيا بدس مجموعة فاجنر بمسلحيها المحترفين وأسلحتها الثقيلة لحسم الصراع لحساب حفتر

* مصالح روسيا في ليبيا تتجاوز ملاعب النفوذ.. هناك ستملك السيطرة على شرايين أوروبا

س/ج في دقائق


متى بدأ تورط تركيا في ليبيا وإلى أين وصل؟

سقوط نظام معمر القذافي في ليبيا أربك تركيا التي كانت قد ضخت مليارات الدولارات في قطاع البناء في الدولة الغنية بالنفط، لكن سيطرة الإسلاميين أعادت الأمل، قبل أن يتعقد المشهد الداخلي، فتلقي أنقرة بثقلها السياسي والعسكري في تفاصيل الحرب الأهلية.

لولا تركيا لسقطت حكومة طرابلس

يقول المجلس الأوروبي للعلاقات الخارجية إن تركيا اكتفت بدور هادئ في ليبيا لخمس سنوات، مكتفية بدعم حكومات الإسلاميين في طرابلس دون تورط مباشر، قبل أن تتبادل مع حكومة طرابلس رسميًا في أبريل/ نيسان إعلانات الدعم “بكل الوسائل المتاحة”.

الدعم تطور من نقل السلاح إلى الإمداد بالخبراء والتدخل المباشر أحيانًا. قبل أن يوقع الطرفان بنهاية نوفمبر اتفاق تعاون أمني وعسكري، ومذكرة لترسيم الحدود البحرية.

وتقول نيويورك تايمز إن تركيا باتت الراعي الوحيد “عمليًا” لحكومة طرابلس المدعومة “نظريًا من الأمم المتحدة وواشنطن والعواصم الأوروبية الأخرى”. لكن غير المعترف بها من البرلمان الليبي المنتخب.

وتقول حكومة طرابلس – التي يُنظر إليها بشكل متزايد كرهينة للميليشيات المتحالفة معها – إن الدعم التركي “أنقذها في الوقت المناسب”.

ويقول الرئيس التركي رجب طيب إردوغان إنه قد يرسل قوات للدفاع عن حكومة السراج إن طلبت ذلك.

تفاصيل الدعم التركي والاتفاقات الجديدة تجدونها بصورة أوفى في الروابط التالية:

من الدفاع عن القذافي لتسليح ميليشيات طرابلس.. كيف تورط أردوغان في ليبيا؟ | س/ج في دقائق

مذكرة تفاهم السراج – إردوغان: هل هي ضربة سياسية لمصر؟ | س/ج في دقائق


ومتى وكيف تدخلت روسيا هناك؟

رسميًا تقول روسيا إنها بلا ناقة أو جمل في ليبيا. لكن تقارير غربية تقول إن موسكو أمدت الجيش الوطني الليبي بقيادة خليفة حفتر بالدعم المادي والتكتيكي على مدار أربع سنوات، قبل أن تلقي بثقلها مؤخرًا بشكل مباشر لتشكيل نتائج الحرب الأهلية الليبية. 

الإيكونوميست ترى أن بوتين يحاول الاستفادة من نجاحه في سوريا، حيث أنقذ نظام بشار الأسد وحصل على موطئ قدم في شرق البحر المتوسط، بنقل التجربة إلى ليبيا التي يمتد ساحلها لمسافة 1,770 كيلومترًا في مواجهة أوروبا مباشرة.

يستشهد دبلوماسي أجنبي نقلت عنه الإيكونوميست على تصاعد دور روسيا بتغير طبيعة جراح مقاتلي ميليشيات طرابلس مؤخرًا، بعدما تصاعد معدل الإصابة بإطلاق النار على الرأس بدلًا من الشظايا العشوائية التي كانت غالبة.

أصابع مجموعة فاجنر تظهر في ليبيا

نيويورك تايمز نقلت عن مسؤول أمني أوروبي لم تسمه أن علامات الإصابة تشير لنوع من الذخيرة يستخدمها المرتزقة الروس في أماكن أخرى، بينها شرق أوكرانيا.

وتقول تقارير صحفية غربية عدة إن التدخل الروسي مستند بالأساس على نشر المئات من مسلحي مجموعة فاجنر، وهي شركة أمن خاصة مرتبطة بالكرملين.

