الزعيم | من الثلاثي لمحمد رمضان.. مصير من نافسوا عادل إمام | عبير عبد الوهاب

الزعيم | من الثلاثي لمحمد رمضان.. مصير من نافسوا عادل إمام | عبير عبد الوهاب

17 May 2020
عبير عبد الوهاب دقائق.نت
سينما مصرية
رابط مختصر
للمشاركة لـ فيسبوك
حجم الخط

“قل لي من منافسك أقل لك من أنت”.. قليل من التعديل على المقولة الشهيرة قد يناسب تمامًا مشوار الزعيم عادل إمام الذي تواصل لـ 60 عامًا.

الزمن كان كافيًا لتغيير محطات المنافسة في حياة الزعيم أكثر من مرة. كل مرحلة لها مفرداتها وتوجهاتها وبنيتها الأساسية.. بداية من مرحلة ثلاثي أضواء المسرح وصولًا لمحمد رمضان!

الثلاثي.. بداية الأضواء

المنافسة الفنية الأولى في حياة الزعيم كانت مع ثلاثي أضواء المسرح. عندما ظهر، كان الثلاثي قد قطع خطوات بالفعل، ورغم أنه كان يشكل خطرًا كوميديًا عليهم، لكن المنافسة لم تكن عدائية أبدًا، بل غلفتها صداقة من نوع خاص، حتى أن عادل إمام كان البديل الطبيعي إذا تعذر حضور أيهم عن إحدى حفلاتهم.

وبوفاة الضيف أحمد، كان عادل إمام المرشح الأول لاستكمال الثلاثي، خصوصًا مع تقارب تكوينهما الجسدي. لكنه رفض العرض، واختار رسم ملامح طريقه بعيدًا عن جماهيرية سمير غانم وجورج سيدهم.

بنهاية المرحلة، بدأ الزعيم في منافسة نجوم الكوميديا الموجودين على الساحة بالفعل، مثل محمد عوض وأمين الهنيدي، لينتقل بعد فترة لتهديد مكانة فؤاد المهندس نفسه!

سعيد يا صاحبي

رغم تعدد منافسي عادل إمام في تلك المرحلة، كان أخطرهم صديقه سعيد صالح؛ فكلاهما يملك نفس الجماهيرية تقريبًا، في مرحلة عمرية واحدة عكس نجوم الجيل السابق. لكن صداقتهما كانت أقوى من أي اعتبارات تنافسية خصوصا أن “سعيد” لم يجد مانعًا في تنفيذ رغبات صديقه، حتى لو جاءت على حساب نجوميته.

تنازل سعيد صالح عن دور بهجت الأباصيري لصديقه الذي كان يرغب في تقديم دور الزعامة في “مدرسة المشاغبين”، ولم يغضب عندما رفض عادل إمام مشاركته مسرحية “هالو شلبي” لأنها تحمل اسمه في العمل، أو “العيال كبرت” لأن مكانته لم تعد تسمح بالبطولة الجماعية.

سعيد صالح كان المنافس “الأطيب” في مشوار الزعيم. لم يعترض على وفاته في معظم أفلامهما: “سلام يا صاحبي”، “الهلفوت”، “على باب الوزير”، “أنا اللي قتلت الحنش”،”المشبوه”، وغيرها، لتبدأ رحلة عادل إمام في الانتقام لصديقه، والتحول لبطل شعبي.

الزعيم.. الزكي.. والهجان

في الثمانينيات كانت المنافسة ثلاثية.

ظهور محمود عبد العزيز صنع هزة ما في نفس عادل إمام، خصوصًا مع حالة الوهج الفني والمرح، التي صاحبته، بعكس باقي نجوم جيله، مثل حسين فهمي ونور الشريف ومحمود ياسين؛ إذ كان الوحيد الذي اقترب من ملعبه.

الكيت كات عادل إمام محمود عبد العزيز

لهذا السبب، مالت المنافسة للعدائية أحيانًا؛ عادل إمام يرفض دور رأفت الهجان، فيحتفي به محمود عبد العزيز الذي كان ينتظره بفارغ الصبر. الأمر تكرر في الكيت كات وسوق المتعة وغيرهما.

