س/ج في دقائق: انفصال الكوريتين وحرب الخمسة مليون قتيل؟ ولماذا فشل إعلان القاهرة في حل الأزمة؟

س/ج في دقائق: انفصال الكوريتين وحرب الخمسة مليون قتيل؟ ولماذا فشل إعلان القاهرة في حل الأزمة؟

15 Aug 2018
رابط مختصر
للمشاركة لـ فيسبوك
حجم الخط

تستعد كوريا لعقد قمة جديدة تجمع الزعيم الشمالي كيم جونج أون والرئيس الجنوبي مون جيه إن في بيونج يانج خلال سبتمبر المقبل. الأزمة الكورية حدثت قبل مولد معظم سكان الأرض. انفصال الكوريتين بالنسبة لهؤلاء هو الواقع الذي لا يعرفون غيره. هنا نقدم إجابات على الأسئلة الرئيسية في الموضوع الكوري.

متى انفصلت الكوريتان؟

ما أسباب الخلاف التاريخي؟

فضيحة المال مقابل القمة؟

لماذا ترفض الولايات المتحدة إنهاء حالة الحرب؟

متى انفصلت الكوريتان؟ 

توحدت ممالك كوريا منذ 668م، حتى احتلت اليابان، ذات الأطماع التاريخية في شبة الجزيرة الكورية، البلاد في 1910، ووقع الطرفان معاهدة ضم الإمبراطورية الكورية لليابان في 22 أغسطس من نفس العام، ودخلت حيز التنفيذ بعدها بأسبوع، وهو ما أقرته المملكة البريطانية، المنخرطة مع اليابان في التحالف الأنجلو-ياباني منذ 1902.

في 1 مارس 1919، انطلقت حركة مقاومة للاحتلال الياباني، ببيان إعلان الاستقلال، ليخرج الكوريون في مظاهرات حاشدة بلغ ضحاياها 7500 قتيل، وأكثر من 46 ألف معتقل، وآلاف المصابين.

وفي 13 أبريل التالي، تشكلت حكومة كوريا الجزئية المؤقتة في شنجهاي الصينية، لتصبح الممثل الشرعي للكوريين.

ونظمت الحكومة الجزئية جيشًا للاستقلال الوطني في 1941 وأعلنت الحرب على اليابان. ونفذ الجيش عمليات عسكرية إلى جانب القوات البريطانية في ميانمار والهند خلال الحرب العالمية الثانية. حيث كانت بريطانيا واليابان خصمين في تلك الحرب.

وظل الاحتلال الياباني لشبه الجزيرة الكورية قائمًا لـ 35 عامًا حتى نهاية الحرب العالمية في 15 أغسطس 1945، عندما استسلمت الإمبراطورية اليابانية لقوات التحالف الأمريكية والسوفييتية، لتتحول كوريا إلى حكومتين؛ الشمالية تحت وصاية الاتحاد السوفييتي، والجنوبية تحت وصاية الولايات المتحدة، ويفصل بينهما خط العرض 38، الذي تحول إلى خط فاصل بين الكوريتين.

وكان المخطط يقضي بعودة “كوريا حرة ومستقلة” وفق إعلان القاهرة، الصادر عن اجتماع الرئيس الأمريكي فرانكلين روزفلت، ورئيس الوزراء البريطاني ونستون تشرشل، والجنرال شيانج كايشك القائد العام للجيوش الصينية، في العاصمة المصرية في نوفمبر 1943.

اقرأ أيضًا: لماذا الرأسمالية “عندها دين” والشيوعية “ملحدة”؟

ماذا حدث لاتفاق القاهرة؟

برحيل الاحتلال الياباني، وتحول كوريا إلى دولتين، تاسست حكومة شيوعية في الشمال، وأخرى موالية لواشنطن في الجنوب عام 1948، رغم الاتفاق الأمريكي السوفييتي في ديسمبر 1945 على إدارة البلاد بما وصف باللجنة الأمريكية السوفيتية المشتركة.

وانقلب الطرفان على الاتفاق بعد انتفاضات شعبية في شطري كوريا رفضًا للوجود الأجنبي، فدعت الولايات المتحدة لانتخابات في شبه الجزيرة، عارض الاتحاد السوفييتي تنظيمها في الشطر الشمالي، فأجريت في الجنوب فقط برعاية أممية.

وتنافس حكام الشطرين على فرض السيادة على كامل أراضي شبه الجزيرة، وتبادلا الهجمات العسكرية على طول الحدود من 1949 حتى أوائل 1950.

وفي 25 يونيو 1950، شنت كوريا الشمالية هجومًا واسعًا على الجنوب، بدعم صيني واسع وسوفييتي محدود.

وبينما كان الشماليون يبدون قاب قوسين من نجاح المخطط، دفعت الولايات المتحدة بقوات أممية معظمها أمريكية، لتنقلب كفة الصراع، حيث عبرت القوات الأممية إلى داخل كوريا الشمالية أكتوبر 1950، ونجحت في احتلال بيونج يانج.

هنا تدخلت الصين بثقلها، وتصدت للقوات المهاجمة، ثم واصلت التقدم حتى سول في يناير التالي، واستمر الكر والفر، حتى التوصل لاتفاق وقف إطلاق النار بين كوريا الشمالية والولايات المتحدة في 27 يوليو 1953، بعد وصول أعداد الضحايا إلى نحو 5 ملايين قتيل، أكثر من نصفهم مدنيين، بما يمثل 10% من مجموع سكان الكوريتين.

