محاولات إيجاد علاج "علمي" للشيخوخة بدأت في القرن التاسع عشر، وسجلت أكثر من براءة اختراع. كان منها مرهم كلارك ستانلي،
وفي عشرينيات القرن الماضي، دفع الأطباء الباحثون عن حل للشيخوخة ما يصل إلى 1500 جنيه إسترليني (ما يساوي حوالي 17,500 جنيه إسترليني اليوم) في عمليات زرع غدد مفترضة تدوم مدى الحياة، ومن ثم تدخلت المجالس الطبية لوقف ما اعتبرته "علاجات الدجل".
في التسعينيات، بدأت عمليات حقن هرمون النمو لمقاومة الشيخوخة، وفي عام 2002 بلغ حجم سوق مكافحة الشيخوخة 33 مليار جنيه إسترليني، وكان العلماء يرفضون هذه الأعمال ونشروا بيانًا في مجلة "ساينتفك أمريكان"، لكن لا أحد اهتم.
وبعد عدت سنوات تدخلت وادي السيليكون ببيانات كبيرة وأموال لتعطيل "الموت"، ونقلوا مليارات الدولارات إلى شركات إطالة الحياة.
عثر العلماء على مادة مثيرة في تربة جزيرة إيستر بتشيلي خلال رحلة بحثية كندية عام 1964، بعدما لاحظوا أن السكان المحليين لا تظهر عليهم علامات الشيخوخة، فبحثوا عن أسرار الجزيرة في التربة.
بقيت التربة مجمدة حتى عام 1969، وتم فحصها وثبت أن بها جزيئًا مثبطًا قويًا لجهاز المناعة.
بعد ثلاثين عامًا، وافقت إدارة الغذاء والدواء الأمريكية على الجزيء كعقار باسم "راپاميسين"، حيث كان يحصل عليه الأشخاص الذي خضعوا لعمليات زرع أعضاء، لمنع أجسادهم من رفض العضو الجديد، لكن 5% منهم عانوا من آثار جانبية شديدة لدرجة أن هيئة الغذاء وضعت عليه تحذيرًا بأنه يأتي بـ"مخاطر خطيرة قد تهدد الحياة".
في عام 1992 اكتشف ديفيد ساباتيني أن راپاميسين يحرم الجسم من السعرات الحرارية فيمنح الجسم فرصة للقيام بأعمال التجديد،
وفي عام 2014 ، بدأ الدكتور ميخائيل بلاغوسكلوني ، الباحث في مركز روزويل بارك للسرطان في نيويورك، نشر نظريات حول راپاميسين في المجلات. كان يعتقد أن جرعات أقل من تلك التي تعطى لمرضى زرع قد تقدم فوائد دون آثار جانبية.
في 2009، أكدت دراسة أن العقار مدد متوسط العمر المتوقع للفئران بنسبة 28٪ للذكور و 38٪ للإناث، ما يعني أنه قادر على منح الرجال عقدين من الزمان بصحة أفضل.
حاليًا، تدرس أكثر من 2,000 تجربة مادة راپاميسين في جميع أنحاء العالم، لكن الأبحاث تسير ببطء.
تكمن خطورة العقار في بيعه خارج الصيدليات من خلال موردين سريين، وقد يكون مزيفًا أو ملوثًا فيؤدي إلى تفاعلات خطيرة، وغير معروف آثاره الجانبية على المدى الطويل.
الأطباء يخشون من حدوث التهابات بكتيرية، فقد ثبت أنها تحدث في 5% من حالات تناول راپاميسين، هذه الالتهابات تجل الأنسجة الجلدية رخوة، لكنها تعالج بالمضادات الحيوية.
خلال سنوات طويلة من الدراسات، لم يتوصل العلماء إلى أسباب ظهور علامات الشيخوخة، لكنهم افترضوا عددا من الأمور قد يحدث بعضها أو تحدث كلها أو لا تحدث من الأساس، كأسباب محتملة للشيخوخة، وهي:
- توقف الخلايا عن الانقسام.
- حدوث قصر في التيلوميرات، وهي تسلسل متكرر من النيوكليوتيدات تقع في نهاية الكروموسومات في معظم الكائنات الحية.
- استنفاذ الخلايا الجذعية.
- توقف الحمض النووي عن إصلاح نفسه.