10 فوائد في الذهاب إلى السينما وحيدًا

10 فوائد في الذهاب إلى السينما وحيدًا

12 Nov 2018

أمجد جمال

ناقد فني

رابط مختصر
للمشاركة لـ فيسبوك
حجم الخط

تحكي أغنية “مش زي الأفلام” للمطرب “محمود العسيلي”، قصة شاب كان ينتظر حبيبته عند صالة السينما لتهاتفه ملغية الموعد لانشغالها، فيشاهد الفيلم وحده، لنعرف بعدها أنها ترافق شابًا آخر، وتنتهك مشاعر البطل المسكين.

يكشف العسيلي مصدر إلهامه بالقصة، فيقول إنه قصد صالة عرض مع رفاقه، فلمح شابًا يجلس وحيدًا. استنتج أن وراءه قصة فشل اجتماعي وعاطفي؛ لمجرد جلوسه في السينما وحيدًا! فذهب بخياله بعيدًا ليؤلف أغنيته.

شفقة ممزوجة باستغراب

لم يفعل العسيلي أكثر مما يفعله معظمنا؛ فهذا النوع من التنميط شائع بالفعل، والمحاكمات الاجتماعية يلمسها الجميع في شتى المجتمعات، وبدرجات متفاوتة في قسوتها.

تتجلى أيضًا في نظرات الشفقة والاستغراب لكل من جرّب الذهاب للسينما بمفرده. نحن كعاملين في مجال النقد نعرف تلك النظرات أكثر من غيرنا، لكن معظمنا لم يعد يبالي مع الوقت والتعود؛ فالذهاب لرؤية الأفلام الجديدة هو جوهر المهنة، لذا فنحن في قرارة أنفسنا نعلم أنها مجرد التزام مهني، وليس هروبًا من مأساة اجتماعية كما يستنتج البعض.

لكن ماذا عن الآخرين؟ ماذا عن متفرج عادي يذهب للسينما وحيدًا؟ لماذا يبدو الأمر رغم بساطته مخيفًا للكثيرين لتجنب الأحكام والنظرات؟

SORRY TO BOTHER YOU.. الفيلم السياسي كما يجب أن يكون

المشاهدة الجماعية ممتعة أحيانًا

ليس هدف المقال انتقاد الرحلات الجماعية لصالات العرض في المطلق، فهناك أفلام يحبذ رؤيتها مع الرفاق. ليس أجمل من مشاهدة فيلم رومانسي مع شريكك العاطفي، أو اصطحاب أطفالك لمشاهدة فيلم كارتون عائلي للمرة الأولى في حياتهم، لتحفر في وجدانهم تلك الذكرى العذبة، لكن في بعض الأوقات، سيكون رائعًا الذهاب للسينما وحدك، والتغلب على كل الهواجس والأحكام المتعسفة.

في هذا الموضوع سنشرح قيمة الذهاب لصالات السينما دون رفقاء من وقت لآخر، وأن الأمر ليس طبيعيًا فحسب، بل قد يكون الأفضل لنا ولحياتنا الاجتماعية، كما هو أفضل للسينما نفسها كفن وصناعة.

FIRST MAN.. إنجاز شكلي وتعثر درامي

1- لن تربط نفسك بمواعيدهم

كم مرة استهواك فيلم، ولم تذهب لتراه لانشغال رفاقك المعتادين؟ الذهاب وحيدًا لن يفوّت عليك الأفلام التي تترقبها، ولن يوقف الأمر على جدول مواعيدهم وأمزجتهم. لن تشكل عبئًا على من تحبهم، بالتالي ستخدم حياتك الاجتماعية وليس العكس.

2- لن ترتبط بأذواقهم

مهما بلغت درجة التفاهم مع رفاقك، ستظل هناك مساحة لاختلاف الذوق. إن كسرت مهابة الذهاب للسينما وحيدًا، فلن تفرض عليهم ذوقك، ولن يكون عليك رد الجميل بمصاحبتهم لفيلم لا يروقك. ستبقى السينمًا في ذهنك مقصدًا للترفيه لا التكدير.

3- ستحمي حياتك الاجتماعية

تذهب إلى السينما معتقدا أنك تنمي حياتك الاجتماعية. لكن الحقيقة أن جو السينما يناقض الفكرة الاجتماعية ذاتها؛ لأنه يحرمك من أبسط أدوات التواصل الحميمي، وهو التقاء العيون والحديث. تجلس في قاعة مظلمة، منفصلا عن العالم، بالكاد ترى أو تسمع أي شيء بوضوح غير ما تمرره أجهزة العرض. إذًا، فإن كنت حريصًا بالفعل على حياتك الاجتماعية، فلا تجعل السينما مكان ممارستها. (هناك طبعا استثناءات سبق الإشارة إليها في المقال)

ولادة نجمة A STAR IS BORN .. هوليوود تفتش في دفاتر عصرها الذهبي

4- ستوفر الوقت والمال

الذهاب للسينما مع الآخرين يعني أن المقابلة ستمتد تلقائيًا لفعل أشياء لم تكن تريدها. قد تتناول وجبة غداء، أو تتسكع بعدها هنا وهناك، أو تشتري بضائع لا تحتاجها. ستتذكر أن كل ما كنت تريده هو مشاهدة فيلم، لكن الأمر كلفك أكثر بكثير، والتكلفة هنا تشمل الوقت والمال.