ومنح الاتفاق كوريا الجنوبية أراضٍ إضافية، تبلغ مساحتها 1500 ميل مربع، قرب خط العرض 38، كما نص على تحديد منطقة منزوعة السلاح، يبلغ عرضها نحو ميلين.

واستمرت الجارتان في حالة حرب مفتوحة من الناحية الفعلية، باعتبار أن الاتفاق الموقع يشير إلى هدنة وليس معاهدة سلام.

اقرأ أيضًا: في الأنظمة الشمولية.. لماذا يصل الأسوأ للقمة؟

هل اجتمع زعيما البلدين سابقًا؟

تحمل القمة المرتقبة رقم 5 بين زعيمي البلدين، حيث شارك زعماء سابقًا في أربعة اجتماعات، بدأت في 2000، وعقدت أحدث حلقاتها في مايو الماضي.

في يونيو 2000، اجتمع الرئيس الجنوبي كيم داي جونغ والزعيم الشمالي كيم جونغ إل في بيونج يانج، لأول مرة منذ الحرب الأهلية.

وبنهاية القمة، توصل الزعيمان لاتفاق من ثماني نقاط أساسية، أهمها تخفيف التوترات العسكرية، ودعم التعاون الاقتصادي، وضرورة إنهاء الهدنة وإقامة سلام دائم، ولم شمل الأسر المشتتة.

بعد سنوات من الاجتماع، تكشفت فضيحة “المال مقابل القمة”، حيث مررت شركة هيونداي الجنوبية 500 مليون دولار إلى كوريا الشمالية مقابل انعقاد القمة، كشفت التحقيقات أن 400 مليون منها كانت استثمارات شرعية، بينما الـ 100 الأخرى كانت أموالًا دفعتها الحكومة الجنوبية لإقناع النظام الشمالي بالاجتماع.

وفي أكتوبر 2007، انعقدت القمة الثانية بين الرئيس الجنوبي روه مو هيون والزعيم الشمالي كيم جونغ إل، في مدينة كايسونج الشمالية الحدودية، وجدد الزعيمان التزامهما بالاتفاق السابق، وتعهدا باستبدال الهدنة بمعاهدة سلام دائمة.

وفي 26 أبريل الماضي، اجتمع الرئيس الجنوبي مون جيه إن والزعيم الشمالي كيم جونج أون في قرية بانمونجوم الجنوبية الحدودية، والتي شهدت في الماضي على توقيع اتفاق الهدنة.

وشهدت القمة عبور زعيم كوري شمالي أراضي الجنوب لأول مرة، وصدر عنها “إعلان السلام والرخاء والتوحيد”.

وأعلن الزعيمان رسميًا أنه لم تعد هناك حرب في شبه الجزيرة الكورية، وأن حقبة جديدة من السلام بدأت.

وتضمن الاتفاق لم شمل العائلات المشتتة، والالتزام بمبدأ حق تقرير المصير للأمة الكورية، والتوقف نهائيًا عن جميع أعمال العدوان، وعقد اجتماعات مكثفة لإنهاء الهدنة وتأسيس سلام متين.

واجتمع الزعيمان مجددًا بعد شهر واحد في نفس المكان لمدة ساعتين، تمهيدًا لاجتماع يونيو بين الزعيم الشمالي والرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الذي كان قمة هي الأولى من نوعها بين واشنطن وبيونج يانج.

وقالت الرئاسة الجنوبية في بيان مقتضب، إن القائدين تبادلا بصراحة وجهات النظر لإنجاح القمة المرتقبة وتنفيذ إعلان بانمونجوم.

ماذا ننتظر من القمة المقبلة؟

يقول رئيس لجنة الوحدة الشمالي ري سون جون، إن مشاورات التجهيز للقمة أسفرت عن اتفاق على تفاصيل محددة لم يفصح عنها، لكنه طالب بإزالة العقبات التي تعرقل تطبيع العلاقات الثنائية.

ري حذر من أن عدم حل القضايا المعلقة قد يتسبب بمشكلات غير متوقعة، وقد تواجه الملفات المطروحة بالفعل صعوبات.

بدوره، قال وزير الوحدة الجنوبي تشو ميونج جيون، إن الزعيمين سيناقشان نزع سلاح الشمال النووي، وكيفية إرساء السلام في شبه الجزيرة الكورية.

هل تتوحد الكوريتين مجددًا؟

يحمل التاريخ والقمم المتتالية رؤية موحدة بين الجانبين بأن شبه الجزيرة الكورية دولة واحدة، لكن آليات التنفيذ تبقى محل خلاف، خصوصًا أن الشطر الجنوبي لم يكن طرفًا في اتفاق وقف إطلاق النار بين الجار الشمالي والولايات المتحدة.

وما تزال القوات الأمريكية موجودة على أراضي كوريا الجنوبية منذ اتفاق وقف إطلاق النار في شبه الجزيرة الكورية، ويبلغ عددها حاليًا أكثر من 20 ألف عسكري.

وفي التاسع من أغسطس، جددت كوريا الشمالية طلبها للولايات المتحدة بالموافقة على إعلان إنهاء الحرب الكورية، بينما لا تزال واشنطن ترغب في إحداث تقدم في محادثات نزع السلاح النووي المملوك لـ بيونج يانج أولًا.

رابط مختصر
للمشاركة لـ فيسبوك

التعليقات (0)

يجب عليك .. تسجيل الدخول أو التسجيل لتتمكن من التعليق.

تعليقات الفيسبوك