سوريا التطبيق العملي لمنطق ترامب .. هل قرأنا ما فعله جيدا !!

سوريا التطبيق العملي لمنطق ترامب .. هل قرأنا ما فعله جيدا !!

24 Oct 2019
الشرق الأوسط
رابط مختصر
للمشاركة لـ فيسبوك
حجم الخط

منطق ترامب: أمريكا يجب ألا تهدر مواردها في صراع لا تكسب منه، ولا يمكن أن تفوز فيه. وهكذا تعامل مع سوريا. لنفهم هذا نبدأ من السؤال البسيط. 

ما الأهمية الاستراتيجية لسوريا بالنسبة للولايات المتحدة؟

الحقيقة أنها قليلة إلى منعدمة. حين تفكر في الأمر بعقلية “استثمارية”، بحساب التكاليف والعوائد، لم تكن سوريا أبدا بتلك الأهمية التي تجعل الولايات المتحدة تخوض من أجلها حربا. 

وأنا هنا أتحدث عن الأهمية الإيجابية، أي الأهمية المتمثلة في المكاسب المنتظرة. 

ترامب: لماذا يجب أن أحارب من أجل سوريا وهي على بعد ٧ آلاف ميل؟ اتهم الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الدول الأوروبية…

Posted by ‎دقائق‎ on Tuesday, October 15, 2019

لكن الأهمية السلبية، أي الأهمية النابعة من قدرة دولة ما على إحداث ضرر بالمصالح الأمريكية فشأن آخر. سوريا، من خلال محور الممانعة، اعتمدت على هذا النوع من الأهمية، فبسبب ارتباطها بطهران ولبنان استطاعت تشكيل خطر على إسرائيل، حليفة أمريكا. 

لو اختبرنا هذا النوع من الأهمية، بعد عشرين سنة من تحرير الجنوب اللبناني، وثماني سنوات من الحرب الأهلية السورية، لاكتشفنا أنه هو الآخر يكاد ينعدم. 

كانت آخر محاولاته لتثبيت قدرته على ضرب مصالح أمريكا وحلفائها  في ٢٠٠٦. لكنها فشلت فشلت ذريعا رغم ادعاءات حسن نصر الله وحزب الله بإحراز نصر إلهي. متحللة من انتقادات دولية بالاحتلال، ردت إسرائيل لحزب الله الصاع صاعين، دمرت كل جسر في لبنان وصلت إليه. حاصرت البلد جوا وبحرا. ثم أوقفت النار بعد إرغام حزب الله على وضع أسوأ من وضعه عام التحرير، عام ٢٠٠٠. 

في الفترة اللاحقة انقلب حزب الله على الداخل، بينما أمنت إسرائيل حدودها تماما. هذا من ناحية. 

فشل الممانعة لم يقف عند هذا الحد.. في عام ٢٠١١ انتقل الصراع الطائفي الذي طالما غذاه محور الممانعة في لبنان – واثقا من انتصاره – إلى سوريا. وبعد ثماني سنوات من الصراع النتيجة أن الولايات المتحدة اعترفت بالجولان ضمن أراضي إسرائيل. 

أي أن محور الممانعة فقد جبهتين، ناهيك عن فقدان القدرة والإرادة والغطاء الشعبي. فقد “الأهمية السلبية”. 

نعود إذن إلى السؤال: ما المصلحة الأمريكية في سوريا؟

لا شيء. لقد تحققت بالفعل. بتحييد قدراتها السلبية (من وجهة نظر الولايات المتحدة). لقد سقط “الرئيس المقاوم” بشار الأسد في الكماشة التركية الإسرائيلية. 

لكن أمريكا حققت لنفسها ما هو أكثر: اعترفت بالنفوذ الروسي في سوريا، كما كان أيام الحرب الباردة. هل يعتبر هذا مكسبا؟

سوريا مهمة – إيجابيا – بالنسبة لروسيا. في نزاعها التاريخي مع تركيا على إرث الإمبراطورية البيزنطية هناك مدخلان لروسيا حين ننظر إلى الخريطة من جهتنا. أحدهما البلقان، وهو حاليا تحت سيطرة الناتو بشكل أكبر، ولا شك في أن روسيا قادمة إليه بعد تأمين شبه جزيرة القرم والجوار الأوكراني. (نسمع إردوغان يتحدث كثيرا عن البلقان وإرث أجداده هذه الأيام).

صفقة القرن في سوريا.. هل يحققها بوتين على أنقاض الانسحاب الأمريكي؟| س/ج في دقائق

أما المدخل الآخر فالساحل الشرقي للمتوسط، وبوابته الأهم – سوريا. البلد المجاورة لتركيا، والتي لن يمر توسع تركي إلا من خلالها. وفي نفس الوقت، البلد التي توفر لروسيا قاعدة عسكرية لنفوذ في شرق المتوسط، كفيل بأن يضمن لها دورا حاضرا بقوة في ملف الغاز – الورقة الرابحة للدبلوماسية الروسية نحو أوروبا. 

الاعتراف الأمريكي بنفوذ روسيا في سوريا يريحها من “وجع دماغ” سياسي كبير. ليس فقط لأن روسيا ستكون مسؤولة عن منطقة “لا منها ولا كفاية شرها”، بل لأنها – أيضا – ستحجم بطريق غير مباشر النفوذ الإيراني. بحيث تسمح للولايات المتحدة وحلفائها بالتركيز على منطقة النفوذ الإيراني الأهم .. العراق. 

يجب أن نتذكر هنا الاجتماع الأمني الذي عقد في القدس بمشاركة رؤساء أجهزة الأمن القومي في أمريكا وروسيا وإسرائيل. هذا الاجتماع الثلاثي المغلق هو ما نراه على الأرض الآن. ولا عزاء للعناصر المحلية الداعمة التي شجعت – كل حسب ولائه – قوتين إقليمتين إمبرياليتين محدودتين على النطح قبل الشطح. السياسة لا ترحم من يفعل ذلك. 

قمة القدس.. خلاف في العلن وصفقة محتملة في الكواليس | س/ج في دقائق

والقصة لم تنته بعد!


تاريخ “العناصر المحلية الداعمة” للاحتلال العثماني في مصر والشام | عبد السميع جميل

رجب فوق صفيح ساخن .. يطارد خيط دخان | خالد البري

أصحاب الأرض.. أيا ما كانت المساومة السياسية في شمال شرق سوريا فلها ضحايا | الحكاية في دقائق

رابط مختصر
للمشاركة لـ فيسبوك

التعليقات (0)

يجب عليك .. تسجيل الدخول أو التسجيل لتتمكن من التعليق.

تعليقات الفيسبوك