جمهور لعبة أساسنز كريد يعرف أن اللعبة تخصصت في نسخ وإظهار العديد من المواقع التاريخية بصورتها القديمة بشكل طبق الأصل، والفضل في ذلك أولا يعود لسياق القصة الخاصة باللعبة والتي تدور عادة في أجواء تاريخية سواء الحروب الصليبية حيث تشاهد تصميمات لمدينة القدس في القرون الوسطى أو لمدينة فلورنسا في عصر النهضة.
لذا فإن الحديث على الانترنت الأن هو الاستعانة بلعبة أساسنز كريد يونيتي للمساعدة في إعادة بناء نوتردام.

المثير للاهتمام أن لعبة أساسنز كريد يونيتي وقت صدورها عام 2014 لاقت انتقادات حادة من جانب النقاد والجمهور، حيث قال موقع "بوليجون" أن اللعبة استحقت وقتها لقب لعبة العام لكن ليس لأسباب جيدة، وذلك بسبب المتطلبات الكثيرة التي تحتاجها إذا أردت اللعبة على جهاز الكومبيوتر.
أما بالنسبة للجمهور فكانت اللعبة مأساة بسبب قصتها، فبينما تدور أحداثها وقت الثورة الفرنسية والتي تم خلالها نهب كاتدرائية نوتردام، كان اللاعبون يشتكون من بطء القصة والملل منها خاصة في المهمات التي تتطلب تسلق نوتردام وحل الألغاز فيها حتى إن شعبية اللعبة تأثرت بعض الشئ.
لكن الأن في 2019 فإن نفس الأجزاء التي اشتكى منها اللاعبون هي التي يمكن أن تنقذ الكاتدرائية التاريخية.

كارولين ميوس، الفنانة وراء تصميم مشاهد اللعبة تحدثت مع موقع "ذا فيرج" حول كيف أعادت بناء نوتردام ومعالم مدينة باريس في اللعبة، حيث قضت عامين في العمل على تصميم الخريطة قبل إضافة الألوان والملمس.
وقالت إنها تحدثت مع مؤرخين حقيقيين للعمل على نسخ "كل حجر من نوتردام، وكل لوحة" في الخريطة ثلاثية الأبعاد، حتى تظهر في اللعبة كما هي في الحقيقة، مثال على ذلك التفاصيل التي ظهرت في بناء أماكن أخرى مثل سجن الباستيل.

وبالفعل كان الشئ الذي لاقي الاستحسان من الجميع في اللعبة هو دقة التصوير والجرافيك فيها، خاصة أن اللعبة تضم أيضا خيارات للاعبين بالقيام بجولة داخل كاتدرائية نوتردام خارج سياق اللعبة، وكأنك في جولة داخل نوتردام بالواقع الافتراضي.
وحتى العاملون داخل كاتدرائية نوتردام كانوا يحتفظون بنسخ من خريطة اللعبة لإرشاد السائحين بحسب ما ذكرت قناة "فوكس".

المالك القانوني لخريطة أساسنز كريد يونيتي هي الشركة المنتجة يوبيسوفت، مع ذلك يجب الملاحظة أن بعض التفاصيل في تصميمات نوتردام داخل اللعبة ليست كما هي في الحقيقة بنسبة 100%، والسبب في ذلك أن اللعبة تأتي أولا على حساب الدقة التاريخية مثال على ذلك وضع حبال أو رفوف خشبية لم تكن موجودة في الحقيقة، وأيضا البرج المنهار في الحريق عندما ظهر في اللعبة ظهر بشكله الحديث، بينما في وقت الثورة الفرنسية -وقت أحداث اللعبة- كان حجمه أصغر بكثير.
لكن لمزيد من الدقة فإن هناك خريطة أخرى من الليزر خاصة بالمؤرخ أندرو تالون والذي بإمكانه تأكيد دقة الخرائط الخاصة باللعبة والتفاصيل التي بها.