بعد سنوات من الشد والجذب، تصالح الطرفان وارتضيا باقتسام بطولة “حسن ومرقص”. لكن محمود عبد العزيز اشترط أن يكتبه وحيد حامد، وأصر عادل إمام على يوسف معاطي. والنتيجة استغناء الزعيم عن محمود عبد العزيز وتمسكه بمعاطي، لينتقل الدور إلى عمر الشريف، ويتجدد خلاف الزعيم والساحر.

على الجانب الآخر، دخل الزعيم صراعًا موازيًا مع أحمد زكي.. منافسة تاريخية بين “النجم الرقمي” و”الفنان المهم”.

كان أحمد زكي الفنان الأهم حينها، لكنه افتقد إيرادات عادل إمام، الذي افقتد بدوره عمق أحمد زكي ومكانته لدى النقاد، لتبدأ سنوات طويلة من العداء، انطلاقًا من كواليس مسرحية “مدرسة المشاغبين” عندما انسحب زكي اعتراضًا على هامشية دوره، فاستعانوا بمحمود الجندي.

مات أحمد زكي، لكن المنافسة استمرت. ربما تكون الوحيدة التي لم تنته بوفاة أحد طرفيها.

أثناء التجهيز لمسلسل “أستاذ ورئيس قسم” انسحب هيثم أحمد زكي – رغم صداقته القوية بنجل الزعيم محمد إمام – بسبب سخرية عادل إمام المستمرة من والده الراحل. حينها، تناقل طاقم المسلسل جملة كررها عادل إمام أثناء التحضيرات الأولى :”يا جدع أبوك ده كان دمه تقيل بشكل”.

لم تكن الواقعة الوحيدة لهجوم عادل إمام على أحمد زكي بعد وفاته. في لقاء تليفزيوني، حكى عادل إمام قصة انسحاب أحمد زكي من “مدرسة المشاغبين” قائلًا إنه “تعالى على الدور”.

هنيدي.. الخطر الرقمي

منافسة عادل إمام ومحمد هنيدي بدأت بترشيح للثاني لدور في فيلمه “رسالة إلى الوالي”. وكان هنيدي حينها مرشحًا لبطولة “صعيدي في الجامعة الأمريكية”.

وقع الفنان الشاب في حيرة: دور مضمون في فيلم الزعيم، أم مخاطرة سينمائية غير محسوبة في نظره ونظر صناع السينما حينها!

هنيدي اختار البطولة، واعتذر للزعيم عن الدور الذي لعبه علاء مرسي. لتبدأ المعركة التي أشعلها تفوق التلميذ على أستاذه، واكتساح صعيدي في الجامعة الأمريكية شباك التذاكر متفوقًا على كل الأفلام المعروضة، ومنها “رسالة إلى الوالي”.

من يومها، شكل محمد هنيدي خطرًا رقميًا على جيل الكبار، وعلي جماهيرية عادل إمام وإيرادات أفلامه التي بدأت التراجع أمام تفوق أفلام هنيدي وتصاعد شعبيته.

ربما كانت هذه الصدمة سببًا في استعانة عادل إمام بيوسف معاطي بديلًا لوحيد حامد؛ على أمل اللحاق بقافلة الشباب التي كان يقودها هنيدي، خصوصا أن يوسف كان وقتها نافذة عادل على الجيل الجديد، ولغته ومفرداته الخاصة، والموضوعات المتماشية مع تفكيره.

المنافسة استمرت سنوات عدة. في 2003، تلقى عادل إمام عرضًا للظهور في أولى حلقات أحد البرامج، لكنه اعتذر، فلجأوا لهنيدي الذي وافق. وبمجرد علم الزعيم باسم الضيف البديل، أعاد الاتصال بمسؤولي البرنامج وأبلغهم بموافقته، فاعتذروا لهنيدي، ليقاطع الأخير القناة لفترة طويلة.

المنافسة انتهت مع الوقت بابتعاد عادل إمام عن السينما وتركيزه في الدراما التلفزيونية خلال السنوات الأخيرة.

