كارلوس غصن لبناني الأصل. ولد في البرازيل عام 1954، لكنه لم يقطع علاقته تمامًا بلبنان، حيث عاد للبلاد في سن عامين بعدما تعرض لحالة تسمم في البرازيل.
درس في مدرسة يسوعية كاثوليكية في لبنان أيضًا، قبل أن تعود العائلة للبرازيل وهو في سن 13 عامًا.
حياته العملية بدأت في شركة خطوط جوية أهلته للسفر المستمر، حتى قال عن نفسه: "أنا دائمًا مختلف.. وهذا يجعلني دائمًا أحاول التأقلم وفهم البيئة المحيطة بي، كما يجعلني قادرًا على الملاحظة والمقارنة وهي مهارات مفيدة في الإدارة".
رغم كونه مواطنًا دوليًا مهاجرًا بشكل دائم، فضل الزواج من لبنانية.. ليس مرة واحدة بل مرتين! الأولى من ريتا غصن عام 1984 قبل الانفصال في 2010، والثانية كارول غصن في 2016.
صعود كارلوس غصن في مجال صناعة السيارات ظهر في 2000 بتوليه رئاسة شركة نيسان.. عُرف وقتها غصن بلقب "قاتل التكلفة" لنجاحه في تخفيض تكاليف العمل بنيسان حتى وصل الأمر به إلى إغلاق 5 مصانع وتسريح 20 ألف عامل وموظف، مع وضع خطط لرفع الإنتاج. وخلال 3 سنوات، قضى على 3 مليارات دولار ديون كادت تتسبب في إفلاس الشركة.
في 2010، تمكن من خلال تحالف نيسان ورينو من إنتاج أول سيارة كهربائية عديمة الانبعاثات.
نجاح كارلوس غصن كان أشبه بانطلاق صاروخ، لدرجة أن البعض رشحه لرئاسة لبنان عام 2011؛ باعتباره قادرًا على إنقاذ البلاد.
حل في المركز السابع في استطلاع رأي ياباني حول أفضل شخص يمكنه إدارة البلاد، متفوقًا على أوباما الذي حل في المركز التاسع. حينها نفى أي طموحات سياسية، بحسب وكالة الأنباء الفرنسية.
بالتزامن، بدأت الصحف العالمية تتحدث عن طموح رجل أعمال مغرور متصلب شرس لا يقف عند حد، لدرجة أن "بلومبرج" نشرت في 2016 صورة لغصن في هيئة ولفرين مع عنوان "الرجل الذي أحيا رينو ونيسان يريد إنقاذ ميتسوبيشي".
بالفعل، تمكن غصن من الحصول على رئاسة ميتسوبيشي في ديسمبر 2016، مع أحاديث عن إمكانية توليه رئاسة جنرال موتورز الأمريكية، أي أنه كان سيصبح أكبر اسم في عالم صناعة السيارات، ومن فرط نجاحه نُشرت قصة حياته في قصص مانجا يابانية، كما كرمه لبنان بطابع بريد يحمل صورته.
هنا، كانت ذروة غصن وبداية انهياره! في نوفمبر 2018، أُلقي القبض عليه في طوكيو بتهمة التلاعب في التقارير المالية لأرباح نيسان لتبدو أقل مما كانت عليه في الحقيقة. عُزل من رئاسة الشركة، ثم من ميتسوبيشي.
بحسب موقع بيزنس إنسيدر، فإن الشركتين أصدرتا في هذه الفترة بيانًا يقول إن ممارسات غصن وصمة للشركتين، وأنه الأمر سيتطلب وقتًا طويلًا حتى تصحيح الأوضاع.
لكن كارلوس غصن نفى التهم الموجهة إليه، وقال إنه ضحية "مؤامرات" دبرها خصوم يكرهون نجاحه، وإن وظائفه الثلاث وإن كان يحصل على راتب كبير منها إلا أنه كان نزيها في عمله، واتهم مسؤولي نيسان تحديدًا بتلفيق التهم.
بعد ذلك، خرج غصن بكفالة، مع وضعه تحت الإقامة الجبرية حتى المحاكمة.
كان يمكن أن تكون هذه قضية عادية التفاصيل، لكن في 31 ديسمبر أعلنت اليابان هروب غصن إلى لبنان.
تقارير قناة "إم تي في" اللبنانية كشفت أنه هرب من منزله في صندوق آلات موسيقية، بينما ذكرت وول ستريت جورنال أن بيانات من موقع فلايت رادار 24 تشير لدخول غصن إلى لبنان عبر تركيا.
طريقة الهروب تبقى غير مؤكدة؛ رويترز قالت إنه يقبع تحت مراقبة دائمة، الأمر الذي يثير العجب حول تخطيطه للهرب أصلًا، ثم نجاحه فيه!
غصن قال إنه هرب إلى لبنان من "تعنت" النظام القضائي الياباني.. الغريب أن صحيفة التليجراف قالت إن هروب غصن وإن جعله مطلوبًا دوليًا، لكن يمكن تفهمه بالنظر لصرامة النظام القضائي الياباني، الذي غالبًا ما تكون الأحكام فيه بالإدانة.
هذه المعلومة أكدها من قبل موقع نيبون الذي يعد بوابة لمعرفة أحوال اليابان، والذي قال إن نسبة الإدانة في المحاكم اليابانية تصل إلى 99.9%.. الأمر الذي علق عليه الإعلام في قضية غصن بعنوان "غصن في مواجهة نسبة الـ99.9%".