س/ج في دقائق: المعركة بين أوماراسا مانيجولت والبيت الأبيض حول “المعتوه”

س/ج في دقائق: المعركة بين أوماراسا مانيجولت والبيت الأبيض حول “المعتوه”

14 Aug 2018
رابط مختصر
للمشاركة لـ فيسبوك
حجم الخط

دخل الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في مناوشات شرسة مع مساعدته السابقة أوماروسا مانيجولت، على خلفية مذكراتها “المعتوه”، التي ستصدر رسميًا في وقت لاحق، اليوم الثلاثاء.

التاريخ المهني لأوماراسا مانيجولت قبل المعتوه؟

كيف تحولت علاقتها بترامب من الود إلى العراك؟

ماذا كشفت في الكتاب عن حياتها في البيت الأبيض؟

لماذا خرجت من البيت الأبيض؟

كيف تعامل ترامب وإدارته مع “المعتوه”؟

تاريخ من المناوشات قبل “المعتوه”

في التسعينيات، عملت أوماروسا في مكتب نائب الرئيس الأمريكي آل جور في فترة ولاية بيل كلينتون، لتخرج بعد طردها من الوظيفة بتصريح قالت فيه: “كانت بيئة صعبة للغاية. لا يؤمنون بالتدريب. فقط يرمونك في النار”.

وردت مديرة مكتب نائب الرئيس حينها قائلة إن أوماروسا كانت أسوأ موظفة اتخذوا قرارًا بتعيينها.

بعد ذلك ذهبت إلى وزارة التجارة عبر مكتب موظفي البيت الأبيض، لتطيح بها رئيستها، التي وصفتها بـ “شخص مزعج وغير مؤهل”.

وخلال مشاركتها في برامج تليفزيون الواقع، كانت بين الأكثر إثارة للجدل، لدرجة وصفها في 2004 بـ “المرأة التي تحب أمريكا أن تكرهها”، و”One Bad Girl”، لتتهم منتجي البرنامج بالتلاعب في لقطات مصورة لتبدو وكأنها شريرة.

وبعد وقت قصير من فوز دونالد ترامب في الانتخابات الرئاسية، هددت بأن ترامب يمتلك قائمة سوداء من الجمهوريين الذين صوتوا ضده في الانتخابات الرئاسية.

وفي يونيو 2017، وجهت دعوة لكتلة النواب السود لزيارة البيت الأبيض، حملت توقيع “المبجلة أوماروسا مانيجولت”، وهو ما أثار تحفظ بعض النواب، كون اللقب لا يستخدم مع مساعدي السياسيين، ولا يصح إطلاقه من شخص على نفسه، لترفض الكتلة لاحقًا قبول الدعوة.

وفي أغسطس 2017، تحولت مشاركة أوماروسا في مؤتمر الرابطة الوطنية للصحفيين السود حول “فقدان الأحباء في أعمال عنف” إلى مبارزة من الصراخ مع مدير الجلسة إد جوردون، بعدما تحولت التساؤولات إلى انتقاد ترامب.

كيف بدأت علاقتها بترامب؟ وإلى أين وصلت؟

أوماروسا كانت نجمة لبرامج تليفزيون الواقع، وبينها “سليبرتي أبرينتس”، حيث تقابلت مع ترامب قبل نحو 15 عامًا وتوطدت علاقتهما.

شغلت منصب مديرة التواصل الأفريقي الأمريكي لحملة دونالد ترامب الرئاسية 2016، وكانت عضوًا في لجنة تسلم السلطة بعد فوز ترامب بالمنصب، ثم انضمت لفريقه الرئاسي كمديرة للاتصالات في مكتب الاتصال العام بالبيت الأبيض، ومسؤولة عن تحسين صورته بين الأمريكيين من أصل أفريقي.

واجهت اتهامات بممارسة الجنس مع ترامب، نفتها في فبراير 2018، لكنها قالت إن “أحدهم يفعل هذا الأمر مع الجميع داخل البيت الأبيض، لكنني لست هذه السيدة ولم ولن أفعل هذا الأمر أبدًا”.

تزوجت خلال عملها مع ترامب من جون إل نيومان، الذي يكبرها بنحو 18 عامًا، وأجرت جلسة تصوير الزفاف داخل البيت الأبيض، دون أن يُسمح بنشر الصور. واستضاف حفل الزواج فندق ترامب إنترناشيونال في واشنطن، وكان الرئيس ينوي توصيلها إلى زوجها بنفسه، لكن استقباله لنظيره الصيني في فلوريدا منعه من حضور الحفل.