المسؤولون في موسكو ينفون أي تورط في ليبيا. ويقولون في أفضل الأحوال إن أي تحرك لمجموعات مسلحة لا يمثل الدولة، لكن المسؤولين الغربيين يقولون إن فاجنر كانت تنقل الأسلحة والدبابات والطائرات بدون طيار إلى ليبيا منذ عام تقريبًا. ويعتقد أن هناك 1,400 من مسلحيها في البلاد. بينما يقول دبلوماسي في طرابلس إن تدخل المجموعة يشبه “الاستعانة بمدرب عالمي لتدريب فريق محلي”.

وفي نوفمبر 2018، اجتمع خليفة حفتر في موسكو مع وزير الدفاع الروسي، بحضور رئيس مجموعة فاجنر.

في مارس، تمكنت المخابرات الغربية من تحديد موقع 300 من المقاتلين التابعين لمجموعة فاجنر، بحسب بي بي سي. وقال مصدر بالحكومة البريطانية لصحيفة التايمز إن هذه القوات تتمركز في مينائي طبرق ودرنة.

ويتهم قادة الغرب روسيا باستخدام روسيا لفاجنر لتجنب المساءلة بشأن العمليات العسكرية الدولية. وفي فبراير، قال وزير الدفاع البريطاني آنذاك جافين ويليامسون إن روسيا “تلجأ لحروب الوكالة – واستخدام المرتزقة تحديدا – مثل خدمات مجموعة فاجنر التي لا تخضع أبدًا للمساءلة.

وذكرت معلومات استخباراتية إن المجموعة تدعم قوات حفتر بالتدريبات، وتساعده في توطيد نفوذه العسكري عن طريق إمداده بقطع المدفعية، والدبابات، وطائرات بدون طيار، وذخيرة، وغيرها من أشكال الدعم اللوجيستي.

دعم روسيا قد يغير اللعبة بحسب دبلوماسيين غربيين قالوا للإيكونوميست إن موسكو ساعدت خليفة حفتر على ترسيخ قبضته في الشرق والجنوب، التي تضم معظم حقول النفط في البلاد، وقد يقلب الميزان في طرابلس، لكن دبلوماسيين آخرين قالوا لنيويورك تايمز إن حسم الحرب الأهلية في ليبيا يتطلب دعمًا روسيًا أكبر بكثير من بضع مئات من المسلحين، لكن الدعم – بمستواه الحالي – يمنح موسكو دورًا رئيسيًا في أي مفاوضات حول مستقبل البلاد.

في الشرق الأوسط وأفريقيا.. بوتين أبعد روسيا عن الهامش، لكنه لم يوصلها للقلب | س/ج في دقائق

ليبيا وأخواتها.. هل أظهرت عجز الاتحاد الأوروبي أم قوته؟ وهل يمكن التعويل عليه؟ | س/ج في دقائق


تكرار سيناريو سوريا.. ما مصلحة روسيا في ليبيا؟

التقارير الصحفية الغربية تربط دور روسيا المتصاعد في ليبيا بمحاولة بوتين تكرار المشهد في سوريا مجددًا، حيث بدأ التدخل عبر مجموعة فاجنر والتي قادت أيضًا تدخل موسكو هناك. وحتى وزير داخلية حكومة طرابلس فتحي باشاغا قال “إنه بالضبط نفس سيناريو سوريا”. لكن الفوائد التي يمكن لموسكو جنيها في ليبيا أكبر.

وقال رجب طيب إردوغان تعليقا: “في موضوع حفتر، لا أريد خلق نسخة من سوريا في ما يخص العلاقات مع روسيا. وأعتقد أن روسيا ستراجع موقفها الحالي بشأن حفتر”.

شرايين أوروبا تحت تصرف بوتين

نيويورك تايمز تقول إن التحرك في ليبيا جزء من حملة واسعة النطاق يقودها الكرملين لإعادة تأكيد نفوذ روسيا في جميع أنحاء الشرق الأوسط وأفريقيا.

ويشير الباحث في مركز تحليل صراعات الشرق الأوسط في موسكو ألكسندر شوميلين إلى أن “حفتر قريب أيديولوجيًا من روسيا”.

ويرى الباحث في العلوم السياسية ألكسي مالاتشنكو أنه بعد إنقاذ روسيا لحليفها بشار الأسد في سوريا، فإن الأزمة الليبية تمهد لتحرك جديد في وجه واشنطن.

