مطلع أبريل، كتب عمدة بلدية نيمبرو الإيطالية، كلاوديو كانسيلي، ومدير مركز سانتا جوستينو الطبي، لوكا فوريتسي، مقالًا في كورييرا ديلا سيرا، قالا فيه إن إحصائياتهما أكدت أن وفيات كورونا في منطقتهما ربما تكون 4 أضعاف الأرقام الرسمية، وتصل 10.4 ضعف في مناطق أخرى.

الإيكونوميست اعتبرت أن أفضل طريقة لقياس كامل وفيات كورونا هو مراجعة “الوفيات الزائدة”: الفجوة بين إجمالي وفيات منطقة معينة في فترة معينة، ومتوسط الوفيات في نفس المنطقة ونفس الفترة الزمنية في السنوات السابقة.

هذه الإحصائيات لا تتوافر بسهولة. ليست متاحة أصلًا في غالبية الدول قبل مرور أقل من عام. لكن المكاتب الإحصائية الوطنية في بعض الدول الغربية بدأت نشر بيانات الوفيات الإجمالية لأول مرة منذ بداية أبريل.

لتطوير الإحصائية أكثر، يحاول الباحثون استبعاد الأشخاص الذين توفوا بأمراض أخرى كان علاجها ممكنًا لولا امتلاء أسرة العناية المركزية بمرضى كوفيد-19، للخروج بأكثر سجلات وفيات كورونا اكتمالًا.

إيطاليا

حتى الآن، نشر المكتب الإحصائي الوطني الإيطالي إجمالي وفيات كورونا لـ 1,700 من أصل 7900 بلدية، تغطي الفترة حتى 4 أبريل.

بتحليل عينة من هذه المناطق، بما في ذلك بيرغامو الأكثر تضررًا، بين 7 مارس و4 أبريل، وصلت وفيات كورونا إلى 6,100 حالة رسميًا، بنسبة 48% من الوفيات الزائدة (12,800 حالة).

إسبانيا

بين 17 مارس و7 أبريل، وصلت وفيات كورونا رسميًا إلى 13,800 حالة، بنسبة 65% من الوفيات الزائدة (21,100 حالة).

فرنسا

بين 16 مارس و6 أبريل، سجل المكتب الإحصائي الوطني وفيات كورونا عند 8,900 حالة بنسبة 78% من الوفيات الزائدة (11,400 حالة).

النسبة مرتفعة في فرنسا لأن 40٪ من الوفيات الوطنية المسجلة حدثت في دور رعاية المنسين.

بريطانيا

بين 20 مارس و3 أبريل، وصلت وفيات كورونا إلى 4,100 حالة، بنسبة 57٪ من الوفيات الزائدة (7,200 حالة ).

هولندا

بين 22 مارس و12 أبريل، سجلت البلاد 2,600 حالة وفاة بكورونا، بنسبة 43% من الوفيات الزائدة (6,200 حالة وفاة).

* يحصي المعهد الوطني للصحة العامة فقط الوفيات التي ثبتت إصابتها بالفيروس.

* مكتب الإحصاء الوطني الهولندي ينقح ويعدل إجمالي الوفيات بأثر رجعي، لذلك قد تتراجع النسبة.

الولايات المتحدة

معظم الولايات الأمريكية لا تنشر سجلات حديثة لإجمالي الوفيات، لكن نيويورك، الأكثر تضررًا، قدمت بيانات أسبوعية حتى 4 أبريل.

وزارة الصحة في نيويورك وسعت تعريف وفيات كورونا وأعادت التحليل بأثر رجعي. لتسجل 5,000 حالة بين 21 مارس و4 أبريل وفقًا للتقدير المنقح، من أصل  5,100 وفاة زائدة. بما يعني أن الأرقام الرسمية باتت تضم جميع الوفيات تقريبًا.

إندونيسيا

إندونيسيا إحدى أوائل الدول النامية التي نشرت بيانات الوفيات الزائدة – ليس عددًا رسميًا للوفيات – لكنه إحصاء بعدد المدافن التي استخدمتها إدارة الحدائق والمقابر في جاكرتا.

عادة، يسجل القسم حوالي 2,800 دفن شهريًا (75٪ تقريبًا من وفيات المدينة). لكن في مارس، أبلغت الدائرة عن 4,400 حالة دفن، بزيادة 1,600 وفاة على الأقل.

بالمقابل، توقفت حصيلة وفيات كورونا الرسمية عند أقل من 5٪ من الوفيات الزائدة.

* التاريخ الأول في كل دولة يمثل يوم وصول الوفيات إلى 50 حالة. الثاني يسجل تاريخ أحدث إعلان رسمي لحالات الوفيات الإجمالية

لأسابيع ، قدم الرئيس رجب طيب أردوغان أداء تركيا في التعامل مع كورونا باعتبارها أحد أنجح الدول في العالم، لكن نيويورك تايمز تقول إنه لم يفعل أكثر من فرض رقابة صارمة على المعلومات حول تفشي الوباء، شاملة حملة مدبرة بدقة لضمان إخفاء تقارير المستشفيات ومواقع المقابر وأقارب المتوفين، مع توبيخ الأطباء الذين تحدثوا عبر السوشال ميديا، واعتقال 410 شخصًا في مارس بسبب منشورات “استفزازية ومسيئة”.

الصحيفة تعتبر أن سجلات الوفيات في إسطنبول تشير إلى أن تركيا تتصارع مع كارثة أكبر بكثير مما تشير إليه الأرقام الرسمية. تعترف أن جميع الوفيات لا تُعزى بالضرورة مباشرةً إلى كورونا، لكنها تعتبرها مؤشر أولي يستخدمه الباحثون لقطع ضباب الوباء وتقييم حصيلة كاملة في الوقت الفعلي.

تضيف الصحيفة أن الإحصائيات التي جمعتها تشير إلى أن إسطنبول سجلت ارتفاعًا كبيرًا في عدد الوفيات أعلى بكثير من المتوسطات التاريخية قبل أن تعلن السلطات رسميًا عن أول حالة وفاة في عموم تركيا في 17 مارس، وهو مؤشر على أن كورونا كان وصل قبل عدة أسابيع.

وسجلت إسطنبول بين 9 مارس و12 أبريل عدد وفيات أعلى بـ 30% تقريبًا من المتوسطات التاريخية، وصلت 50% في أول أسبوعين من أبريل.

تقول الصحيفة إن الأرقام ربما تتخطى الحدود مع تجاوز سعة المستشفيات وبالتالي الفشل في توفير الرعاية الصحية لحالات حرجة، مثل السرطان وأمراض القلب.

ويحذر المهنيون الطبيون من أن تركيا قد تفشل في السيطرة على انتشار كورونا. سنان أديامان، رئيس الجمعية الطبية التركية يتهم السلطات بالتقاعس في فبراير رغم علم السلطات بوجود المرض.