* تأسس تحالف أوبك بلس بقيادة السعودية وروسيا للحفاظ على سعر النفط العالمي.. إذا تراجع السعر خفض الإنتاج فيعود التوازن.. تحالف تقول ستراتفور إنه لم يكن مريحًا للطرفين، لكنه كان نتيجة لظروف اقتصادية وجيوسياسية.
* ظهر فيروس كورونا فتراجع الطلب وانخفض السعر.. قررت أوبك بلس خفض الإنتاج بمقدار1.5 مليون برميل يوميًا قبل موافقة روسيا.. روسيا رفضت لتشتعل حرب نفط تقول تقارير إنها الأشرس في العصر الحديث.
* السعودية ردت بقنبلة نفطية، بتعبير CNBC، بتخفيض الأسعار.. خطوة لم تكن متوقعة لأحد خصوصًا روسيا.. الخطوة لم تكن مربكة لموسكو فقط.
* الخطوة السعودية صدرت للعالم مسؤولياته.. حتى الولايات المتحدة قد تجد نفسها مضطرة لخفض الإنتاج.
س/ج في دقائق
لماذا تأسس تحالف السعودية – روسيا النفطي؟ ولماذا يواجه الانهيار؟
في 2016، تشكل تحالف أوبك بلس بقيادة مشتركة بين السعودية – روسيا ليجمع دولًا تسيطر على نصف إنتاج النفط العالمي، بعضها من أوبك وبعضها من خارجه.
التحالف تأسس بعدما تسبب انهيار الأسعار في عرقلة الاقتصادات التي تعتمد على عائدات النفط، وأدى إلى موجة من حالات الإفلاس بين شركات الاستكشاف الأصغر في جميع أنحاء العالم بحسب بلومبرج. نجح في دعم ثبات أسعار النفط، لكنه لم يكن مريحًا للطرفين منذ البداية.
كانت السعودية منافسة مريرة للاتحاد السوفيتي خلال الحرب الباردة، وكانت في الآونة الأخيرة على خلاف مع روسيا بشأن تورطها في الحرب الأهلية في سوريا إلى جانب الرئيس بشار الأسد، وفي الواقع، لصالح المحور الإيراني.
علاوة على ذلك، لم تكن روسيا مرتاحة للقيود التي فرضها التحالف على سياسات الطاقة. لكن البلدين وجدا نفسيهما أمام ضرورة اقتصادية لمواجهة نمو النفط الصخري الأمريكي، وواقع جيوسياسي حيث ملأت روسيا الفراغ الذي خلفه الانسحاب الأمريكي التدريجي من الشرق الأوسط.
بالتبعية، لم يسر التحالف على ما يرام في الآونة الأخيرة. قاومت روسيا مرارًا محاولات السعودية لخفض إنتاج النفط، لكنها كانت توافق فقط في اللحظة الأخيرة.
خفض الإنتاج ليس مريحًا للسعودية أيضًا. كانت مضطرة دائمًا للتنازل عن جزء من حصتها من السوق. هذا دعم النفط الصخري الأمريكي، لتتفوق الولايات المتحدة على السعودية في 2018 على صدارة أكبر منتجي النفط في العالم. لكن الرياض تمسكت بالتزاماتها لدعم أسعار النفط الخام.
في أحدث اتفاقية أوبك بلس ، في ديسمبر 2019، وافق الأعضاء على كبح الإنتاج بمقدار 2.1 مليون برميل يوميًا للمساعدة في تعويض ارتفاع الإنتاج في أماكن أخرى. لكن المشكلة ظهرت في الاتفاق التالي في مارس ٢٠٢٠.
الطلب العالمي على النفط تراجع بسبب انتشار فيروس كورونا (الذي شل الحركة تقريبًا في بعض المناطق). هذا أدى لأكبر انخفاض للأسعار منذ 2008. تحرك السعودية لقيادة أوبك بلس نحو خفض الإنتاج لموازنة السعر، فرفضت روسيا، ما تعتبره تقارير مؤشرًا على انهيار التحالف. الذي ساعد على تعافي النفط الخام من أسوأ انهيار منذ جيل.
السعودية أعلنت في 5 مارس – قبل موافقة روسيا – أن أوبك تسعى لخفض الإنتاج بمقدار 1.5 مليون برميل في اليوم. رفضت روسيا الالتزام، وانتهت المفاوضات دون اتفاق، بعدما قاومت روسيا ضغوط الحلفاء للانضمام إلى جهود خفض المعروض، قائلة إنها تؤيد الإبقاء على تخفيضات العرض عند المستويات الحالية حتى يونيو، حين تعقد اجتماعًا جديدًا مع الدول الأعضاء.