خلال عملها، رفضت دعم ترامب في بعض المواقف، بينها إدانته “العنف من جميع الأطراف” في مظاهرة قامت بها مجموعة من “العنصريين” في فيرجينيا، ودعمه لمرشح ألاباما الجمهوري لمجلس الشيوخ روي مور، الذي قال إن “آخر مرة أمريكا كانت عظيمة فيها هي خلال فترة العبودية”.

لماذا خرجت من البيت الأبيض؟

استقالت مانيجولت من منصبها بعد مشادة كلامية قوية مع كبير موظفي البيت الأبيض، جون كيلي، خلال حفل عيد الميلاد، بعدما طالبته بإعادة منحها القدرة على الوصول الكامل لترامب، لينتهي الشجار بإخراجها من الحفل.

في 13 ديسمبر 2017، أعلن البيت الأبيض أنها تقدمت باستقالتها للبحث عن فرص أخرى، مشيرًا إلى أن الاستقالة لن تكون نافذة قبل 20 يناير التالي.

في 14 ديسمبر، غرد ترامب في وداعها قائلًا: “شكرًا لخدماتك يا أوماروسا.. أتمنى لكِ التوفيق”.

حينها، نفت مانيجولت أن تكون قد طردت من الحفل، قائلة إنّها دخلت في “نقاش قوي” مع كيلي، لافتة إلى أنها استقالت من منصبها ولم يتم طردها.

بالتزامن، نفى جهاز الخدمة السرية للبيت الأبيض إجبار أوماروسا على الاستقالة بتوصية من كبير موظفي إدارة ترامب، الجنرال جون كيلي.

اقرأ أيضًا: هل الأرقام الاقتصادية الإيجابية انتصار لسياسة ترامب؟

ماذا تكشف لاحقًا بخصوص الاستقالة؟

بثت أوماروسا محادثات سرية سجلتها للجنرال كيلي بينما يشكك في نزاهتها، مؤكدًا أنه يرغب في رحيلها عن البيت الأبيض بشكل ودي ودون التعرض لسمعتها مستقبلًا.

في تسجيل آخر، يهاتفها ترامب نفسه مبديًا صدمته من استقالتها، ليخبرها أن أحدًا لم يخبره بالأمر، وأنه يرغب في استمرارها بالبيت الأبيض.

أوماروسا كشفت أن لديها تسجيلات أخرى من الفترة التي أمضتها ضمن إدارة ترامب، وقالت: “كان علي أن أحمي نفسي، ولست نادمة على ذلك”.

وعندما سئلت عن كيفية التسجيل، قالت: “هذا البيت الأبيض الجميع فيه يكذبون، عليك أن توفر لنفسك فيه ما يمكنك الاستناد عليه”.

وقالت أوماروسا إن ترامب أشبه بالدمية في يد كيلي، الذي وصفته بالمدير الحقيقي للبيت الأبيض.

متى كشفت عن “المعتوه” لأول مرة؟

في ديسمبر 2017، بعد تقديم استقالتها وقبل سريانها، هددت أوماروسا بالكشف عن أسرار ووقائع قوية شهدت عليها خلال عملها.

وقالت لقناة ” إيه بي سي نيوز”:

“بصفتي الأمريكية من أصول أفريقية الوحيدة في البيت الأبيض، ومن كبار الموظفين، ومساعدة للرئيس، رأيت أشياء جعلتني أشعر بعدم الارتياح والانزعاج”.

وأضافت: “عندما أروي قصتي، ستكون قصة قوية أعلم أن العالم سيود سماعها”.

لاحقًا، زعمت أنها رفضت عرضًا للحصول على منصب رفيع في حملة إعادة ترشيح ترامب 2020، وراتب شهري 15 ألف دولار مقابل اتفاق بعدم إفشاء ما شاهدته.

لماذا أثار “المعتوه” غضب إدارة ترامب؟

تتضمن المذكرات ما تقول كاتبته إنها كواليس رأتها بعينها لما يحدث في البيت الأبيض خلال فترة عملها.

وفي المقتطفات التي سربتها أوماروسا لوسائل الإعلام، تزعم المؤلفة أنها شاهدت ترامب يبتلع وثيقة ورقية في إحدى المرات، بعد اجتماع عقده مع محاميه الشخصي في تلك الفترة، مايكل كوهين، مضيفة: “علمًا أن ترامب لديه هوس من الجراثيم، يجب أن تكون الوثيقة غاية في السرية”.

