* خبراء طبيون في إيطاليا وبريطانيا، والآن في نيويورك، بدؤوا التدقيق في صلة محتملة بين كورونا وزيادة معدل التهابات حادة بين الأطفال شبيهة بأعراض مرض كاواساكي الآسيوي.
* كاواساكي يسبب التهابًا في جدران الشرايين متوسطة الحجم في جميع أنحاء الجسم، لكنه يميل للتأثير خصوصًا على الشرايين التاجية التي تمد عضلة القلب بالدم، ويؤثر في المقام الأول على الأطفال.
* لا أحد يعرف سبب مرض كاواساكي. تربطه بعض النظريات – غير المثبتة بالبكتيريا والفيروسات والعوامل البيئية الأخرى، لكن العلماء لا يعتقدون أن عدواه تنتقل من شخص لآخر.
* قبل 14 عامًا، ارتبط كاواساكي بفيروس تاجي آخر معروف، فهل يثبت ارتباطه بكورونا المستجد؟
س/ج في دقائق
هل لا يزال الأطفال في مأمن من خطر كورونا الجديد؟
الانطباع الأولي بدأ يتغير. حيث يدقق خبراء طبيون في إيطاليا وبريطانيا في صلة محتملة بين جائحة كورونا الجديد وزيادة معدل الالتهابات الحادة بين الأطفال، حيث وصل العديد منهم للمستشفيات في الآونة الأخيرة يعانون من حمى شديدة وتورم الشرايين. في أعراض شبيهة بمرض كواساكي، نفصلها لاحقا.
الأطباء في شمال إيطاليا أبلفوا عن أعداد كبيرة من الأطفال الذين تقل أعمارهم عن تسع سنوات والذين يعانون من حالات شديدة يبدو أنها مرض كاواساكي.
اختصاصي أمراض القلب لدى الأطفال ماتيو سيوفريدا قال إن مستشفى في مدينة بيرجامو الإيطالية – إحدى أكثر المدن تضررًا من كورونا – استقبلت أكثر من 20 حالة التهاب حاد في الأوعية الدموية الشهر الماضي، وهو ستة أضعاف العدد الذي يمكن توقع حدوثه في غضون عام.
سيوفريدا أضاف إن قلة فقط من الأطفال المصابين بالتهاب الأوعية الدموية ثبتت إصابتهم بفيروس كورونا الجديد. لكن ما أثار شكوكه أن أطباء قلب الأطفال في مدريد ولشبونة أخبروه حول رصد حالات مماثلة.
وفي بريطانيا، أبدى الأطباء ملاحظات مماثلة، ما دفع وزير الصحة مات هانكوك لإعلان قلقه، وإخبار الميديا أن السلطات الطبية تدقق في الموضوع عن كثب.
وقال المدير الطبي لخدمة الصحة الوطنية في إنجلترا، ستيفن باويز، إن تقارير وصلته عن استقبال عن أطفال يعانون من أعراض تشبه أعراض كاواساكي، لكنه شدد على أنه من السابق لأوانه تحديد وجود صلة بفيروس كورونا.
ديفيد بورغنر، خبير أمراض الأطفال في معهد أبحاث الأطفال في ملبورن الأسترالية، قال إن معدل الإبلاغ عن مرض كاواساكي كان طفلاً واحدًا في استراليا يوميًا قبل كورونا المستجد. وهو المعدل الذي لم يتراجع رغم تطبيق إجراءات التباعد وإبقاء الأطفال في منازلهم بعد وقف الدراسة، بما كان يفترض معه أن تقل الإصابات.
ما أعراض كاواساكي المعروفة؟
يسبب مرض كاواساكي التهابًا في جدران الشرايين متوسطة الحجم في جميع أنحاء الجسم. يؤثر في المقام الأول على الأطفال. ويميل الالتهاب إلى التأثير على الشرايين التاجية التي تمد عضلة القلب بالدم.
يُطلق على مرض كاواساكي أحيانًا متلازمة العقدة الليمفاوية المخاطية الجلدية لأنه يؤثر على الغدد التي تنتفخ أثناء العدوى (العقد الليمفاوية) والجلد والأغشية المخاطية داخل الفم والأنف والحنجرة.
– تضخم الغدد الليمفاوية في الرقبة وربما في مكان آخر.
المرحلة الثانية:
في المرحلة الثانية من المرض، قد يصاب الطفل بما يلي:
– تقشر الجلد على اليدين والقدمين، وخاصة أطراف أصابع اليدين والقدمين.
– ألم المفاصل.