ما يتجاوز “صراع النفوذ” يشمل تفاصيل أهم. مالاتشنكو يقول لفرانس برس إن “ليبيا هي النفط. والروس يتقربون منها منذ زمن”. وتسيطر ليبيا على احتياطيات نفط هائلة، وتضخ 1.3 مليون برميل يوميًا رغم الصراع الحالي.

وفي ديسمبر، أعلنت المؤسسة الوطنية للنفط في ليبيا (المتوافق على شرعيتها بين حفتر والسراج) استئناف نشاط “تات نفط” الروسية في البلاد بعد توقف 5 أعوام، ضمن اتفاقية وقعت في 2005 تنص على حصول الشركة الروسية على نحو 10.5% من حصص الإنتاج في حوض غدامس الذي تقدر إجمالي احتياطياته القابلة للاستخراج بأكثر من 3.5 مليار برميل.

وتعني مساعدة حفتر في الزحف باتجاه طرابلس والاستيلاء عليها السيطرة على حقول النفط وتهديد الإمدادات الغربية منها.

وتؤمن مجموعة فاجنر بالفعل معظم المنشآت النفطية الخاضعة لسيطرة خليفة حفتر. وهذا يعطيها نفوذًا على أوروبا، التي تستهلك النفط الليبي الخام.

وبخلاف قطع إمدادات النفط، ستحمل روسيا مفاتيح بوابة أوروبا بالتحكم في حركة المهاجرين الذين يعبرون البحر المتوسط إلى جنوب أوروبا.

ويفصل البحر المتوسط بين ليبيا وإيطاليا بمسافة 300 ميل فقط، وهي نقطة انطلاق لعشرات الآلاف من المهاجرين غير الشرعيين.

تفاهمات ما قبل القصف.. كيف تعيد روسيا و تركيا تقسيم إدلب السورية؟ | س/ج في دقائق

منتدى غاز شرق المتوسط.. خبر صغير في الجرائد وتطور كبير في السياسة | س/ج في دقائق


كيف دخلت الولايات المتحدة على الخط؟

الولايات المتحدة تتهم روسيا بإسقاط طائرة بدون طيار كانت تجري مهمة استطلاع قرب طرابلس الشهر الماضي.

ستيفن تاونسند، قائد القيادة الأمريكية في أفريقيا، حذر من تدخل روسيا في ليبيا، مطالبًا بإعادة حطام الطائرة، لكنه قال إن مشغلي الدفاعات الجوية “لم يعلموا أنها كانت طائرة أمريكية”.

لنتشارك محاولات الحل

وزير الدفاع الأمريكي مارك إسبر، أعرب عن اعتقاده بأن روسيا تحاول “حشر أصابعها على نطاق واسع” في الحرب الأهلية في ليبيا سعيًا لتحريك الموقف لصالحها.

وقال محمد علي عبد الله، مستشار الشؤون الأمريكية في حكومة طرابلس لـ “رويترز” إن الروس فقط يملكون القدرة على إسقاط طائرة أمريكية دون طيار، بينما لا يملك حفتر القدرة أو المعدات اللازمة.

وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو قال إن الولايات المتحدة تريد العمل مع روسيا لإنهاء الصراع في ليبيا. لكنه ذكر نظيره الروسي سيرجي لافروف بالحظر المفروض على نقل الأسلحة إلى هناك، وأنه لا ينبغي لأية دولة توفير عتاد إضافي لأطراف الصراع.

بومبيو أضاف أن الولايات المتحدة حذرت جميع الدول من إرسال أسلحة إلى ليبيا التي لا يمكن حل أزمتها عسكريًا، معتبرًا أن روسيا يمكن أن تساعد في الوصول إلى طاولة المفاوضات.


لعبة القيصر والسلطان.. نزاع “النسر والهلال” الممتد بين روسيا وتركيا | الحكاية في دقائق

إسرائيل – أذربيجان – تركيا.. كيف وصلت أوربيتر 3 الإسرائيلية إلى ميليشيات حكومة طرابلس؟ | س/ج في دقائق

ليبيا.. تهديدات السياسة تكبل كنز الاقتصاد


رابط مختصر
للمشاركة لـ فيسبوك

التعليقات (0)

يجب عليك .. تسجيل الدخول أو التسجيل لتتمكن من التعليق.

تعليقات الفيسبوك