اتهمت أوماروسا ترامب أيضًا بعدم القدرة على كبح نزواته، ووصفته في أجزاء أخرى بالعنصري، حيث سمعته يصف الأمريكيين السود بـ “الزنوج”، كما استخدم كلمات مهينة أخرى، خلال تسجيل برنامج “سليبرتي أبرينتس” الذي كان يقدمه.

وتدعي أوماروسا أنها شهدت ترامب شخصيًا وهو يستخدم لفظا عرقيًا ليهين به زوج مستشارته كيليان كونواي لأنه نصف فلبيني.

يتضمن الكتاب أيضًا أن ترامب كان يرغب في أداء اليمين الدستورية واضعًا يده على كتابه “فن الصفقات” بدلا من الكتاب المقدس؛ باعتبار أنه “أعظم كتاب عن الأعمال في التاريخ، وأن من شأن القسم عليه أن يرمز إلى أنه على وشك إبرام صفقات ممتازة للبلاد، وأنه سيزيد من مبيعات الكتاب أيضًا”.

اقرأ أيضًا: تأثير ترامب العابر للحدود في SICARIO DAY OF THE SOLDADO

كيف تعامل ترامب وإدارته مع “المعتوه”؟

شن ترامب هجومًا لاذعًا على أوماروسا مانيجولت نيومان، وكتب عبر تويتر:

“توسلت إلي لاجد لها عملًا، وقد ملأت الدموع عينيها. قلت حسنًا. كان الجميع في البيت الأبيض يكرهونها. كانت شريرة، لكن لم تكن ذكية”.

وقال ترامب، إن مساعدته السابقة، التي وصفها بالحمقاء، “كانت تسئ للآخرين، ولطالما تغيبت عن الاجتماعات وعن العمل عندما كانت موظفة بالبيت الأبيض”، وأن كيلي كان يلقبها بـ “الفاشلة”، وحاول طردها من العمل.

وأضاف ترامب:

“أخبرته أن يحاول تدبر الأمر، إذا كان ذلك ممكنًا، لأنها لم تكن تذكر سوى أمور عظيمة بحقي. حتى إقالتها”.

البيت الأبيض وصف مذكرات أوماروسا بـ”المليئة بالأكاذيب والاتهامات الباطلة”، وقالت المتحدثة سارة ساندرز: “بدلًا من قول الحقيقة عن الرئيس الصالح ترامب، وما تبذله إدارته لجعل أمريكا آمنة ومزدهرة، فإن هذا الكتاب مليء بالأكاذيب والاتهامات الباطلة”.

وأضافت أن من “المحزن” تعامل وسائل الإعلام على محمل الجد مع كتاب موظفة سابقة تحاول جني الأرباح من هجمات زائفة.

اقرأ أيضًا: روسيا وانتخابات أمريكا: هل تواطأ ترامب؟ هذا هو السؤال القادم

إيه بي سي نيوز نقلت عن مسؤولين في البيض الأبيض أنهم يدرسون اتخاذ إجراءات قانونية ضد أوماروسا، بعد تسجيلها وتسريبها محادثات سرية جرت في أماكن حساسة ومأمونة بغرفة العمليات في المكتب البيضاوي، باعتبارها اعتداء صارخ على الأمن القومي.

بدوره، وصف المتحدث السابق باسم البيت الأبيض شون سبايسر ادعاءات أوماروسا بـ”الخيالية تمامًا”، مؤكدًا أنها خرقت القانون بتسجيل محادثات في المكان الأكثر سرية داخل البيت الأبيض.

الشبكة الإخبارية نقلت عن مسؤولين رفيعي المستوى مخاوفهم من تسريب محادثاتهم، مؤكدين أن المساعدة السابقة للرئيس وصلت إلى مستوى مختلف كليًا.

وأكد مسؤول سابق أن المواطنين باتوا مقتنعين أنها تعلم الكثير، وأن ما تقوله لا يقبل التكذيب، لتضيف مسؤولة سابقة آخرى: “على من أغضبها يومًا أن يتحسس عنقه لأن الأسبوعين المقبلين سيكونان قاسيين للغاية”.

رابط مختصر
للمشاركة لـ فيسبوك

التعليقات (0)

يجب عليك .. تسجيل الدخول أو التسجيل لتتمكن من التعليق.

تعليقات الفيسبوك