جنبًا إلى جنب مع الحشود الشيعية، طالب أنصار مقتدى الصدر بنظام سياسي جديد، لا تسيطر عليه النخب المحدودة، وبتوزيع أكثر عدالة لثروة البلاد النفطية.
لكن في 25 يناير، أمر الصدر أتباعه بالانسحاب، وألقى اللوم على السلوك العدائي للمتظاهرين تجاه رجاله. بدا أن الحملة على المحتجين الذين استمروا في مواقع التظاهر وشيكة. قتل أكثر من 600 شخص منذ بدء الاضطرابات في أكتوبر. كما هو متوقع، قامت الشرطة بتطهير الشوارع في بعض المدن. المتظاهرون، رغم ذلك، لم يعودوا إلى ديارهم.
استمرت التظاهرات واكتسبت أبعادًا أكثر اختلافًا. يرفضون نفوذ الساسة ورجال الدين المدافعين عن الإسلام السياسي الشيعي المدعومين إيرانيًا، ويطالبون بحكومة عالمانية غير طائفية وخالية من النفوذ الإيراني. والنتيجة هي الجمود والركود.
استقال عادل عبد المهدي، رئيس الوزراء، لكنه واصل عمله كقائم بأعمال تصريف الأعمال (بشكل غير دستوري كما يعتبره البعض). درست الأحزاب الرئيسية العديد من الخلفاء المحتملين. كل الأسماء كانت تواجه برفض أحد الحشود المتحصنة بالشارع، حتى تكليف محمد توفيق علاوي بتشكيل الحكومة والذي لم يسلم أيضًا من المظاهرات ضده. لكن مقتدى الصدر أعلن دعمه رسميًا.
حدة التوتر زادت بين المحتجين وأنصار مقتدى الصدر في ساحات الاحتجاج. تطورت إلى مواجهات في مدينة الديوانية بجنوب العراق، لينال الصدر نصيبة من هتافات ساحات الاحتجاج.
وتطور الانقسام في الحلة جنوب بغداد، حيث توفي متظاهر طعنًا بالسكين خلال هجوم شنه أشخاص يرتدون قبعات مشابهة لتلك التي يستخدمها أنصار مقتدى الصدر.
في 2016، قاد الصدر تحالفًا كبيرًا احتل البرلمان. في العام الماضي، فازت الكتلة السياسية التي يقودها، والتي يطلق عليها سائرون، بأكبر عدد من المقاعد في الانتخابات البرلمانية.
الصدر يتطلع أيضًا إلى موقعين مهمين آخرين. أولهما قيادة ميليشيا الحشد الشعبي التي باتت خالية بعد مقتل أبو مهدي المهندس، زعيم حزب الله العراق، في غارة أمريكية بطائرة بدون طيار مع قاسم سليماني، قائد فيلق القدس الإيراني، في 3 يناير. وهو ما ظهر بإعادة تعبئة قوات جيش المهدي التابعة له، واجتماعه مع قادة الحشد عقب اغتيال القائدين.
لكن المنصب الآخر الذي يطمح إليه الصدر هو رأس المؤسسة الدينية، الذي يشغله حاليًا آية الله العظمى علي السيستاني، البالغ من العمر 89 عامًا. الصدر، البالغ نصف عمره، حرك قواته – جيش المهدي – من قبل، تحديدًا في 2004، للاستيلاء على مقر السيستاني في مدينة النجف المقدسة عند الشيعة، لكن الجيش الأمريكي أجبرها على الانسحاب.
ويتوقع أتباع مقتدى الصدر أنه سيحل مكان السيستاني رغم أن درجته العلمية لا تسمح بذلك. لا يزال في مرتبة حجة الإسلام، الدرجة الرابعة على سلم رجال الدين الشيعة. لكي يكون مؤهلًا لشغل كرسي المرجعية، يحتاج الصدر للترقي إلى المرتبة السادسة وهي “آية الله العظمي”.
صراع آيات الله.. هل يحدد السيستاني خليفة خامنئي؟ وهل تعود النجف لقيادة قم؟ | س/ج في دقائق
الخلاف بين مرجعية قم الإيرانية و النجف العراقية وتأثيره على ميليشيات العراق | عبدالله عيسى الشريف
دمج الميليشيات الشيعية.. هل تمول بغداد الحرس الثوري العراقي الموالي لإيران؟ | س/ج في دقائق
تسريبات إيران (١)| بالوثائق والأسماء – كيف جندت إيران الطبقة السياسية العراقية | س/ج في دقائق