5- ستنعش صناعة السينما!

من النقطة السابقة نستنتج أن الذهب للسينما وحيدًا فعل أكثر اقتصادًا من الناحية المادية. لم تعد هذه الرحلة عبئًا كما كانت بصحبة رفاقك، لكنك لن تدخر ما وفرته، ستشجعك بساطة الرحلة على مزيد من الرحلات لتشاهد مزيدًا من الأفلام، ما يعني جمعيًا انتعاشة لصناعة السينما بكل أركانها، وعندما تنتعش الصناعة سيرتقي مستوى الأفلام فنيًا. الفعل كله يصب في صالح السينما كصناعة وفن، ومن ثم في صالح المتفرج.

6- ستستمع بصورة أكبر

أن تذهب للسينما بمفردك يعني تركيزًا وانغماسًا أكبر في تجربة المشاهدة. لن يقاطعك رفاقك بالتعليق أو الحديث، وهذا يعني اندماجًا واستمتاعًا. على المستوى الأكبر، كلما زاد عدد الوحيدين داخل الصالات، كلما قلت فرص الإزعاج، وصارت القاعات أكثر التزامًا بآداب المشاهدة.

عالم الاجتماع جوستاف لوبون يؤكد أن أكثر البشر تحضرًا سيتصرف بغوغائية وسط الجماعة، بينما يزداد التحضر بزيادة الإحساس بالفردية.

7- السينما ليست للجماعات

الذهاب للسينما في جماعات غير منطقي في مطلقه. نبع أساسًا من اعتقاد خاطئ بأن السينما امتداد لأماكن الترفيه التي سبقتها مثل السيرك والمسارح الغنائية والحدائق والموالد، وكلها مناسبات كانت تستوعب فكرة الجماعات، بينما السينما لها طبيعة خاصة قد تتعارض مع منطق الجماعة.

8- ستتضاءل الأفلام الرديئة

عندما تذهب للسينما وحيدًا، فأنت تقصد فيلمًا بعينه، فتكون رحلة بغرض فني لا اجتماعي، ليست مجرد فقرة من “خروجة” التسكع مع الأصدقاء، بحيث تتضاءل أهمية انتقاء الفيلم. من هنا سنستطيع تفريق الأفلام التي نجحت في شباك التذاكر بقرار واعٍ من الجمهور، عن التي تنجح بالصدفة لمجرد صدورها في مواسم تنزه الجماعات، بما يقلل فرص نجاح من لا يستحق، ويضمن استمرار الجيد، وخفوت السيء والمتوسط.

9- هم يستحقون الشفقة لا أنت

ذهابك للسينما وحيدًا يعني أولًا أنك محب للأفلام، لا للسينما كطقس ترفيهي. تلك الآلية النفسية يجب أن تنميها في مواجهة نظرات الشفقة والاستغراب، فالرد يمكن أن يكون بنظرات شفقة مضادة على من لا يستطيعون الاستمتاع بوقتهم إلا رفقة غيرهم، أو يخافون من ذلك. أية مقارنة في صالحك؛ فأنت في موقف الأشجع والأكثر ثقة بالنفس والأقل اعتمادية على الآخرين. تذكر مقولة جان بول سارتر

“مَن يشعرون في وحدتهم بالملل، هم في رفقة نفس مملة”.

وإن اتفقنا أنك تحب الأفلام ومن ثم صناعها، فما قاله سارتر أتى بمثله المخرج أندري تاركوفسكي: “لا أقول أن على الشاب أن يظل وحيدًا، لكن إذا كان يشعر بالملل في وحدته فهو في خطر، أتحدث هنا من زاوية متعلقة بالثقة بالنفس”.

10- اكسر الروتين بتجربة غريبة

بعد كل ما قيل، لو كان توجسك من التجربة مستمرًا، فهذا سبب آخر. إن لم تفعلها من قبل فهي مغامرة في زمن الروتين، وقد لا يعجبك الفيلم وتأتي غرابة التجربة بدهشة تعوضك عن سوء الفيلم.

 

رابط مختصر
للمشاركة لـ فيسبوك

التعليقات (0)

يجب عليك .. تسجيل الدخول أو التسجيل لتتمكن من التعليق.

تعليقات الفيسبوك