بعد جلسة إجرائية في 20 ديسمبر/ كانون الأول، ٢٠١٨، المدعي العام بمنطقة كيب آند آيلاندز، مايكل أوكيف، يوجه اتهامًا رسميًا إلى الممثل الفائز بالأوسكار كيفن سبيسي.
سبيسي سيمثل أمام محكمة نانتاكيت في 7 يناير/ كانون الثاني، ٢٠١٩، بتهمتي الفعل الفاضح والتحرش بقاصر، بحسب وثائق المحكمة.
ادعت الصحفية التلفزيونية هيذر أونرو أن سبيسي تحرش جنسيًا بابنها، 18 عامًا، في حانة كلوب بجزيرة ناتوكيت، قبالة الساحل الجنوبي لماساتشوستس، في 7 يوليو/ تموز 2016.
واتهمت أونرو سبيسي بشراء الكحوليات لابنها، رغم كونه أصغر من السن القانوني لتناول الكحوليات في ماساشوسيتس “21 عامًا”، ثم البدء في تلمس جسمه.
أصدر كيفن سبيسي مقطع فيديو، مدته 3 دقائق، تجاوز فيه الحديث عن الاتهامات نفسها. ظهر متقمصًا شخصية فرانك أندروود في مسلسل هاوس أوف كاردز الشهير، ليخاطب المشاهدين بصورة مباشرة، كما كان يفعل طوال خمسة مواسم من المسلسل.
أعرف ما تريدون. بالتأكيد حاولوا التفريق بيننا، لكن ما لدينا قوي ومؤثر. تشاركنا سويًا كل شيء. أخبرتكم أسراري الأكثر عمقًا وظلامًا. صدمتكم بأمانتي، لكنني تحديتكم ودفعتكم للتفكير، وأنتم وثقتم بي، حتى وأنتم تعرفون أنه ليس عليكم فعل ذلك.
سيقولون إنني لا أحترم الآخرين ولا أتقيد بالقواعد. كما لو أنني تقيدت بالقواعد من قبل! لم أفعل ذلك قط، وأنتم أحببتم ذلك.
أعرف ما تريدونه.. تريدونني أن أعود. لن تندفعوا في أحكام من دون حقائق، أليس كذلك؟” أنتم أذكى من ذلك. إذا لم أكن قد دفعت ثمن ما أعرف وتعرفون أنني فعلته، فبالتأكيد لن أدفع ثمن ما لم أفعل. ثقتي تتزايد بأنكم ستعرفون الحقيقة الكاملة قريبًا جدًا.
وتجاوز عدد مشاهدات الفيديو ستة ملايين مشاهدة خلال أقل من 48 ساعة. في سياق متصل، محامي سبيسي، ميتشل جارابيديان ، طالب، في بيان، بانتظار نتائج التحقيق، مؤكدًا أن القضاء سيصدر حكمًا عادلًا ونزيهًا.
اضطر سبيسي للاختفاء عن الأنظار بعد أن اتهمه أنتوني راب، بطل مسلسل “ستار تريك: ديسكفري”، في نوفمبر/تشرين الثاني 2017، بالتحرش به في منزله عام ١٩٨٦، حين كان عمره ١٤ عاما.
هذا الاختفاء جاء في ذروة نجاح سبيسي في دور فرانك أودورد في المسلسل الشهير “هاوس أوف كاردز”، مما دفعه إلى الانسحاب من المسلسل.
تصريحات راب تسببت في أزمة جماهيرية لكيفن سبيسي، لكنها لم تصل إلى القضاء. ربما ظن سبيسي أن ابتعاده، بعد اعتذاره العلني وإقراره ضمنا بما حدث، كفيل بأن يطوي تلك الصفحة.
لكن بعد الخطوات القضائية التي اتخذتها هيذر أونرو علم سبيسي أن ظنه كان مخطئا. وأن ابتعاده وحده ليس كفيلا بطي الصفحة. فاختار أن يعاود الظهور العلني من خلال فيديو اليوتيوب المشار إليه سابقا.
أصدر كيفن سبيسي بيانًا، قال فيه إن إنه فزع من رواية راب، مضيفًا أنه لا يتذكر الواقعة، ومبديًا اعتذاره عما وصفه بأنه “سلوك غير ملائم إطلاقًا من سكير”.
البيان تضمن تأكيد سبيسي بأنه ظل مزدوج الهوية الجنسية لسنوات طويلة، قبل أن يختار المثلية أخيرًا.
أعلن ممثلو سبيسي إنه يسعى لتلقي علاج لم يُفصح عنه، قبل أن يظهر في عيادة لإعادة التأهيل في نوفمبر/ تشرين الثاني 2017، للعلاج من إدمان الجنس، لكن الديلي ميل تقول إنه انسحب بعد 21 يومًا.
تعرض سبيسي للانتقاد حتى من مثليي الجنسية. الناقد السينمائي ريتشارد لوسون مثلًا قال إنه ورط الجميع في ربط المثلية بالتحرش بالأطفال، والذي يكافح المثليون لنفيه.
اتهامات أخرى تكشفت. ثمانية من طاقم هاوس أوف كاردز – لم يكشفوا عن هويتهم – قالوا إن سبيسي اعتدى عليهم جنسيًا.
بعدها، اتهم المنتج والمخرج توني مونتانا سبيسي بالتحرش به في حانة بلوس أنجلوس 2003، ثم أعلن مسرح أولد فيك في لندن إن 20 رجلًا تعرضوا لسوء سلوك جنسي من سبيسي بين عامي 1995 و2013.
الممثل المكسيكي روبرتو كافازوس انضم للقائمة باتهام سبيسي بالتصرف معه بطريقة غير لائقة حينما كانا يعملان في أولد فيك.
أنهت نتفليكس دوره في هاوس أوف كاردز بالإعلان عن مقتل شخصية فرانسيس أندروود، وإنهاء المسلسل بالجزء السادس.
أوقفت نتفليكس مشروعًا مستقبليًا لم يُعلن عنه كان يعمل به، بما كبدها خسائر 39 مليون دولار.
تسببت الاتهامات في رفع دوره من فيلم “أول ذا موني إن ذا وورلد” رغم انتهاء تصوير مشاهده، وأعيد تصوير المشاهد بممثل بديل.
واجه فيلمه “بليونير بويز كلوب” فشلًا ذريعًا لدى عرضه في أغسطس/ آب، إذ لم يتجاوز مشاهدوه 14 شخصًا بإيرادات 126 دولارًا فقط في عرضه الأول بالسينما الأمريكية.
حُذف مقطع كان يشارك به في إحدى حلقات مسلسل “ذس إز أس”. الأكاديمية الدولية للفنون والعلوم التلفزيونية حجبت عنه جائزة إيمي فاوندرز الدولية لعام 2017
أكثر من 30 رجلًا قالوا إنهم ضحايا لسبيسي، لكن قانون التقادم نفذ على العديد من الوقائع.
حاليًا، لا توجد تهم رسمية، باستثناء قضية نجل أونرو، لكن الشرطة في لوس أنجلوس ولندن تحقق في مزاعم أخرى.
الديلي ميل كشفت تخوف سبيسي من ملاحقات أخرى، إذ تقول إنه باع سرًا منزله في لوس أنجلوس في وقت سابق هذا العام، مقابل 11 مليون دولار؛ لجمع تكاليف مواجهة الدعاوى ومحاولة إنقاذ سمعته.