س/ج في دقائق: هل تنقل القضية 4000 نتنياهو من الحكم إلى السجن؟

س/ج في دقائق: هل تنقل القضية 4000 نتنياهو من الحكم إلى السجن؟

20 Aug 2018
الشرق الأوسط
رابط مختصر
للمشاركة لـ فيسبوك
حجم الخط

تواصل السلطات الإسرائيلية تحقيقاتها مع رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو وعائلته، في شبهات فساد جديدة تحملها القضية 4000 والتي ظهرت ضمن سلسلة شملت خمس قضايا أخرى على الأقل، بينها القضية 1000، و2000، و3000، و1270، وقضية طلبات الولائم.

ما هي القضية 4000؟

ما نقطة التحول التي وضعت نتنياهو بخانة المتهم؟

ومتى يصدر القرار النهائي؟

السطور التالية تحاول كشف التفاصيل المتوفرة حول القضية، والإجابة على الأسئلة حولها.

ما هي القضية 4000؟

يواجه نتنياهو، الذي يستعد لانتخابات يتوقع أن تأتي به رئيسًا لوزراء إسرائيل للمرة الخامسة، اتهامات بالتورط في قضية فساد جديدة، بمنح مزايا تنظيمية لشركة “بيزك”، عملاق الاتصالات الإسرائيلي، مقابل نشر تغطيات إخبارية إيجابية عنه وعن زوجته سارة على موقع “واللا”، أحد أهم المواقع الإخبارية في إسرائيل.

كيف بدأت التحقيقات فيها؟

بدأ النشر عن القضية 4000 في فبراير 2018، مع تسليم الملف إلى الشرطة بعدما أدارته في البداية هيئة الأوراق المالية.

واعتقلت الشرطة حينها رجل الأعمال شاؤول أولوفيتش، الذي يسيطر على “بيزك”، وعدة أشخاص بينهم معاونون مقربون  لرئيس الحكومة ومسؤولون كبار في الشركة، ضمن تحقيق مشترك بين سلطة الأوراق المالية والوحدة القطرية لمكافحة الفساد والجريمة المنظمة “لاهف 433”.

وذكرت الشرطة أنها تملك أدلة حول ارتكاب مخالفات وجرائم أخرى في القضية.

وخضع ألوفيتش، وزوجته إيريس، للتحقيقات في مكاتب “لاهاف 433”.

متى ظهر اسم نتنياهو؟

مع ظهور القضية، تسربت تقارير عن اعتزام الشرطة إخضاع رئيس الحكومة للاستجواب تحت طائلة التحذير، لكن الخطوة تأخرت حتى مارس التالي، ليبدأ التحقيق معه كمتهم في يونيو.

وواجه المحققون نتنياهو بأدلة تظهر مواصلته، إبان عمله كوزير للاتصالات، التعامل مع القضايا المتعلقة بـ “بيزك” رغم تعليمات المدعي العام بعدم تعامله في تلك الملفات بسبب علاقته الوطيدة مع إلوفيتش.

ما التهم الموجهة لنتنياهو؟

تدعي القضية 4000 وجود علاقة بين نتنياهو ومساعد مقرب له، المدير العام لوزارة الاتصالات، شلومو فيلبر، مع “بيزك” ومالكها، بموجبها يحصل الأخير على تسهيلات ومناقصات، تقدر قيمتها بنحو مليار شيكل، مقابل تغطية داعمة في موقع “واللا” المملوك لأولوفيتش.

وحسب الشبهات، فإن نتنياهو أمر بوقف إصلاحات لا تصب في صالح “بيزك”، مقابل تغطية “واللا” الإيجابية، ففي مايو 2015 وبعد أيام قليلة من تنصيب حكومته الرابعة، أقال نتنياهو المدير العام لوزارة الاتصالات آفي برجر، الذي عمل على إصلاح سوق الهواتف الثابتة، مما يتناقض مع مصالح “بيزك”، وعين مكانه فيلبر، رغم مخالفة ذلك لمقتضيات المصلحة العامة.

وأظهرت التحقيقات أن نتنياهو قدم تنازلات وتسهيلات لأولوفيتش، وفق عملية جدولة، رغم رفض وزارة الاتصالات.

وتبين أن الحديث عن الدفع باتجاه الفصل بين شركات “بيزك” وفرت للمجموعة ضرائب بنحو مليار شيكل، ووفرت على ألوفيتش بشكل مباشر عشرات الملايين من الشيكل التي حصل عليها من صندوق الشركة.

ما الأدلة التي تستند إليها التحقيقات؟

بحسب “هآرتس”، تملك الشرطة أدلة قوية وحساسة في القضية 4000 تتضمن ثروة من الشهادات والمراسلات، بعضها صريح للغاية، وشارك فيها مقربون من الأطراف المتصلة، بمن فيهم قريبة لرئيس الحكومة.

