من هو هشام عشماوي.. من الصاعقة إلى درنة إلى حبل المشنقة؟ | س/ج في دقائق

من هو هشام عشماوي.. من الصاعقة إلى درنة إلى حبل المشنقة؟ | س/ج في دقائق

24 Feb 2020
رابط مختصر
للمشاركة لـ فيسبوك
حجم الخط

تقارير متضاربة حول تنفيذ السلطات المصرية حكم الإعدام الاثنين 24 فبراير 2020، بحق المدان بتهم إرهابية، هشام عشماوي، بعد حكمين نهائيين بالإعدام لإدانته في قضيتي الفرافرة وأنصار بيت المقدس الثالثة.. عدة تقارير أكدت الخبر، لكن محاميه ينفي تلقيه أو أسرته أي إخطار بتنفيذ الحكم.

فمن هو هشام عشماوي؟ ولماذا وكيف وصل إلى هذا المصير؟


من هو هشام عشماوي؟

ولد هشام علي عشماوي مسعد إبراهيم عام ١٩٧٨ بحي مدينة نصر، والتحق بالكلية الحربية في 1996، ليتخرج منها وينضم إلى سلاح المشاة في القوات المسلحة المصرية، ومنها إلى قوات الصاعقة حتى وصل إلى رتبة مقدم، وعمل في سيناء والمنطقة الغربية، أكثر من 10 سنوات، حفظ خلالها جغرافيتها وتضاريسها، وخاض تدريبات متقدمة، بعضها في الولايات المتحدة، أبدى تفوقًا ملحوظًا خلالها.

ثارت الشكوك حول تبدل أفكاره إلى التشدد الديني على يد الضابط السابق طارق أبو العزم – المحكوم عليه بالمؤبد حاليًا في قضية تتعلق بعمليات أنصار بيت المقدس- فخضع لتحقيقات ومحاكمات عسكرية متلاحقة.

نقل أولًا إلى عمل إداري داخل الجيش، قبل خروجه نهائيًا من الخدمة بين عامي 2007 و2011، فاتجه إلى العمل في التجارة، وخلالها تعرف على مجموعة من معتنقي الفكر الجهادي في أحد مساجد حي المطرية القاهري.

اقرأ أيضًا| الوسطية الإخوانية.. ذئب ليلى

بعد إعلان الرئيس المصري الأسبق محمد حسني مبارك تنحيه عن منصبه في فبراير 2011، وامتداد نفوذ جماعة الإخوان سياسيًا ومجتمعيًا، باتت الفرصة سانحة للضابط المفصول هشام عشماوي، للانضمام لمن يشاركونه الأفكار نفسها.

في هذه الفترة انضم إلى خيام جماعة “التوحيد والجهاد”، وتقرب من مناصري تنظيم القاعدة،، ونشأت علاقة بينه وبين القيادي محمد الظواهري، الذي خرج من السجن بعد مظاهرات 25 يناير 2011.

كيف توسع دوره؟

قبيل سقوط الرئيس السابق محمد مرسي، أبدت التيارات الإسلامية اهتمامًا بدعم “المجاهدين” ضد نظام الرئيس السوري بشار الأسد، فسافر عشماوي إلى تركيا في أبريل 2013، عبر مطار القاهرة الجوي، وتسلل عبر الحدود إلى سوريا، حيث تلقى تدريبات حول تصنيع المواد المتفجرة والعمليات القتالية في معسكرات جبهة النصرة.

لم يستمر وجود هشام عشماوي في سوريا طويلًا، إذ عاد إلى القاهرة بعد سقوط الرئيس المنتمي للتيارات الإسلامية، فشارك في اعتصام رابعة العدوية، الذي تمكنت الأجهزة الأمنية من فضه في أغسطس 2013، فانتقل إلى سيناء، حيث انضم إلى أنصار بيت المقدس، الذين استفادوا من خبرته في تدريب عناصر التنظيم، والتخطيط مع عدد من تلاميذه “العسكريين المفصولين” لتنفيذ عمليات ضد قوات الجيش والشرطة، ومن هؤلاء

  • عماد عبد الحميد، الذي قاد لاحقًا عملية الواحات
  • وليد بدر، المسؤول عن عدد من العمليات
  • الانتحاري الذي استهدف وزير الداخلية السابق محمد إبراهيم في 2013.

في نهاية 2013، حاصرت قوات الأمن عشماوي و24 آخرين لمدة 24 ساعة في الصحراء بالقرب من العين السخنة، وقتل 5 في هذه العملية، لكن عشماوي وفردا أخر تمكنا من الفرار.

اقرأ أيضًا| أفخاخ الإسلاميين: 6- فخ المظلومية

بين صفوف أنصار بيت المقدس، زامل عشماوي التكفيري همام عطية، واستمرا في التنظيم حتى نهاية 2014، عندما نقل قادة الجماعة بيعتهم من القاعدة إلى داعش، وهو ما رفضه الاثنان، فانسحبا دون صراع.

أسس عطية جماعة “أجناد مصر”، التي شنت هجمات في محيط القاهرة حتى تفككت بمقتل قائدها في مداهمة بحي فيصل جنوب القاهرة في 2015، بينما انفصل عشماوي إلى منطقة الحدود الليبية، وهناك فتح مسرح عمليات جديدا، كان من بين عملياته هجوما الفرافرة.

وأصيب عشماوي في هجوم الفرافرة الثاني منتصف 2014، حيث كان أقرب إلى قبضة الأمن المصري من أي وقت مضى، لكنه تمكن من الهرب، وانتقل إلى ليبيا، حيث استقر في درنة، وأطلق تنظيمًا جديدًا يوالي القاعدة.

