إشارات الحياة في المريخ

ماذا نقصد حين نقول إن كوكبا ما يصلح للسكن؟

عند الإشارة إلى الكواكب الخارجية فإن مصطلح “قابلية السكن” عادة ما يكون مساويا لوجود ماء سائل على سطح الكوكب، لكن هل بإمكان البشر استيطان الكواكب الخارجية؟

بالرغم من عدم احتواء القطب الجنوبي للأرض على ماء سائل على السطح. إلا أن هناك بشرا.

يقع المريخ على الحدود الخارجية للمنطقة الصالحة للسكن في مجموعتنا الشمسية.

وبالنسبة للمريخ وجدت المياه السائلة على سطحه لفترات قصيرة من الزمن. حيث تشير تضاريس الكوكب إلى أن بحيرات كانت هنا لكنها جفت.

لكن، ماذا إن استطعنا حل مشكلة المياه، هل يجعل ذلك من المريخ مكانا صالحا للسكن؟

تعتمد الإجابة على التقنيات التي سنأتي بها من الأرض لإنشاء مناطق صالحة “للحياة الاصطناعية” على سطح المريخ.

السكن طويل الأجل على كوكب المريخ يتطلب منا أولا تحويل المواد الخام على المريخ لموارد يمكننا استخدامها للبقاء على قيد الحياة.

لحسن الحظ. يمتلك المريخ ثروة هائلة من هذه المواد؛ مما يجعله المكان الأكثر قابلية للسكن في النظام الشمسي غير الأرض.

في مؤتمر في 2014 بمركز أبحاث أميس التابع لوكالة ناسا Ames Research Center ، قدم الدكتور كريس ماكاي عالم الكواكب والعضو المؤسس لجمعية المريخ، قائمة بأهم موارد المريخ التي سيستغلها المستعمرون الأوائل لجعل الكوكب صالحًا للسكن. أبرزها:

الترتيب حسب سهولة الوصول لتلك الموارد.

شاهد أيضا: اكتشاف ماء علي سطح قمر كوكب المشتري “اوروبا”

غلاف المريخ الجوي 

الغلاف الجوي للمريخ هو أكثر الموارد سهلة الوصول إليها، ويوفر المواد الأولية لتصنيع وقود الميثان. وكيمياء فصلها بسيطة وقليلة الطاقة ووظفت بالفعل على الأرض منذ أكثر من قرن.

في الصورة محرك سبيس اكس رابتو من صناعة شركة سبيس إكس لحرق الميثان المصنوع من ثاني أكسيد الكربون إلى الغلاف الجوي على سطح المريخ.

غطاء قطبي في المريخ

المريخ هو كوكب جاف مقارنة بالأرض، لكن بالمقارنة مع الأجسام السماوية الأخرى فإن نصيبه من الماء ضخم نوعا ما.

يحتوي المريخ على غطاء قطبي يتألف من خليط من جليد الماء وثلج ثاني أكسيد الكربون الجاف.

من المعروف أن الجليد المائي موجود على بعد بضعة أمتار تحت السطح.

يمكن تنقية هذه المياه واستهلاكها بسهولة، أو تحلل عناصرها الكيميائية H2O بالكهرباء لإنتاج الأوكسجين والهيدروجين، والتي يمكن أن تقترن أكثر مع  ثاني أكسيد الكربون الموجود في الجو لإنتاج مجموعة من المواد البلاستيكية المفيدة.

تربة الكوكب

تربة الكوكب مليئة بالنترات وهي أسمدة ستفيد في محاولات زراعة المحاصيل على سطح المريخ داخل صوب زراعية.

عثرت مركبة “كوريوستيتي روفر” التابعة لوكالة ناسا على نترات بنسبة حوالي 1100 جزء في المليون في عينات الحفر التي حللتها.

يمكن أن تتعرض تلك النسبة  للقليل من الكلور في التربة أولاً وبتلك العملية البسيطة ستكون التربة صالحة للزراعة والاستفادة منها.

الصخور البازلتية

مثل صخور الأرض. تمتلئ صخور المريخ بالأكاسيد المعدنية. في حالة القدرة على كسر وتحليل تلك الأكاسيد يمكننا استخراج معادن.

لكن العقبة هي أن عمليات التكسير تلك كثيفة الطاقة. إذا تم التغلب على تلك العقبة، بالإمكان حينها استخراجها وإنتاج المعادن كالصلب والفولاذ والكربون والزجاج بجودة بصرية.

في النهاية. نعم. يمكن للبشر استيطان المريخ لكن في وجود التقنيات المناسبة. بوجودها كوكب المريخ لن يكون مجرد كوكب صالح للسكن بل بيت ثان.