وبنت الشرطة تحقيقاتها على تسجيلات تظهر محاولات ألوفيتش الضغط على الرئيس التنفيذي لموقع “واللا نيوز” إيلان يشوعا، لتحويل التغطية الإخبارية في صالح نتنياهو، تلتها أوامر مباشرة أصدرها يشوعا للمراسلين والمحررين بتغطية أخبار الزوجين نتنياهو بصورة إيجابية، وفرض رقابة مباشرة منعت نشر تقارير تنتقدهما، أو زجت بها في هوامش الموقع أحيانًا وإخفائها أحيانًا أخرى.

وبحسب “هآرتس”، مارس يشوعا هذه السياسة رغم اعتقاده أن “نتنياهو يدمر الدولة” إلا أنه أكد أن “الأوامر صادرة من أعلى”، كما ربطها في محادثات مع الصحفيين، بالقرارات التنظيمية لوزارة الاتصالات، والتي يتولاها نتنياهو نفسه، والتي تتعلق مباشرة بأرباح “بيزك”.

وتشتبه الشرطة بأن يائير نتنياهو، ابن رئيس الوزراء، متورط بنقل المطالب بنشر تغطية إيجابية للعاملين في “واللا”، بواسطة المستشار الإعلامي السابق لعائلة نتنياهو، نير حيفتس.

وتواجه عائلة نتنياهو اتهامًا آخر في نفس القضية، يتعلق بمطالبة أطراف القضية بإزالة المراسلات تمامًا من شبكة الهاتف.

شاهد أيضًا: رسائل نتنياهو الإعلامية إلى الإيرانيين بعيون روبرت جرين

حلفاء نتنياهو.. كيف تحولوا لنقطة ضعفه في القضية؟

حاولت السلطات الإسرائيلية عقد صفقة مع واحد من سبعة متهمين، بينهم خمسة مسؤولين كبار في “بيزك”، واثنان من المقربين من نتنياهو، إلى أن نجحت في عقد صفقتين، تحول بموجبها فيلبر وحيفتس إلى “شاهدي ملك”، ليدليا باعترافات تفصيلية، مقابل الإعفاء من عقوبة السجن الفعلي، أو العمل للصالح العام، أو دفع غرامة مالية.

وأدلى فيلبر باعترافات عن تسهيل أعمال “بيزك” مقابل التغطية الإيجابية، بينما كان حيفتس أكثر كرمًا، كونه الأكثر اطلاعًا بحكم موقعه القانوني، فقدم معلومات تفصيلية عن هذه القضية وباقي قضايا الفساد.

وقدم حيفتس أدلة تثبت علم نتنياهو وإلوفيتش في الوقت الفعلي بالمنافع والامتيازات والفوائد التنظيمية التي حصلت عليها “بيزك”، وكذلك تغطية “واللا” المنحازة، داعمًا شهادته بتسجيلات ورسائل نصية حول التعليمات التي تلقاها من نتنياهو وزوجته، كوسيط بين عائلتي رئيس الوزراء ومالك “بيزك”، وكذلك مقابلاته المتكررة مع فيلبر حول المسألة.

وأقر أيضًا بمقابلة عائلة أولوفيتش في ديسمبر 2016، ومطالبتهم بشطب وحذف الوثائق من هواتفهم المحمولة.

شاهد أيضًا: هل الحرب وشيكة بين إيران و إسرائيل؟

ما موقف نتنياهو؟

ينفي نتنياهو ارتكاب أية مخالفة في كل القضايا التي يخضع للتحقيق فيها، ويعتبرها “سلسلة تحقيقات فارغة لن تصل إلى شئ”، وأنها خضوع قضائي لـ “رحلة الصيد” التي تقودها الصحافة للإطاحة به، واصفًا الملف 4000 بـ “بالون فارغ جديد، ومنه أيضًا سيتم سحب الهواء”.

ويقول رئيس الوزراء الإسرائيلي إن تقرير مراقب الدولة حول بيزك أكد أنه لم يتخذ أي إجراء يصب في صالح الشركة، أو يمكن أن يشكل تضارب مصالح.

ويؤكد نتنياهو أن كل القرارات حول شركة بيزك اتخذتها لجنة مهنية بإشراف قضائي.

متى يصدر القرار النهائي؟

سيتخذ المدعي العام الإسرائيلي قراره النهائي بشأن توجيه الاتهام من عدمه بعد فحص جميع الملفات، وهو ما لن يكون ممكنًا إلا بعد تلقي تقارير الشرطة النهائية، ما قد يؤجل إعلان مصير نتنياهو حتى أواخر 2019، وغالبًا بعد انتخابات الكنيست المقررة في نوفمبر.

رابط مختصر
للمشاركة لـ فيسبوك

التعليقات (0)

يجب عليك .. تسجيل الدخول أو التسجيل لتتمكن من التعليق.

تعليقات الفيسبوك