عادل إمام vs محمد رمضان 

هي المنافسة الأحدث في مشوار الزعيم، واتخذت شكلًا مختلفًا تمامًا عن سابقيها.

القصة بدأت في 2016 بتعاقد محمد رمضان مع إم بي سي على إنتاج مسلسله “الأسطورة”. لكن تطلعات النجم الشاب أزعجت الزعيم الراغب في حجز الميعاد الذهبي “السابعة مساء” المسجل باسم عادل إمام منذ سنوات على الفضائيات. اندلع الصراع، ثم جاءت الخطوة التالية التي أشعلت الخلاف.

المنافس الجديد قرر أن يختار بنفسه شكل الجولة التالية، فاختار مسرح الهرم المعروف بمسرح الزعيم لعرض مسرحيته “أهلًا رمضان” وهي الخشبة التي عرضت مسرحيات عادل إمام مثل “الزعيم” و”الواد سيد الشغال” لسنوات طويلة.

رمضان لم يكتفِ بهذه الخطوة، بل كتب عبر فيسبوك: “مسرحية أهلًا رمضان على مسرح الهرم -الزعيم سابقًا”، وهو ما اعتبره البعض إشارة واضحة لانتهاء زعامة عادل إمام.

وعندما جاء موعد التعاقدات السنوية على مسلسلات رمضان 2017، كانت المفاجأة بالكشف عن أجر محمد رمضان (45 مليون جنيه) لتكشف التقارير بعدها عن حصول عادل إمام على نفس الرقم.

ويقال أن الخلافات تجددت في كواليس إم بي سي هذا العام أيضًا حول أحقية كل منهما بالشكل الدعائي الأفضل وموعد العرض الأهم.

ربما تكون هذه هي المنافسة الوحيدة التي اختار عادل إمام الانسحاب منها سريعًا، فتحولت مع الوقت إلى منافسة من طرف واحد.

محمد رمضان لا يزال يعيش على “حسّ” منافسته مع الزعيم، وهو ما يبدو واضحًا في تصريحاته المتكررة بأنه طلب من عادل إمام الظهور في أحد أعماله الفنية، لكن عادل إمام يرفض.

محمد إمام رد بعدها على تصريحات صديقه بقوله :”لم أبلغ والدي بطلب محمد رمضان من الأساس”. مضيفًا :”محمد رمضان صاحبي من زمان، ولما كلمني كان بيستعبط وعايز يعمل نمرة! علشان كده موصلتش طلبه لأبويا” ليخرج بذلك محمد إمام والده من دائرة المنافسة مع صديقه الفنان الشاب.

من 1960 إلى 2020.. كيف تطورت المنافسة؟ 

الغريب أن رحلة الزعيم مع منافسيه شهدت تطورًا عدائيًا ملحوظًا.

البدايات قامت على العلاقات الطيبة.. صداقته بثلاثي أضواء المسرح استمرت بعد وفاة الضيف أحمد، ولم نسمع عن خلافات بينه وبين سمير أو جورج، فيما عدا اتهامات عائلة جورج لعادل بعدم السؤال عنه في الفترة التي سبقت وفاته.

ثم منافسته للمهندس وجيل الكبار، منهم عبد المنعم مدبولي، ومحمد عوض، وأمين الهنيدي والتي لم تشهد أي أزمات ملفتة للنظر.

ثم مرحلة سعيد صالح، التي مرت بهدوء شديد، حتى أن سعيد ظهر قبل وفاته كضيف شرف في فيلم “زهايمر”.

 ليبدأ عادل امام بعدها منافسات من نوع جديد، تشمل نزاعات كتلك التي خاضها مع أحمد زكي ومحمود عبد العزيز، ليدخل بعدها مرحلة منافسات أهدأ، بإصرار الزعيم على عدم التورط في أي نزاعات قد لا تليق بمكانته الفنية، ليترك المعركة الجديدة تشتعل من طرف واحد.


رابط مختصر
للمشاركة لـ فيسبوك

موضوعات متعلقة

التعليقات (0)

يجب عليك .. تسجيل الدخول أو التسجيل لتتمكن من التعليق.

تعليقات الفيسبوك