اقرأ أيضًا| الإطار الفكري ومخاطر إهماله


عاد إلى القاعدة، لماذا؟

في ليبيا، حيث الفوضى الأمنية حاضرة في كل مكان، انشغل هشام عشماوي بتأسيس تنظيم جديد يتولى مسؤوليته بنفسه.

وخرج خلاف عشماوي مع داعش إلى النور منتصف 2015، حيث أصدر تسجيلًا صوتيًا بكنية “أبي عمر المهاجر”، معلنًا تأسيس تنظيم “المرابطين” الموالي للقاعدة، ومتوعدًا قوات الجيش والشرطة المصرية بالمزيد من العمليات.

وشن “المرابطون” هجمات معقدة ضد قوات الأمن المصرية، تميزت بالاحتراف والتخطيط العسكرى والكمائن، كان أهمها هجوم الواحات.

في هذه الأثناء، وصلت داعش –التي فر منها هشام عشماوي في سيناء- إلى مقر قيادته في درنة، فدخلا في صراع وصل إلى حد تكفير عشماوي وإهدار دمه.

اقرأ أيضًا| المؤسسات قبل الانتخابات!


كيف سقط في درنة؟

لم يكن إسقاط هشام عشماوي هينًا، فالرجل الذي هرب من قبضة محكمة للأمن المصري مرتين كان قريبًا من الإفلات من جديد.

مع بدء الجيش الليبي عملية تطهير درنة في مايو 2018، لم يعد بقاء عشماوي في المدينة آمنا عليه. تقارير صدرت في يوليو 2018، أكدت هروبه من درنة إلى سرت، بعد رصده بين منطقتي المغار والقلعة، وسط درنة، وعثور الجيش الليبي على عدد من السراديب تحت المدينة ممتدة إلى خارجها.

كان عشماوي قد فقد ذراعيه التنظيميين في أوقات قريبة؛ فتلميذه عماد عبد الحميد لقى مصرعه في هجوم الواحات المصرية في أكتوبر 2017، ومفتي القاعدة عمر رفاعي سرور قتل في يونيو 2018. معلومة مقتل سرور ظلت في نطاق التكهنات منذ ذلك التاريخ وحتى سقوط عشماوي، رفقة أسرة سرور، التي أكدت أنباء مقتله.

مقتل سرور ضرب عشماوي في مقتل، ليس فقط لخسارة أحد أهم رجاله، بل لتسببه في تفجير صراع داخلي بين عناصر القاعدة، الذين طالبوا بشن عملية كبرى انتقامًا لمقتله، في مقابل الضابط المصري المفصول وأنصاره، الذين فضلوا الانسحاب التكتيكي من درنة لحين إعادة ترتيب الأوراق.

تبعد درنة 200 كم فقط عن الحدود المصرية، ما أثار تخوفًا من لجوء عشماوي للصحراء الغربية المصرية، وشن هجمات انتحارية ضد قوات الجيش هناك، لكن الضغوط الأمنية حالت دون تنفيذ الخطة.

في القاهرة كان التنسيق حاضرًا مع قوات الجيش الليبي، ونقلت صحيفة “الحياة” عن مصادر مطلعة لم تسمها أن تبادل المعلومات بين الطرفين أدى لمداهمة الأمن المصري منزل عائلة سرور في الإسكندرية بالتزامن مع أنباء فراره من درنة.


لماذا حُكم عليه بالإعدام؟

بالإضافة لملف اتهامات طويل لدى جهات التحقيق المصرية، أدين هشام عشماوي وآخرين بارتكاب 54 جريمة تضمنت اغتيالات لضباط شرطة، ومحاولة اغتيال وزير الداخلية السابق محمد إبراهيم، وتفجيرات طالت عدة منشآت أمنية في قضية تنظيم “أنصار بيت المقدس”، كما اتهم بالمشاركة في قضية “أحداث الفرافرة” التي قتل فيها 21 فردًا من قوات حرس الحدود في نقطة حراستهم بمدينة الفرافرة على حدود الوادي الجديد. وواجه عشماوي اتهام التخطيط والتدريب والمشاركة في تنفيذ الهجوم بنفسه.

عشماوي كذلك متهم بالضلوع في أغلب الهجمات الإرهابية التي حدثت في مصر في السنوات الأخيرة، وبينها معركة كمين الواحات في أكتوبر 2017، التي قُتل فيها 16 شرطيًا مصريًا، والهجوم على سفينة حربية في دمياط نوفمبر 2014، ومحاولة اغتيال وزير الداخلية الأسبق محمد إبراهيم، واغتيال النائب العام الراحل هشام بركات، والإعداد لاستهداف الكتيبة 101 حرس حدود “مذبحة العريش الثالثة”، وتفجير مبنى مديرية أمن الدقهلية، وتفجيرات الكنائس ودير الأنبا صمؤيل في المنيا، وقضية عرب شركس، بخلاف تأسيس وتدريب خلايا إرهابية في ليبيا ونقلهم لتنفيذ عمليات إرهابية في مصر.


صناعة الإرهاب| كيف يتحول المسلم العادي إلى إرهابي؟ | (١) العقل النصي | عبد السميع جميل

صناعة الإرهاب | كيف يتحول المسلم العادي إلي إرهابي؟ | (2) شمولية العبادة | عبد السميع جميل

رابط مختصر
للمشاركة لـ فيسبوك

التعليقات (0)

يجب عليك .. تسجيل الدخول أو التسجيل لتتمكن من التعليق.

تعليقات الفيسبوك