– الإسهال.
– التقيؤ.
– وجع البطن.
المرحلة الثالثة
في المرحلة الثالثة من المرض، تختفي العلامات والأعراض ببطء ما لم تتطور المضاعفات. قد يستغرق الأمر ثمانية أسابيع قبل أن تعود الأمور إلى طبيعتها. لكن العلاج قد يقلل مدة المرض لحوالي 10 أيام.
ما مسببات كاواساكي وهل هو خطير؟
لا أحد يعرف سبب مرض كاواساكي. لكن العلماء لا يعتقدون أن المرض معدٍ. تربط بعض النظريات المرض بالبكتيريا والفيروسات والعوامل البيئية الأخرى، لكن أيًا منها ليس مثبتًا بصورة قاطعة.
هناك ثلاثة مسببات تزيد من خطر إصابة الطفل بمرض كاواساكي:
– العمر: الأطفال تحت سن 5 سنوات هم الأكثر عرضة لخطر الإصابة بمرض كاواساكي.
– الجنس: الذكور أكثر عرضة للإصابة بمرض كاواساكي من الإناث.
– الأصل العرقي: الأطفال من أصول آسيوية، مثل اليابان وكوريا، لديهم معدلات أعلى بمرض كاواساكي.
مرض كاواساكي هو السبب الرئيسي لمرض القلب المكتسب لدى الأطفال. ومع ذلك، مع العلاج الفعال، لا يعاني سوى عدد قليل من الأطفال من الأضرار الدائمة.
يمكن أن تضر أي من مضاعفاته قلب الطفل، فيمكن أن يؤدي التهاب الشرايين التاجية إلى إضعاف وانتفاخ جدار الشريان (تمدد الأوعية الدموية). يزيد تمدد الأوعية الدموية من خطر تجلط الدم، مما قد يؤدي إلى نوبة قلبية أو يسبب نزيفًا داخليًا يهدد الحياة.
بالنسبة لنسبة صغيرة جدًا من الأطفال الذين يعانون من مشاكل الشريان التاجي، يمكن أن يسبب مرض كاواساكي الموت، حتى مع العلاج.
هل ثبت ارتباط كاواساكي بفيروس كورونا المستجد؟
ارتبط مرض كاواساكي منذ 16 عامًا بفيروس تاجي آخر معروف، على الرغم من أنه لم يثبت علميًا حتى الآن. وبدأت الأبحاث في 2004 إثر العثور على طفل مصاب بمرض كاواساكي بعد إصابته بفيروس كورونا البشري من نوع NL63.
البروفيسور إيان جونز، أستاذ علم الفيروسات بجامعة ريدينج في بريطانيا، قال إن فيروس NL63 يستخدم نفس المستقبل الذي يستخدمه كورونا المستجد لإصابة البشر، لكنه أكد أيضًا أنه من السابق لأوانه استخلاص النتائج.
وطمأن أخصائيو الرعاية الصحية الآباء والأمهات بأن خطر إصابة الأطفال بمرض حاد مع فيروس كورونا المستجد لا يزال منخفضًا، بحسب سي إن إن.
وقال البروفيسور سيمون كيني، المسؤول بخدمة الصحة الوطنية البريطانية: “لحسن الحظ أن الأمراض التي تشبه كاواساكي نادرة جدًا، والمضاعفات الخطيرة التي ظهرت الآن على الأطفال تتعلق بفيروس كورونا”.
البروفيسور ديفيد بورغنر، قال إنه على الرغم أن كاواساكي أكثر شيوعًا في الأطفال الآسيويين، لكن لم يتم الإعلان عن أي حالات إصابة به في الصين في هذه الفترة.
بورغنر أشار إلى أن المصابين بكاواساكي في بريطانيا هذه الفترة أصيبوا أيضًا بمتلازمة الصدمة السامة، مما يعني أنه شكل غير عادي من كاوساكي. مرجحًا أن هذه الأعراض قد تكون أحد تبعات كورونا.
وأكد لوريجن شلابباخ، أخصائي العناية المركزة للأطفال في مستشفى كوينزلاند للأطفال في بريزبن الأسترالية، أنه إذا أصيب الطفل بصدمة سامة، فمن المرجح أن يكون ناتجًا عن بكتيريا شائعة مثل المكورات العنقودية. أضاف :ما زلنا بحاجة إلى المزيد من البيانات. “لكننا نعلم أن كورونا يثير في حالات نادرة استجابة شديدة الالتهاب؛ حيث يصبح جهاز المناعة هائجًا تقريبًا”.