رفض روسيا الالتزام برغبة السعودية لتخفيض الإنتاج يعني منح أعضاء التحالف حرية ضخ النفط وفق لقراراتهم الأحادية ابتداءًا من الشهر المقبل. تثير نهاية المحادثات دون التوصل إلى اتفاق احتمال اندلاع حرب أخرى للحصول على حصة سوقية بين المنتجين، الأمر نفسه الذي كان قد أدى إلى تفاقم انهيار الخام في 2014 وسط وفرة عالمية.
مع انهيار المحادثات ظهر الأثر الفوري بانخفاض العقود الآجلة بأكثر من 9٪ في لندن. أسهم المنتجين تراجعت بالتبعية؛ سهم إكسون موبيل انخفض بنسبة 5٪، وشيفرون كورب بنسبة 3.3٪.
لكن الآثار أكبر. موقع CNBC اعتبر أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أثار ما يمكن أن ينتهي به الأمر ليكون واحدًا من أبشع حروب أسعار النفط في التاريخ الحديث، وربما تكون شركات النفط والغاز الأمريكية هي الضحايا.
جوش جريفز، كبير استراتيجيي السوق في آر جيه أوبراين وشركاه، يقول إن جميع أطراف سوق النفط ستدفع الثمن بسبب خطوة روسيا.
روسيا على عكس الدول الأخرى المصدرة للنفط، لديها استعداد أكبر لتحمل انخفاض الأسعار؛ بالنظر إلى احتياطاتها الدولية الوفيرة، وانخفاض مستويات الديون، والميزانية المالية المرنة، بحسب بلومبرج.
موقع ستراتفور يؤكد أن التحرك الروسي مبني على توقع يشير إلى أن دول الخليج ستتحمل معظم الأعباء الثقيلة، لكن هذه الحركة قد تسبب توقف نمو الإنتاج الأمريكي، أو انكماشه قرب نهاية 2020. مثل هذه النتيجة ستساعد روسيا في تخفيف بعض آلامها المالية قصيرة الأجل.
لكن السعودية ردت بقنبلة نفطية بتعبير CNBC. لم تكتف بخفض سعر الخام الآجل للعملاء الصينيين بما يصل إلى 6 أو 7 دولارات للبرميل، بل أعلنت زيادة إنتاجها اليومي من النفط الخام بما يصل إلى مليوني برميل يوميًا في سوق عالمي مذبذب بالفعل. الخطوة لا تمثل انتزاعًا لحصة أكبر للرياض من سوق النفط فحسب، بل تحمل إشارة قوية لموسكو بأن عليها التوقف عن اللعب أو تحمل النتائج.
ما تأثير ذلك على السوق العالمي؟
أمين عام أوبك محمد باركيندو يقول إن التحركات الأخيرة في السعودية تمثل تصعيدًا هائلًا؛ النفط الرخيص يعطي دفعة قوية للمستوردين والاقتصاد العالمي عمومًا، لكنه يهدد منتجي النفط، ومن ضمنهم السعودية، والتي تتطلب سعر نفط أكثر من 80 دولارًا لتحقيق التوازن في ميزانيتها.
ووفقا لصندوق النقد الدولي. قد يصبح منتجو النفط الذين كانوا في حالة اضطراب حتى قبل اندلاع فيروس كورونا – بما في ذلك إيران وليبيا والعراق – أكثر يأسًا.
من غير المحتمل أن تتأثر الولايات المتحدة، ولكن هناك خطر حقيقي بحدوث ضربة اقتصادية حادة حين تتباطأ حركة السفر ويُطلب من الناس العمل من المنزل. وكأكبر مستهلك في العالم، تستخدم الولايات المتحدة حوالي 20 مليون برميل من النفط يوميًا. لذلك حتى التباطؤ الطفيف سيكون له تأثير كبير على العرض والطلب العالميين.
هنا ستكون الولايات المتحدة مطالبة بتخفيض إنتاج النفط ببضعة ملايين برميل يوميًا، حتى لا ينخفض سعر النفط بسهولة إلى خانة العشرين دولار، الأمر الذي من شأنه أن يسحق قيمة الاحتياطيات الداخلية.